لماذا إعترضت الملائكة في الاية {و إذْ قالَ ربُّك للملائكة إنّي جاعلٌ في الأرض خليفة قالوا...} ؟
  • طول المقطع : 00:09:21
وصف للمقطع

مقطع من برنامج قرٱنهم ح7

✤ وقفة عند الآيات من سورة البقرة التي تحدّثت عن قصّة أبينا آدم، وعن تفاصيل ما جرى في هذا البرنامج المُفصّل (برنامج الخلافة على الأرض) الآيات تبدأ من الآية 30 وما بعدها:
● {و إذْ قالَ ربُّك للملائكة إنّي جاعلٌ في الأرض خليفة قالوا أتجعلُ فيها مَن يُفْسِدُ فيها ويسفِكُ الدماء ونحنُ نُسبّح بحمدكَ ونُقدّس لكَ قال إنّي أعلمُ ما لا تعلمون}. فالبرنامج والمشروع كان مِن البداية أن ينزل آدم إلى الأرض.. إلى الآن ما كملتْ خِلقة آدم وما تمّتْ.. هذا عرضٌ وبيان للمشروع على الملائكة، ولِذا قالوا: {أتجعل فيها مَن يُفسد فيها ويسفك الدماء} وقد علموا بذلك لأنّ أجيال وأمم سابقة كانت على الأرض قبلنا (وقبل آدمكم هذا إثنا عشر ألف آدم..) كما جاء في الروايات. فالملائكة علموا مِن الأجيال السابقة، هذا مِن جهة.
ومن جهة ثانية: علموا مِن طبيعة هذا المخلوق (إنّه خليفة في الأرض) والأرض عَالمٌ سُفليٌ محدودٌ ضيّق، وليس كالعالم العُلوي.. فسوف تصطدمُ فيه الرغبات، وسوف تتعارضُ فيه الاتّجاهات فيما بين أولئك الذين سيَقطنون على تُرابها.. فالمصالح والمنافع والأهداف والأغراض لِضيق هذهِ الأرض سيصطدمُ بعضها بالبعض الآخر..!
وإنّ الملائكة تستشرف الغَيب، خصوصاً الملائكة التي لها تلك المنازل العالية (الملائكة الأركان، والملائكة التي تملك التدبير). هؤلاء الملائكة يستشرفون الغَيب، وعلمهم علمٌ واسع في مَراتبهم العالية، ولِذا قالوا: {أتجعلُ فيها مَن يُفْسِدُ فيها ويسفِكُ الدماء ونحنُ نُسبّح بحمدكَ ونُقدّس لكَ}
وقد ورد في بعض الروايات إنّهم بهذا الاعتراض يتحدّثون عن دماء الحسين.
وحتّى لو لم ترد روايات في ذلكَ، فالمنطقُ في أجواء الكتاب والعترة يقول ذلك.. الملائكة هُنا يعترضون على أمرٍ يُريده الله تعالى ويُبرّرون اعتراضهم أو استفهامهم بدم سيُسفك.. فأيّ دم هذا الذي يدفع الملائكة أن يعترضوا على الله أو يستفهموا عن حكمة الله في هذا المشروع.
وهل يُستفهَمُ عن حكمة الله، لو لَم هناك من شيء أربك تفكير الملائكة وأربك ما كانوا يعيشون فيه مِن حالةٍ نفسيّة..؟!
ليس هناك إلّا دمٌ واحد: إنّها دماء محمّد وآل محمّد، ودمُ الحُسين هو العنوان.
● ما العلاقة بين سفك الدماء، وبين التسبيح والتحميد والتقديس..؟