كيف سيتعاملُ المثالُ الـمُستأنَفُ البرنامجُ المهدويُّ مع منابع الظُّلمِ، السَّفاهة والجهالة؟
- طول المقطع : 15:27
- مقطع من برنامج : الخاتمة_266 - يا امام هل من خبر ج37
وصف للمقطع
كيف سيتعاملُ المثالُ الـمُستأنَفُ البرنامجُ المهدويُّ مع منابع الظُّلمِ؟
في (كمال الدين وتمام النعمة) للصَّدوق، للشيخ الصَّدوق المتوفى سنة 381 للهجرة/ طبعةُ مؤسَّسةِ النشر الإسلامي/ قم المقدَّسة/ صفحة 702/ الحديثُ الثلاثون: بِسَندهِ، عَن ابنِ أَبِي يَعفُور، عَن مَولَى لِبَنِي شَيْبَان، عَن إِمَامِنا البَاقِر صَلواتُ اللهِ وسَلامهُ عَلَيه: إِذَا قَامَ قَائِمُنَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُؤُوسِ العِبَاد فَجَمَعَ بِهَا عُقُولَهُم وَكَمُلَت بِهَا أَحْلَامُهُم - كَمَالُ الأحلامِ إزاحةٌ للسَّفاهة، وجمعُ العُقُولِ إزاحةٌ للجهالة، قطعاً هذا الجمعُ للعُقول، وهذا التكميلُ للأحلام لن يكون للجميعِ بدرجةٍ واحدة، الَّذي سعى زمانَ الهُدنةِ تمامَ السَّعي واستطاعَ أن يجعلَ عقلهُ وأن يجعلَ حِكمَتَهُ بدرجةٍ عاليةٍ لا يُمكنُ أن يُعامِلَهُ القائمُ مثلما يُعامِلُ شخصاً سَفيهاً، السَّفيهُ سَيَصِلُ إليهِ شيءٌ من تكميلِ الأحلام، وسَيَصِلُ إليهِ شيءٌ مِن تجميعِ العُقول، ولكن بحسبهِ، فالعطاءُ يكونُ بحسبِ القابل، بحسبِ الوعاء. هُناكَ مستوىً عام ستشتركُ فيهِ جميع العقولِ والأحلام، هناكَ مستوىً عام لابُدَّ أن يتوفَّر وهُوَ الحدُّ الأدنى مِن مُعايشة النَّاسِ للبرنامج الجديد، ولكن تبقى مراتبُ العُقولِ ومراتبُ الأحلامِ مختلفةً من شخصٍ لآخر.
هُناكَ عمليّةُ جمعٍ لقُدرةِ التركيزِ والتأمُّلِ والتفكُّرِ والتدبُّرِ والتفهُّمِ في العقل الإنساني، لأنَّ أمير المؤمنين هو الَّذي يقول: (أَلَا لَا خَيْرَ فِي عِلمٍ لَيْسَ فِيْهِ تَفَهُّم)، التفهُّم عمليّةُ تركيزٍ للفهم، وعمليّةُ تدرُّجٍ في مراتب الفهم، وإنَّما يترقَّى الإنسانُ في مراتبِ الفهم ويتدرَّج إذا ما ركَّزَ ورسَّخ فَهمهُ في المرتبةِ الدُّنيا، فبعدَ ذلك يرتقى إلى المرتبةِ الَّتي هي أعلى منها وهكذا حتَّى يصل إلى المرتبةِ الأعلى (أَلَا لَا خَيرَ فِي قِرَاءَةٍ لَيْسَ فِيْهَا تَدَبُّر)، التدبُّر كالتفهُّم بحاجةٍ إلى تركيزٍ إلى ترسيخٍ وهو أيضاً تَفَعُّل هُوَ ترقّي وتدرُّج، (أَلَا لَا خَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَيْسَ فِيْهَا تَفَكُّر)، فجمعُ العُقُولِ وتكميلُ الأحلامِ حركةٌ بهذا الاتجاه.
وهذا المضمونُ هو هو في كتاب الخرائج:
الخرائجُ والجرائحُ/ لقطب الدين الراوندي/ طبعةُ مؤسَّسة الإمام المهديّ/ الجزء الثاني/ صفحة 840/ الحديث السابع والخمسون: بِسَنَدِه، عَن أَبِي خَالدٍ الكَابُلي، عَن إِمَامِنَا البَاقِر صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيه: إِذَا قَامَ قَائِمُنَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُؤُوسِ العِبَاد فَجَمَعَ بِهَا عُقُولَهُم وَأَكْمَلَ بِهَا أَخْلَاقَهُم - الكلامُ هُو هُو.