لماذا لا يوجد ذِكر لسيّد قُطب في موسوعة جماعة الأخوان التاريخيّة ؟
- طول المقطع : 00:11:40
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 15 ]
وقفة عند كتاب [الأخوان المُسلمون أحداثٌ صنعتْ التأريخ رؤيةٌ مِن الداخل] لِمحمود عبد الحليم. وهو كتاب مِن 3 أجزاء. وهذا الكتاب هو كتابُ التأريخ الرسمي لِجماعة الأخوان المُسلمين. (الكتاب الذي تتبنّاه قياداتُ جماعة الأخوان المُسلمين بشكلٍ رسمي) فهذا هو تأريخهم الذي كتبوه.
كتابٌ يختلطُ فيه الصدق بالكذب، ويختلطُ فيه الضلال بالهُدى والحقّ بالباطل، وتلك هي جماعةُ الأخوان المُسلمين، لن تخرجَ عن هذه الحدود، ولن تخرج عن هذه الأوصاف، كانت ولازالت وستبقى هكذا؛ لأنّ إمامها الذي أسّسها كان على هذا الحال!
◈ الجزء الأوّل من هذا الكتاب: يُؤرّخ للفترة من عام (1928 إلى سنة 1948)
في عام 1948 ذهب سيّد قُطب إلى الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، ولم يكن مُتديّناً، كان ماسونيّاً، لازال يعيشُ في أجواء الفِكر الماسوني. صحيح أنّه انكفأ كما انكفأ الكُتّاب والمُثقّفون المِصريّون باتّجاه أجواء الثقافة الإسلاميّة (ولكنّها ليست ثقافة دينيّة) وإنّما هي عناوين ومُصطلحات مِن الجوّ الإسلامي، وبعبارة أخرى: مِن الجوّ الإجتماعي والتاريخي والثقافي العام. وإلّا ليس في أجواء الدين بمنهجيّته المعروفة وبطريقة الإستدلال والبحث، وبطريقة المصادر، وبكيفيّة الاستنباط (يعني المنهجيّة الدينيّة المعروفة بغضّ النظر عن كون هذه المنهجيّة صحيحة أو غير صحيحة).
وهذا الجزء من الكتاب ليس لسيّد قُطب فيه مِن ذكر إطلاقاً.. إلّا ما جاء في صفحة 211 فيما يرتبط بالمقال الذي قال عنه المؤلّف مِن أنّه قرأ مقالاً لسيّد قُطب في جريّدة الأهرام يدعو إلى التعرّي.. علماً أنّ المؤّلف محمود عبد الحليم لم يُورد هذه الحادثة لاهتمامه بسيّد قُطب، وإنّما أوردها ليُبيّن كرامةً ونبؤةً وفضيلة لِحسن البنّا.. باعتبار أنّ حسن البنّا قال له: لا تنشرْ المقال الذي كتبتَهُ ردّاً على سيّد قُطب بشأن التعرّي، فلعلّ هذا الشاب يفيئُ إلى الصَواب وتنتفع منه الدعوة يوماً ما. (راجعوا الحلقة السابقة ففيها التفاصيل).
◈ الجزء الثاني من الكتاب: ويبدأ مِن سنة (1948 إلى سنة 1952)
في عام 1948 لازال حسن البنّا حيّاً، فإنّه قُتِلَ قِصاصاً بسبب جرائمه في عام 1949م.. علماً أنّ عبّاس السيسي وهو منهم، هو الذي يُصرّح بهذا المضمون في كِتابه [حسن البنّا مواقف في الدعوة والتربية] إذ يقول في صفحة 317: (وذلك أنّ خبر مصرعَ الشهيد البنّا لم أعرف به إلّا مِن صُحف الصباح، ويالهُ مِن صباح، فلم أتردّد لحظةً بأنّ المرحوم قد اغتيل غَدراً، وأنّ لعصابة إبراهيم باشا عبد الهادي اطّلاعاً على اغتياله أخذاً بثأر رئيس وزراء عهدهم محمود النقراشي باشا، على ظنّ منهم أنّ الأستاذ البنّا هو الذي أوعزَ بقتله!)
• قولهِ: (على ظنّ منهم أنّ الأستاذ البنّا هو الذي أوعزَ بقتله) هذه هي أكاذيب جماعة الأخوان المُسلمين.. وحتّى لو افترضنا أنّ حَسن البنّا لم يُوعز بقتله، فإنّ الجرائم الإرهابيّة التي نُفّذتْ في مِصر قبل مَقتل النُقراشي، فإنّ الذي قام بها هو التنظيم السرّي لِجماعة الأخوان، وهذا التنظيم يأتمرُ بأمر حسن البنّا.
(فهذه الأوامر التي أدّتْ إلى مَقتل محمود النُقراشي صدرتْ مِن حسن البنّا.. ولِهذا قُتِل حسن البنّا قِصاصاً بسبب جرائمهِ لأنّه قاتل، والذين قتلوه ثأروا لِقتيلهم بغضّ النظر هل قتيلهم على حقّ أم لا؟!).
• في هذا الجزء (أي الجزء الثاني مِن كتاب: الأخوان المُسلمون أحداثٌ صنعتْ التأريخ..) وردَ في صفحة 504 و506 ذكْرٌ عَرضيٌ لسيّد قُطب، وليس مِن وصفٍ لهُ إلّا في صَفحة 504..حين يقول (وهنا تقدّم الأُستاذ سيّد قُطب) وهي عبارة تُقال للجميع، وعبارة أُخرى في صفحة 506 (قال الكاتب الجليل الأُستاذ سيّد قُطب) وصفوه بهذه الأوصاف "الكاتب الجليل" باعتبار أنّه بدأ ينحو باتّجاه الثقافة الإسلاميّة (ثقافيّاً وليس تديّناً).. فليستْ هُناك مِن خُصوصيّة تُشير إلى تديّنه.. فهذا الجزء أيضاً خليٌ مِن ذكر سيّد قُطب.
◈ الجزء الثالث من الكتاب: والذي يبدأ مِن عام (1952 إلى سنة 1971):
هذا الجزء هو الآخر خليٌ مِن ذكر سيّد قُطب إلّا ما جاء في صفحة 566 وكذلك ما جاء في صفحة 567 حيثُ وردتْ الإشارة إلى مَسألة المُحاكمة التي حُوكم بها سيّد قُطب، وليس هُناك مِن تفاصيل أُخرى حول سيّد قُطب. فهذا الكتاب الذي يُعتبر التأريخ الرسمي للأخوان المُسلمين.. ليس فيه مِن ذكْر مُفصّل ومُبيّن لسيّد قُطب؛ لأنّ الرجل لم يكن مُتديّناً، وإنّما صار سيّد قُطب مُتديّناً ومُلتزماً بالتعاليم الشرعيّة بعدما دخل السِجن.. وبالتحديد: فإنّ الفترة التي تديّن فيها سيّد قُطب هي حينما بدأ تأليف كتابهِ: (في ظِلال القرآن) وسيأتي الحديث عن هذا الكتاب الذي هو أصلُ الإرهاب والإجرام والضلال والعِداء والنَصب للعِترة الطاهرة "عليهم السلام".. فكُلّ هذا الإرهاب الذي يجري في العالم خرج مِن هذا الكتاب: في ظلال القرآن..!
● ملاحظة جانبيّة: هذا البرنامج إذا أراد أحدٌ أن ينتفعَ منه فعليه أن يُتابع تمام حلقاته مِن أوّلها إلى آخرها وبكلّ التفاصيل.. لأنّ المعلومات مُتشابكة، ومُترابطة وإذا لم يُتابع أحد جزءاً من هذه المعلومات سيكون الفهم فهماً خَاطئاً.
العنوان | الطول | روابط | البرنامج | المجموعة | الوثاق |
---|