ما معنى قول علي عليه السلام : كنا بكينونته في التمكين؟
  • طول المقطع : 00:24:46
وصف للمقطع

مقطع من برنامج ياعلي 27 د 31:20
قال المفضل للإمام الصادق عليه السلام : عرفني ما معنى قول أمير المؤمنين : " الذي كنا بكينونيته في التمكين " ؟
قال الصادق عليه السلام : نعم ، يا مفضل ؛ الذي كنا بكينونيته في القدم والأزل هو المكون ونحن المكان ، وهو المنشئ ونحن الشئ ، وهو الخالق ونحن المخلوقون ؛ وهو الرب ونحن المربوبون ، وهو المعنى ونحن أسماؤه المعاني ؛ وهو المحتجب ونحن حجبه قبل الحلول في التمكين ممكنين لا نحول ولا نزول وقبل مواضع صفات تمكين التكوين قبل أن نوصف بالبشرية والصور والأجسام والأشخاص ممكن مكون كائنين لا مكونين ، كائنين عنده أنوارا لا مكونين أجسام وصور ناسلين لا متناسلين ؛ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف إلى آدم والحسن والحسين من أمير المؤمنين وفاطمة من محمد ، وعلي من الحسين ومحمد من علي وجعفر من محمد وموسى من جعفر وعلي من موسى ومحمد من علي وعلي من محمد والحسن من علي ومحمد من الحسن بهذا النسب لا متناسلين ذوات أجسام ولا صور ولامثال الا أنوار نسمع الله ربنا ونطيع يسبح نفسه فنسبحه ويهللها فنهلله ويكبرها فنكبره ويقدسها فنقدسه ويمجدها فنمجده في ستة أكوان منها ما شاء من المدة
قوله " أزليين لا موجودين " وكنا أزليين قبل الخلق لا موجودين أجسام ولا صور .
قال المفضل : يا سيدي ومتى هذه الأكوان ؟ قال : يا مفضل ؛أما الكون الأول نوراني لا غير ونحن فيه ، والكون الثاني جوهري لا غير ونحن فيه ، والكون الثالث هوائي لا غير ونحن فيه ، والكون الرابع مائي لا غير ونحن فيه ، والكون الخامس ناري لا غير ونحن فيه ، والكون السادس ترابي لا غير فأظلة ودور ثم سماء مبنية وأرض مدحية فيها الجان الذي خلقه الله من مارج من نار إلى أن خلق الله آدم من التراب .
قال المفضل يا سيدي : فهل كان في هذه الأكوان خلقا منها في كل كون قال نعم ، يا مفضل .
قال المفضل : يا سيدي فهل نجد الخلق الذي كان فيها ونعرفهم ؟ قال : نعم ما من كون إلا وفيه نوري وجوهري وهوائي ومائي وناري وترابي . يا مفضل ، تحب أن أقرب عليك وأريك أن فيك من هذه الستة أكوان ؟
اعلم أنه خلقك وخلق هذه البشر وكل ذي حركة من لحم ودم .
قال : يا سيدي أين ذلك ؟
قال : يا مفضل ؛ الذي من الكون النوراني نورا في ناظريك وناظرك بمقدار حبة عدس ثم ترى بها ما دركاه من السماء والهوام والأرض ومن عليها ، وفيك من الكون الجوهري يحسن ويعقل وينظر وهو ملك الجسد ، وفيك من الكون الهوائي الهواء الذي منه نفسك وحركاتك وأنفاسك المترددة في جسدك ، وفيك من الكون المائي رطوبة ريقك ودموع عينيك وما يخرج من انفك والسبيلين اللذين هما منك ، وفيك من الكون الناري النار التي في تراكيب جسدك وهو المنضج المنفذ مأكلك ومشاربك وما يرد إلى معدتك ؛ وهو الذي إذا حكت بعض ببعض كدت أن تقدح نارا وبتلك الحرارة تمت حركاتك ولولا الحرارة لكنت جمادا ، وفيك من الكون الترابي عظمك ولحمك ودمك وجلدك وعروقك ومفاصلك وعصبك وتمام كميته جسمك .
قال المفضل : يا مولاي إني لا حسب أن شيعتك لو غلت كل الغلو فيكم تهتدي إلى وصف يسير مما فضلكم الله به من هذا العلم الجليل

المجموع :2701