محاولة سيّد قُطب في تقليده للعقّاد ولطه حسين وفشله في ذلك
  • طول المقطع : 00:13:23
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 13 ]
• بالمُجمل: سيّد قطب في هذه المرحلة (يُمكن أن نُسمّيها بالمرحلة الأدبيّة حينما كان يعيشُ في أجواء العقّاد) كان يبحث عن التفرّد والتسيّد.. ولكن السؤال هنا: هل كان سيّد قُطب مُبدعاً إبداعاً إلى الحدّ الذي يسمح لهُ أن يكون مُتفرّداً ومُتسيّداً في هذا المجال؟
حين نُلقي النظر على نتاجه الأدبي، كان نِتاجهُ متواضعاً إذا ما أردنا أن نقيسه بنتاج مُعاصريه (أمثال طه حسين، وأمثال أُستاذه العقّاد وأمثال آخرين)
■ وقفة عند كتاب [سيّد قطب سيرة التحوّلات] للمؤلّف حلمي النمنم.
في صفحة 74 وما بعدها، هناك مقارنة وتتبّع لِما كتبه وأنتجه سيّد قطب.. على سبيل المثال، ممّا جاء في هذا الكتاب فيما يرتبط بِمحاولة سيّد قُطب في تقليده للعقّاد ولطه حسين.
• العقّاد عنده رواية معروفة اسمها (سارة) وهذه الرواية ما كانت مِن الخيال، كانت تتحدّث عن حقيقة واقعة على الأرض (العقّاد يحكي قصّته مع حبيبته التي خانته) فسيّد قطب هو الآخر كتب رواية أدبيّة بعنوان: أشواك.. وهذا العنوان مأخوذ مِن القصّة التي كتبها وهي قِصّة حقيقيّة.
سيّد قطب كتب رواية وعنونها: أشواك.. وهذا العنوان مأخوذ من القصّة التي ذُكرت وهي قصّة حقيقيّة.. فإنّ سيّد قطب أحبّ فتاة وخطبها، وكان عازماً على الزواج منها، ولكنّها صارحته بماضيها بعلاقاتٍ سابقة فنفر منها سيّد قطب وتركها وهجرها.. والأشواك هذه التي عنون بها الرواية هي الأشواك التي نتجتْ من مُصارحتها له بماضٍ لها في سابق الأيّام. فسيّد قُطب هنا أيضاً حينما كتب رواية الأشواك فهو يُقلّد العقّاد في رواية (سارة).. ولكن قطعاً هناك فارق أدبي في المستوى الأدبي فيما بين رواية سارة للعقّاد، وبين رواية أشواك لسيّد قطب.
• العقّاد له كتاب [بين الكُتب والناس] في هذا الكتاب العقّاد استعرض مجموعة من الكُتب التي قرأها ونقدها وقيّمها، وأيضاً استعرض مجموعة من الشخصيّات الذين يعرفهم أو ممّن عاصروه مِن الشخصيات المعروفة.. وسيّد قُطب هو الآخر ألّف كتاب [كُتب وشخصيّات] وقد تناول أيضاً في هذا الكتب مجموعة من الكُتب بالعرض والتقييم وتحدّث عن مجموعة من الشخصيات ممّن له علاقة بهم أو ممّن عاصروه.. ولكن فارقٌ أيضاً في الحلاة الأدبيّة بين الكتابين.
● طه حسين في كِتابه المعروف: الأيّام .. والذي مُثّل على مُستوى (السينما والدراما) كتاب مشهور وهو سيرةٌ ذاتيّة لطه حسين.. وقد لاقى رواجاً في الأوساط الأدبيّة في أيّام طه حسين وحتّى بعد رحيل طه حسين.
سيّد قطب أيضاً ألّف كتاباً في السيرة الذاتية طفلٌ من القرية. (وقطعاً هناك فارق كبير بين هاتين السِيرتين)
● طه حسين أيضاً ألّف رواية معروفة (أحلام شهرزاد) استقى مضامينها مِن قصّة ألف ليلة وليلة.. أيضاً هرع سيّد قطب ليكتب رواية اسمها: المدينة المسحورة، وأيضاً مضمونها من قصّة ألف ليلة وليلة.. والأمر هكذا يجري.
فسيّد قطب كان باحثاً عن التفرّد، وباحثاً عن التسيّد، ولكنّه في المستوى الأدبي لم يكن في الدرجة الأولى، فلم يلقَ نجاحاً مثلما لاقى العقّاد وطه حسين.. هناك فارق كبير بين طه حسين وسيّد قطب.
سيّد قُطب كان يُحاول أن يُجاري هذهِ الشخصيّات الأدبيّة ولكنّه لم يستطعْ ولم ينجح.. ولكنّه نجح في الأجواء الإسلاميّة لضعف المُستوى الثقافي فيها..!
السُنّة انبهروا به، والشيعة انبهروا به لضعف بل ربّما انعدام المُستوى الثقافي في الأجواء السُنيّة والشيعيّة!
فسيّد قُطب صار إماماً وصار نابغةً لا يُشقُّ له غُبار لأنّه جاء مُحمّلاً بثقافة مِن الدرجة الثانية من خارج الأجواء الدينية.. فالأجواء الدينية أجواء خالية من الثقافة، معبّئة بمعلومات مُحنّطة رسميّة يسودها قانون الصنميّة وقانون التقليد الأعمى (التقليد لِمن سبق) فعلماء هذا القرن يُقلّدون العلماء الذين سبقوهم.. وهكذا.. وهذا تقليدٌ مركّب كالجهل المُركّب الذي يفتك برجال الدين في المؤسّسة الدينية السُنيّة والشيعيّة على حدّ سواء.

المجموع :2701