لَا يَذْهَبُ مُلْكُ هَؤُلَاء حَتَّى يَسْتَعرِضُوا النَّاسَ بِالْكُوفَةِ
الارشاد

لَا يَذْهَبُ مُلْكُ هَؤُلَاء حَتَّى يَسْتَعرِضُوا النَّاسَ بِالْكُوفَةِ

وصف للمقطع

في الإرشاد:

للشيخ المفيد المتوفّى سنة 413 للهجرة/ طبعةُ مؤسَّسةِ سعيد بن جُبير/ الطبعةُ الأولى/ 1428 هجري قمري/ قم المقدَّسة/ صفحة (536): بسندهِ، عَن أَبِي بَصِيرٍ، عَن إِمَامِنَا الصَّادِق صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيه: لَا يَذْهَبُ مُلْكُ هَؤُلَاء - إنَّهُ يُشيرُ إلى العبَّاسيِّين، والحديثُ عن العبَّاسيِّين في حكمهم الثاني، في حكمهم الَّذي يكونُ في زمانٍ قريبٍ من زمانِ ظُهورِ إمامنا الحُجَّةِ بن الحسن صلواتُ اللهِ عليه - حَتَّى يَسْتَعرِضُواْ النَّاسَ بِالْكُوفَةِ فِي يَومِ الجُمُعَة، لَكَأَنِّي  - الإمامُ يراه – لَكَأنِّي أَنْظُرُ إِلَى رُؤُوسٍ تَنْدُرُ فِيمَا بَينَ بَاب الفِيل وَأَصْحَاب الصَّابُون - تَنْدُرُ؛ تتساقط، إنَّها رؤوسٌ بشريّة، إنَّهم الشيعةُ في الكوفة.

هذهِ الروايةُ ذكرها أيضاً الطوسي في الغَيْبَة، صفحة (278): عَن أَبِي بَصِيْرٍ، عَن إِمَامِنَا الصَّادِقِ صَلواتُ اللهِ عَلَيه: لَا يَذْهَبُ مُلْكُ هَؤُلَاء حَتَّى يَسْتَعرِضُوا النَّاسَ بِالْكُوفَةِ يَومَ الجُمُعَة لَكَأنِّي أَنْظُرُ إِلَى رُؤُوسٍ تَنْدُرُ فِيمَا بَينَ المسْجِدِ وَأَصْحَاب الصَّابُون - لاحظوا عدم الدقَّةِ في رواية الطوسي أيضاً.

في رواية المفيد حدَّدها: (فِيما بَينَ بَاب الفِيلِ وَأَصْحَاب الصَّابُون).

هذا هو الَّذي أقولهُ لكم: هذهِ ظاهرةٌ أتلمَّسها في أحاديث الطوسي بشكلٍ واضح في كُلِّ كُتُبهِ الحديثيّة، ما يقولهُ مراجعُ النَّجفِ من دِقَّةِ الطوسي في نقل الأحاديث بسببِ جهلهم وعدمِ اطّلاعهم على كُتُبِ الحديث.

معجزةُ الثعبان؛

مُفصَّلةٌ، مُفصَّلةٌ، ثُعبانٌ هائلٌ عظيمٌ دخلَ الكوفةَ ودخلَ من هذا البابِ أمامَ النَّاسِ إلى المسجد وكانَ الأميرُ على المنبر، وخاطبَ الأميرَ والأميرُ خاطبهُ، هذا الَّذي تجدونهُ في زياراتهِ؛ "مِن أنَّهُ مُكَلِّمُ الثعبان"، الحادثةُ فيها تفصيلٌ أنا لا أريدُ أن أُحدِّثكم عن التفصيل، فَسُمّي البابُ ببابِ الثعبان، فحينما يسألُ النَّاسُ لماذا سُمِّي هذا الباب ببابِ الثعبان؟ خُصوصاً حينما يأتي الشاميُّون إلى العراق فيسمعونَ من أهلِ الكوفة هذا الخبر العجيب. مُعاويةُ لَمَّا تَسلَّم الأمر بعد الهُدنة مع إِمَامِنا الحسن الـمُجتبى صلواتُ الله عليه جاء بفيلٍ وربطهُ عند الباب حتَّى لا يُسمَّى هذا البابُ بباب الثعبان، ربطَ فيلاً عند الباب لأنَّ الفيل حيوانٌ غريبٌ على العراقيّين يؤتى بهِ إمَّا من أفريقيا وإمَّا من الهند أو من بلدانٍ أخرى، فيكونُ مَثاراً ويكونُ سبباً لتوجّه النَّاسِ إلى هذا المكان خصوصاً الأطفال الصغار، إلى أين أنت ذاهب؟ إلى باب الفيل، من أين دخلتَ؟ من باب الفيل، ونُسِي بابُ الثعبان، فَعُرف في التأريخِ بباب الفيل، أنا لا أريدُ أن أدخل في تفاصيلِ هذا الموضوعِ أكثر.

لَا يَذْهَبُ مُلْكُ هَؤُلَاء - مُلكُ العبَّاسيِّين - حَتَّى يَسْتَعرِضُواْ النَّاسَ بِالْكُوفَةِ يَومَ الجُمُعَة - يَسْتَعرِضُواْ النَّاس بِالكُوفَة فِي يَومِ الجُمُعة؛ لا أريدُ أن أفهمها بما عليهِ الواقعُ اليوم سأفهُمها بحسبِ سياقها في زمانِ أئِمَّتنا في زمان إمامنا الصَّادق.

هذا المصطلح: "الاستعراض"، مُصطلحٌ أمنيٌّ، كانَ معروفاً عندَ الأمويِّين وعندَ العبَّاسيِّين، الاستعراضُ هي عمليّةُ تفتيشٍ لِكُلّ النَّاس في المدينة، هذهِ هي عمليَّةُ الاستعراض. 

- لَكَأنِّي أَنْظُرُ إِلَى رُؤُوسٍ تَنْدُرُ فِيمَا بَينَ بَاب الفيلِ وَأَصْحَاب الصَّابُون - أصحابُ الصَّابون هم الَّذينَ كانوا يصنعونَ الصَّابون ويبيعونَ الصَّابون لهم سوقهم الخاصُّ بهم، دكاكينهم مجموعةٌ في مكانٍ واحد في سوق الكوفةِ الكبير.

هناكَ روايةٌ أخرى أيضاً أوردها المفيد في الإرشاد في نفسِ هذا الاتجاه: بِسندهِ، عَن أَبِي بَصِيرٍ، عَن إِمَامِنا الصَّادقِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه: إِنَّ لِولْدِ فُلَان - هذا التعبيرُ تعبيرٌ عن العبَّاسيِّين، المفيدُ نفسهُ أين ذكرَ هذهِ الروايات؟ ذكرها في علاماتِ قيامِ القائم، الحديث هُنا عن الحُكم العبَّاسي الثاني - عِندَ مَسْجِدِكُم - يعني مسجدَ الكوفة - لَوَقْعَةٌ - هذهِ لامُ التوكيد لتوكيدِ هذهِ الوقعة - لَوَقْعَةٌ فِي يَومِ عَرُوبَة - يومُ عَرُوبة يوم الجمعة، العربُ قبل الإسلامِ كانت تُسمِّي يومَ الجمعة بيومِ عَرُوبة - يُقْتَلُ فِيْهَا أَرْبَعَةُ آلَاف مِن بَابِ الفِيلِ إِلَى أَصْحَابِ الصَّابُون فَإِيَّاكُم وَهَذا الطَّرِيق فَاجْتَنِبُوه - الإمامُ إنَّما يقولُ هذا الكلام لا لأنَّ القضيَّةَ ستقعُ غداً في إيَّامهِ، وإنَّما يريدُ أن يقول للشيعة: هذهِ معلوماتٌ دقيقةٌ رَتِّبوا الأثرَ عليها هذا هو الَّذي يريدُ أن يقولهُ الإمام.

ثُمَّ ماذا يقولُ إمامنا الصَّادقُ؟ - وَأَحسَنُهُم حَالَاً مَن أَخَذَ فِي دَربِ الأَنْصَار - فالإمامُ يُقدِّم النصيحة لشيعتهِ من أهل الكوفةِ من أهل العراقِ مِن الزُوَّارِ الَّذين يذهبون إلى الكوفة في تلكَ الأوقات، في تلك الأوقات الَّتي يتحدَّثُ عنها في هذهِ الرواية، الإمامُ يُحذِّرهم من هذا الطريق من هذهِ المساحةِ الممتدّةِ ما بينَ باب الفيلِ يعني باب الثعبان وبين أصحاب الصَّابون إلى بداياتِ سوق الكوفة، قطعاً تَغيَّر التخطيطُ الآن، لكنَّ الإمام يتحدَّثُ بحسبِ زمانهِ، ولا ندري فلرُبَّما يتغيَّرُ التخطيطُ الموجود الآن في قادم الأيَّام ما يُدرِينا، هذهِ الواقعةُ نحنُ لا نعرفُ زمانها، هل ستقعُ في زماننا؟ هل ستقعُ في زمانٍ بعيدٍ في قادم الأيَّام؟! هذا حديثٌ عن المستقبل.

نحنُ لا نملكُ خرائطَ لمدينة الكوفةِ في الأزمنةِ القديمة حتَّى نعرفَ بالضبطِ وبالدقَّةِ أينَ سوقُ الصَّابون وأين دربُ الأنصار، ولكن من خلال التدقيقِ في الرواياتِ والتنقيرِ والنبشِ في كُتب التاريخ يُمكننا أن نصل إلى شيءٍ.

المجموع :2701

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق