لماذا كان سيّد قُطب يهتّم بكتب السحر والتنجيم في طُفولته ؟؟
- طول المقطع : 00:18:26
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 13 ]
ولُد سيّد قُطب في سنة 1906م في قرية موشا كما مرّ وعاش في أسرةٍ متموّلة، وعائلته منذُ صغره اهتمّوا بتعليمه، كان طفْلاً نابهاً وذكيّاً، وبسبب ما كان يتوفّر لهُ مِن مصروف ومن وضْع مالي مُريح، كان يشتري الكُتب، وكان مُحبّاً للقراءة والمُطالعة مُنذ صغره.
• الذين أرّخوا له حدّثونا بأنّه: كان هناك بائعٌ متجوّل اسمهُ: صالح، يأتي إلى هذه القرية يحملُ الكُتب المُتنوّعة التي يبيعها عادةً الباعةُ المُتجوّلون.
بائعٌ مُتجوّلٌ يبيعُ الكُتب في إحدى قُرى أسيوط.. فما عسى أن تكون الكُتب التي يحملها معه؟!
الكُتب التي يبيعها هي:
(سيرةُ أبي زيد الهلالي، وحكايةُ الزناتي خليفة، وقِصص ألف ليلة وليلة..) إلى قائمة طويلة مِن أمثال هذه الكُتب التي كان سيّد قُطب في طُفولته يشتريها ويأنس بها ويُطالعها.. وكُلّما جاء صالحٌ هذا (البائعُ المُتجوّل) كُلّما هرعَ إليه سيّد قُطب ليشتري منه ما يستطيع أن يشتريه.. وقد اشترى تقريباً أغلب الكُتب عند هذا البائع المتجوّل.
● (حكايات شارلوك هُولمز، حكايات أرسين لوبين "الّلص الفرنسي النبيل") وأمثال هذه الكُتب، وأمثال هذه الروايات الأدبيّة.
وهناك كُتبٌ لها خصوصيّة مُعيّنة عند هذا البائع المُتجوّل "صالح".. مِن هذه الكُتب مثلما يُحدّثنا عادل حمودة في كتابه [سيّد قطب مِن القرية إلى المشنقة].. مِن هذه الكُتب التي حدّثنا عنها في كتابه هذا:
• كتاب أبي معشر الفلكي في التنجيم. (هو الكتاب المعروف بـ"الطوالع الحَدَسيّة للرجال والنساء" فهو كتابٌ في التنجيم.. في معرفة الحظّ، في معرفة عودة الغائب، في معرفة الوصول إلى الربح في التجارات وأمثال ذلك، فيما يرتبط بالزواج، ما يرتبط بعلاقات النساء والرجال.. وهي الأمور التي يبحث عنها الكثير مِن الناس).
• كتاب شمهورش في السِحر.. وهو كالكتاب الأوّل.
(وهذه الكُتب تُباع عادةً على الأرصفة عند الباعة المُتجوّلين)
■ وقفة عند كتاب [الشهيدان] لِصلاح شادي.. وهذا الكتاب يُعد مِن الكُتب التي تتبّناها جماعةُ الأخوان المُسلمين في تأريخ الشهيدين.. والمُراد مِن [الشهيدان] هنا، أي: حسن البنّا، وسيّد قطب.
● جاء في صفحة 50، والمؤلّف هنا ينقل عن كتاب لسيّد قطب عنوانه: طفلٌ مِن القريّة (وهو كتابٌ للسيرة الذاتية، كتابٌ للمذكّرات.. فهو قد أرّخ سيّد قُطب نفسهُ بنفسهِ في هذا الكتاب).. فصلاح شادي ينقل لنا في كتابه هذه الّلقطة، فيقول:
(وكان في مكتبتهِ أي مكتبة سيّد قُطب حينما كانَ صغيراً كتابان: الأوّل لأبي مَعشر الفلكي، والثاني كتاب شمهورش وهو كتابٌ في السِحر ويتحدّث عن قصّة هذين الكتابين فيقول أي سيّد قُطب :
"تسامع نساءُ القرية وشبابها بالكتابين فأقبل الجميع على صاحبنا الصغير يعني نفسه إقبالاً مُنقطعَ النظير، وذلك لأسباب كثيرة، منها:
أنّه لا يتناول أجراً على الخَدَمات التي يقوم بها، ومنها: أنّه صبيٌ يدخل البيوت وتُقابِلهُ النسوة والفتيات بلا تحرّج.."
ثُمّ يستطرد فيقول:
"الحقّ أنّه كان يحسّ بنشوة عجيبة والطلبات تتوالى عليه، والأبواب جميعها تُفتّح له يقصد أبواب الإحترام فيما بين النساء والرجال ، ولقد كان صغيراً لم تثر في نفسهِ نوازع الجنس بعد، وتربيته المنزلية تجعل في نفسه كثيراً مِن الحشمة والحياء حتّى لو ثارتْ بعض هذهِ النوازع، ولكن إحساسه بالجمال الحيّ أي جمال النساء والفتيات كان مُرهفاً، فكانت هذه الزيارات والمقابلات ومُعظم موضوعاتها يدور على الحبّ ودواعيه، ممّا يُغذّي فيه هذا الشعور الوليد الغامض ويُحبّب إليه هذه الزيارات والمقابلات التي يجدُ فيها لذّة غامضة عجيبة..").
هذا كلام سيّد قُطب عن نفسهِ، بقلمه وهو في تمام وعيه.
علماً أنّه لا يتحدّث عن كُلّ الحقائق، فالذين يكتبون المُذكّرات والسِيرة الذاتيّة لا يتحدّثون عن كُلّ التفاصيل.. في الأعمّ الأغلب يُجمّلون سِيرتهم بقدر ما يتمكّنون.. وإنْ أرادوا أن يذكروا شيئاً مُخلّاً فلأجل أن يُشعروا القارىء بأنّهم صُرحاء صادقون في كِتابة هذه السِيرة.
• قول سيّد قطب (فأقبل الجميع على صاحبنا الصغير إقبالاً مُنقطعَ النظير) هو يبحثُ عن هذه القضيّة: يبحث عن التفرّد ومِنذ الطفولة..!
وإلّا ما علاقة سيّد قُطب بكتاب: أبي معشر الفلكي، أو كتاب شمهورش؟! وهذه الكُتب عادةً يستعملونها الذين يدّعون الخِبرة في أعمال السِحْر.. يستعملها المُشعوذون والمُشعبذون!