معنى الرمز القرآني في بداية سُورة الشورى (حم*عسق)
البرهان في تفسير القران

معنى الرمز القرآني في بداية سُورة الشورى (حم*عسق)

وصف للمقطع

مقطع من برنامج قرٱنهم ح4
وقفة عند رواية الإمام "عليه السلام" في [تفسير القرآن: ج7] معنى الرمز القرآني في بداية سُورة الشورى (حم*عسق) يقول:
("حم* عسق": هو حرفٌ مِن اسم الله الأعظم المقطوع يُؤلّفه الرسول والإمام) هذه جهة من الجهات الرمزية.
هذا ظهور لفظي مِن ظهورات الإسم الأعظم، وإلّا فالإسم الأعظم ليس مَقطوعاً في حقيقتهِ، فهو مُتّصلٌ بالله تعالى (الذي خَلَقتَهُ فاستقرّ في ظِلّك..) فما هو بِمقطوع، الحديث عن الإسم المقطوع هنا هو حديثٌ عن الألفاظ وليس عن حقيقة الإسم الأعظم.
● وقفة عند رواية أخرى للإمام الصادق "عليه السلام" جاء فيها: ("حم * عسق" عدد سِنيّ القائم، و"قاف" جبلٌ محيطٌ بالدنيا مِن زمرّدٍ أخضر، فخُضْرة السماء مِن ذلكَ الجبل، وعِلْم عليّ كلّه في حم * عسق) إمّا أن يكون المراد مِن عدد سِنيّه أي عدد السنين من ولادته إلى نهاية عصره، ويُمكن أن يكون وهو الأقرب هو عدد سنّي دولته وحُكمه
● قول الإمام (عِلْم عليّ كلّه في حم * عسق) هذهِ الخزانة التي أشرتُ إليها.. أنّ هذهِ الحروف هي شفرةٌ و رمزٌ لِخزانة لا ندري أين هي.. ولكنّنا نُشير إليها.. فهذه الخزانة في حقيقتها: المعصوم "صلوات الله عليه". هذه الخزانة هي التي تحدّثت عنها سُورة يس، فقالت: {وكلُ شيء أحصيناهُ في إمامٍ مُبين} هذه الخزانة المُطلقة.. وهذه رموز ومفاتيح، وعِلْمُ كلّ شيء في (عسق)
● وقفة عند رواية الإمام الباقر في [تأويل الآيات] جاء فيها:
("حم" حتمٌ و"عين" عذاب، و"سين" سنون كسنيّ يُوسف، و"قاف" قذفٌ وخسْفٌ ومَسْخ يكون في آخر الزمان للسُفياني وأصحابه...) تلاحظون أنّ الرواية كلّها رموز ورموز ورموز وإشارات.. ألستُ مُحقّاً حين قُلت أنّي لا أعرف حقيقتها..؟!
✤ مثلما أنّنا لا نَعرفُ شيئاً عن (ألمص) فإنّنا لا نعرفُ شيئاً عن حقيقة القرآن.
هذهِ المنظومة البلاغية والمَعرفيّة الهائلة (ظاهرها أنيق، وبطِنها عميق) كما يقول عليٌ "صلوات الله عليه". وبأيّ حساب تُريد أن تَزن هذا الكلام..؟
أقلُّ مُستوىً يُمكن أن أتصوّر فيه عليّاً "صلوات الله عليه" هو أنّه خبيرٌ بهذا الكتاب.. فهل يستطيع أحدٌ مِن أعدائهِ أن يتصوّر فيه شيءٌ غير ذلك؟!
بعيداً عن كُلّ مقاماتهِ، وبعيداً عن الكُنه الغَيبي لعليّ، وبعيداً عن كلّ المعاني.. فعليٌّ صاحب البيان البليغ كلماتُه بين أيدينا، تُخبرنا أنّه أخبرُ الخُبراء في البلاغة والفصاحة..
فلو أخذتُ القرآن بهذا الّلحاظ (أنّه بناء أدبي)، وأخذنا كلامَ عليّ بهذا التصوّر: أنّ علياً خبير، وهو أخبرُ الخُبراء بالبلاغة والفصاحة.. فهو خبيرٌ بكتاب الله. فهذا عليٌ سيّد البلاغة والفصاحة يقول: "أنّ هذا الكتاب ظاهرهُ أنيق وباطنه عميق".. فنحنُ لا نستطيع أن نتلمّس عُمق القرآن حتّى بهذا المُستوى.. فما بالك وهذا عليٌ الذي هو عل
وع إلى حديثهم الشريف.
■ هناك حقيقةٌ لابُدّ مِن الإشارة إليها: أنّ الآيات القرآنية في بعض الأحيان تُمازج بين ما يجري في هذا العالم وما يجري فيما وراء هذا العالم.
فإذا استمرّ النظر لِهذه الآيات سنجد أنّ الآيات الكريمة ترسم لنا صورة تتمازج فيها الصورة في هذا العالم مع الصورة في عالم آخر!

المجموع :2701