معنى الشجرة في الاية {فكُلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة}
  • طول المقطع : 00:08:28
وصف للمقطع

مقطع من برنامج قرٱنهم ح7

● قوله تعالى: {فكُلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة}. ما جاء في الروايات مِن أنّ هذه الشجرة هي شجرة الحنطة، هذه صورةٌ للشجرة التي هي في حقيقتها شجرة العلم، والتي عُبّر عنها في رواياتٍ أُخرى بـ"شجرة الحسد".. والمُراد من شجرة الحسد ليس الحسدُ بنفسهِ، فليس للحسد مِن شجرةٍ في تلك الجنّة.. ولكن شجرة العلم لها وجوه، ومن وجوه شجرة العلم وشؤونها صورةٌ وتجلٍّ عُبّر عنها بـ"شجرة الحسد".. فهذه الشجرة (شجرة العلم) . فإن كانتْ مِن صُورةٍ لهذهِ الشجرة ظهرتْ في شجرة الحنطة، فهذا تجلٍّ، وهذهِ صُورة مِن صُورها التي لا حصر لها.
● الباري تعالى أعطى لأبينا آدم وأُمّنا حوّاء حُريّةً كاملة.. فقط تُقيّد هذه الحُريّة عند هذه الشجرة..
كُل الأشجار أنتم أحرار في التعامل معها، ولكنّ هذه الشجرة لها خُصوصيّة، فهذه الشجرة تختلف عن كُلّ الأشجار، هذهِ الشجرة هي التي أُشير لها في دعاء النُدبة الشريف، حين يقول الدعاء على لسان رسول الله: (أنا وعليٌ مِن شجرةٍ واحدة، وسائرُ الناسِ مِن شَجَرٍ شتّى) شجرةٌ مُميزة.. لا تُقاس بها شجرةٌ أخرى. هذهِ الشجرة التي تحدّث عنها دعاء النُدبة الشريف هي عنوانٌ لشجرة أبينا آدم التي جاءت في هذه القصّة.
● قوله تعالى: {فتكونا من الظالمين}. مرّت الآيات الأولى مِن سُورة الأعراف وهي تتحدّث عن ظُلم، وقلتُ في حينها: أنّ الظلم الذي تتحدّث عن آيات الكتاب الكريم حين يُنسَب إلى الله هو ظُلم أوليائه، فظُلمُ أوليائه يُنسبُ إليه.. لأنّ الظُلم لا يَصِل إلى الله.
{فتكونا من الظالمين} إنّه ظُلمٌ لأنفسهم، وهو ظُلمٌ لأولياء الله (لأصل الشجرة) وهو ظُلمٌ لله تعالى لأنّ الله تعالى ينسبُ ظُلْمَ أوليائهِ إليه.

المجموع :2701