لباسُ التقوى : {قد أنزلنا عليكم لباساً}
- طول المقطع : 00:06:15
وصف للمقطع
مقطع من برنامج قرٱنهم ح 10
■ {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سَوآتكم وريشا ولباسُ التقوى ذلك خَير ذلكَ مِن آيات الله لعلّهم يذّكرون} هنا الخِطاب يتوجّه إلى وُلد آدم.
● {قد أنزلنا عليكم لباساً} الحديث عن الإنزال هُنا ليس مِن جهةٍ عاليةٍ مَكاناً، وإنَّما مِن جهةٍ عاليةٍ رُتْبةً.. الإنزالُ من منابع الفيض، ومنابع الفيض التي نتحدّث عنها هي الأسماء الحسنى.. كل فيضٍ في هذا الوجود الذي حولنا، هذا الفيضُ هو من تلك المنابع وتلك المنابع هي الأسماء الحسنى.
فالتعبير {قد أنزلنا} هو حديثٌ عن علوّ المنزلةِ والمقام والمرتبة وليس العلوّ المكاني.
● مِن منابع الفيض لم ينزل علينا لِباسٌ مَخيط، وإنّما المراد في مِثل هذهِ الآيات هي القُدرة بتجلّياتها التي تظهرُ في الإنسان في جهة منها، وفيما حول الإنسان من جهة أخرى (إبداع الإنسان في صناعة ثيابهِ، هذا الإبداع جاء من منابع الفيض، وقُدرة الإنسان على الصِناعة والنسج، وهذهِ الموادّ الأوليّة وما يُضاف إليها مِن كماليّاتٍ) كُلّ ذلك جاء مِن منابع الفيض، من الأسماء الحُسنى.
● {يواري سَوآتكم} السَوءةُ هُنا أعمُّ من العَورة.. يواري أي يُغطي ويُخفي.. وقوله : {وريشا} والريشُ هو ما يحتاجه الإنسان في شؤون حياتهِ اليومية (أثاثُ البيوتِ وسائر التفاصيل التي نحتاجها في مساكننا وفي منامنا وفي سائر تفاصيل الحياة المُختلفة..)
أمّا لبس التقوى فالحديث هنا عن لباسٍ معنويّ يذهبُ بعيداً في أغوار النفس الإنسانية.. كما عُبِرّ عنه في أحاديثهم الشريفةِ بالعَفاف.