وصف للمقطع
في (مفاتيح الجنان)، الكتابُ الَّذي في بُيُوتِكُم، في دُعاءِ كُميل، إنَّهُ كُميلٌ بن زياد رضوان الله تعالى عليه من أصحابِ سَيِّد الأوصياء، هذا الدُّعاءُ عَلَّمهُ أمير المؤمنين لِكُميلٍ هذا، ماذا نقرأُ في دُعاءِ كُميل؟
اللَّهُمَّ عَظُمَ سُلْطَانُك وَعَلَا مَكَانُك وَخَفِيَ مَكْرُك وَظَهَرَ أَمْرُك وَغَلَبَ قَهْرُك وَجَرَت قُدْرَتُك وَلَا يُمْكِنُ الفِرَارُ مِن حُكُومَتِك - ما يظهرُ على خشبة المسرحِ من فرار الإنسانِ من الله، يُحاولُ الإنسان في الدُّنيا الفِرار من الله، هذا على خشبةِ المسرح فقط، في الكواليسِ لن يستطيع الإنسانُ الفِرارَ من الله، إلى أين يُعطي وجههُ ونهايةُ أمرهِ الموت؟!
خَفِي مَكرُكَ في كواليسِ مسرح التقدير - وَظَهَرَ أَمْرُك - فَأمُركَ هُو الغالِب، وأمرُكَ هو الظاهر، وما يجري في الكواليسِ هوَ الَّذي يكون.
نحنُ إذا أردنا الفِرار فإنَّنا نَفِرُّ مِنكَ إليك، إلى أين يكونُ فِرارُنا؟
ماذا نقرأ أيضاً في دعاءِ كميل؟: إِلَهِي وَمَوْلَاي أَجْرَيتَ عَلَيَّ حُكْمَاً - أنت الَّذي أجريتهُ عَلَيَّ، كيف تَصوَّرَ هذا على خشبةِ مسرحِ التقدير؟ - اِتَّبَعتُ فِيهِ هَوَى نَفْسِي وَلَم أَحْتَرِس فِيهِ مِن تَزْيين عَدُوّي - عَدوّي هو الشَّيطانُ، شيطانُ الإنسانِ، شيطانُ الجنِّ، الشَّيطانُ بِكُلِّ أشكالهِ - فَغَرَّنِي بِمَا أَهْوَى وَأَسْعَدَهُ عَلَى ذَلِكَ القَضَاء - أَسْعَدَهُ؛ أعانهُ، القضاءُ أعانَهُ على هذا، هكذا تُقدَّرُ الأمور - فَتَجَاوَزتُ بِمَا جَرَى عَلَيَّ مِن ذَلِك بَعضَ حُدُودِك وَخَالَفتُ بَعضَ أَوَامِرك فَلَكَ الحَمْدُ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذَلِك وَلَا حُجَّةَ لِي فِيمَا جَرَى عَلَيَّ فِيهِ قَضَاؤك وَأَلْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلَاؤك - أنا الَّذي فعلتُ ما فعلت بنفسي لأنَّني لم أُدرك ماذا يجري في الكواليس، لو كُنت مُسلِّماً لإمامي، لو كُنت على عقيدةٍ سليمةٍ، لو كانت ثقافتي ثقافةَ العترة الطاهرة، لو كانت عقيدتي أخذتُها من هذهِ الأدعيةِ والزيارات كما يقولُ أمير المؤمنين: (أَلَا لَا خَيرَ فِي عِلمٍ لَيسَ فِيهِ تَفَهُّم، أَلَا لَا خَيرَ فِي قِرَاءَةٍ لَيسَ فِيهَا تَدبُّر).
ويستمرُّ دُعاءُ كُميلٍ بنفسِ هذهِ الوتيرة إلى أن يقولَ في جهةٍ أخرى من جهاته: إِلَهِي وَسَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرتَها وَبِالقَضيَّة الَّتي حَتَمْتَهَا وَحَكمتَهَا وَغَلَبْتَ مَن عَلَيهِ أَجْرَيْتَهَا - هذا في كواليسِ مسرح التقدير - أَنْ تَهَبَ لِي فِي هَذِهِ الَّليْلَةِ وَفِي هَذِهِ السَّاعَةِ كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُه وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُه وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُه وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُه كَتَمْتُهُ أَو أَعْلَنْتُه أَخْفَيتُهُ أو أَظْهَرتُه وَكُلّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْبَاتِهَا الكِرَامَ الكَاتِبِين الَّذِين وَكَّلتَهُم بِحفظِ مَا يَكُونَ مِنِّي وَجَعَلتَهُم شُهُودَاً عَلَيَّ مَعَ جَوَارِحِي وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرَائِهِم وَالشَّاهِدَ لِمَا خَفِيَ عَنْهُم - هو أخفاهُ عنهم، هو أمرهم بِمُراقبتي ولكنَّهُ خوفاً عَلَيَّ مِن عظائمِ سيّئاتي الَّتي سيكتبها الملائكةُ وبعد ذلك تُطبَّقُ القوانينُ عَلَيَّ مِن قِبَل الملائكة المسؤولين عن ذلك هُو، أيَّةُ رحمةٍ هذهِ؟! - وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيتَه وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَه.
العنوان | الطول | روابط | البرنامج | المجموعة | الوثاق |
---|