معنى المنتصرِ والسفَّاح في حديث الباقر عليه السلام
- طول المقطع : 18:24
- مقطع من برنامج : الخاتمة_169 - هذا هو الحسين ج2 - القتل الثاني للحسين زمن الرجعة ق1
وصف للمقطع
في (الاختصاص) للشيخ المفيد المتوفى سنة 413 للهجرة، من كُتبنا القديمةِ المعروفة/ طبعةُ مؤسَّسة النشر الإسلامي/ قم المقدَّسة/ صفحة (257): عَن جَابرٍ - إنَّهُ جابرٌ الجعفي، عالِـمُ الرجعة، والمطّلعُ على أسرارها - عَن جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ - إنَّهُ إمامنا الباقر صلواتُ اللهِ وسَلامهُ عليه، سأذهبُ إلى موطن الحاجةِ لأنَّني إذا ما قرأتُ الرواية بكاملها سأكون مُضطرَّاً أن أشرحها لأنَّها بحاجةٍ إلى توضيح
الروايةُ مثلما قلتُ لكم في كتاب الاختصاص للشيخ المفيد، عن جابرٍ الجعفي عن باقر العلوم صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، الحديثُ عن المنتصرِ وعن السفَّاح.
والمنتصرُ: هوَ عنوانٌ للحُسينِ في أحاديث الرَّجعة.
والسفَّاحُ: عنوانٌ لأميرِ المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه في أحاديث الرَّجعة.
أقرأ ما لهُ عُلقةٌ بحديثي في هذهِ الحلقة: ثُمَّ يَخرُجُ الْمُنْتَصِرُ إِلَى الدُّنْيَا - المنتصرُ هوَ الحُسين وستُبيّنُ الروايةُ ذلك - ثُمَّ يَخرُجُ الْمُنْتَصِرُ إِلَى الدُّنْيَا فَيَطلبُ بِدَمِهِ وَدِمَاءِ أَصْحَابِه - هذهِ مرحلةٌ من مراحلِ الثأر الحُسيني..
فَيَطْلبُ بِدَمِهِ وَدِمَاءِ أَصْحَابِهِ فَيَقتُل وَيَسْبِي حَتَّى يُقَال لَو كَانَ هَذَا مِن ذُرِيَّةِ الأَنْبِيَاء مَا قَتَلَ النَّاس كُلَّ هَذَا القَتْل، فَيَجْتَمِعُ عَلَيْهِ النَّاس أَبْيَضُهُم وَأَسْوَدهُم - الجميع - فَيَكثُرُونَ عَلَيه - أو (فَيُكْثِرُون عَلَيه )، فَيَكْثُرُونَ عَلَيه يَكْثُرُونَ عدداً، فَيُكْثِرُونَ عَلَيه يُكْثِرُونَ عَلَيهِ بِما يرتكبونهُ من القبائحِ والجرائمِ والظُلم معاً - فَيَكثُرون عَلَيه أو فَيُكْثِرُونَ عَلَيه حَتَّى يُلْجِئُوه إِلَى حَرَمِ الله - وحرمُ الله كربلاء، إنَّني أتحدَّثُ عن ثقافةِ العترة الطاهرة - حَتَّى يُلْجِئُوهُ إِلَى حَرمِ الله.
في (كامل الزيارات)، وهو من كُتبنا القديمةِ أيضاً لابنِ قولويه رضوان الله تعالى عليه المتوفى سنة (368) للهجرة/ طبعةُ مكتبة الصدوق/ طهران - إيران/ البابُ الثامنُ والثمانون من أبوابِ كامل الزيارات/ أقرأ عليكم ما جاءَ في الحديث الرابع، عن إمامنا السَّجاد صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه: اِتَّخَذَ اللهُ أَرْض كَرْبَلاء حَرَمَاً آمِنَا مُبَارَكَاً قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الله أَرْضَ الكَعْبَةِ وَيَتَّخِذَهَا حَرَمَاً بِأَرْبَعةٍ وَعِشْريْنَ أَلْف عَام - فحرم الله الأصل هو كربلاء، هذا كلامُ إمامنا السَّجاد لا شأن لي بنواصب السقيفة، ولا شأن لي بنواصب النَّجف - وَأنَّهُ إِذَا زَلْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الأَرْض وَسَيَّرَهَا - عند إرهاصاتِ القيامةِ الكُبرى وما يَحدثُ من تغييراتٍ كونيّةٍ هائلة - وأنَّهُ - يمكن أن تقرأ (وأنَّهُ) ويمكن أن تُقرأ (وإنَّهُ) بحسبِ ما نُقدِّرُ من معنىً سابقٍ لهذهِ الجملة - وَأَنَّهُ إِذَا زَلْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الأَرْض وَسَيَّرَهَا رُفِعَت كَمَا هِي - كربلاء - رُفْعَت كَمَا هِي بِتُربَتِهَا نُوْرَانِيَّةً صَافِيَة فَجُعِلَت فِي أَفْضَلِ رَوضَةٍ مِن رِياضِ الجنَّة، وَأَفْضَلِ مَسْكَنٍ فِي الجنَّة لَا يَسْكُنُهَا - لا يسكنُ كربلاء في الجنَّة - إِلَّا النَبِيُّون وَالْمُرْسَلُون، وَإِنَّهَا لَتُزْهِرُ بَيْنَ رِياضِ الجنَّةِ كَمَا يُزْهِرُ الكَوكبُ الدُرِيُّ بَيْنَ الكَوَاكِب لِأَهْلِ الأَرْض، يُغْشِي نُورهَا أَبْصَارَ أَهْلِ الجنَّة جَمِيعَاً وَهِي تُنَادِي؛ أَنَا أَرضُ اللهِ المقدَّسةُ الطَيِّبةُ الْمُبَارَكَةُ الَّتِي تَضَمَّنَت سَيِّدَ الشُّهَدَاء وَسَيِّدَ شَبَابِ أَهْلِ الجنَّة.
حديثٌ آخر وهو الحديثُ الخامس، صفحة (281)، عن إمامنا الباقر صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، الحديثُ المتقدِّم عن إمامنا السَّجاد وهذا الحديثُ عن الباقر: الغَاضِريَّةُ - من أسماء كربلاء - الغَاضِريَّةُ هِيَ البُقْعَةُ الَّتِي كَلَّمَ اللهُ فِيهَا مُوسَى بنِ عِمْرَان وَنَاجَى نُوْحَاً فِيهَا وَهِيَ أَكْرَمُ أَرْضِ الله عَلَيه، وَلَوْلَا ذَلِك مَا اَسْتَودَعَ اللهُ فِيهَا أَوْلِيَاءَهُ وَأَنْبِيَاءَه فَزُورُوْا قُبُورَنَا بِالغَاضِرِيّة - الرواياتُ في هذا المضمونِ كثيرةٌ وفيرةٌ عميقةٌ في مضمونها.
فالمرادُ من حرمِ اللهِ في ثقافة العترةِ الطاهرة: كربلاء.
حَتَّى يُلْجِئُوهُ إِلَى حَرمِ الله، فَإِذَا اشْتَدَّ البَلاءُ عَلَيه - اشتدَّ البلاء على المنتصر - فَإِذَا اشْتَدَّ البَلاءُ عَلَيه وَقُتِلَ الْمُنْتَصِر خَرَجَ السَفَّاحُ - بعد أن يُقتَل المنتصر - خَرَجَ السَفَّاحُ إِلَى الدُّنْيَا غَضَبَاً أو غَضِبَاً - غَضِباً السفَّاحُ هو الغَضِب، وغَضَبَاً سببُ خروجه، والمعنى واحد.
- فَيَقتُلُ كُلَّ عَدوٍ لَنَا - وهذهِ مرحلةٌ أخرى من الثأر الحُسيني - وَهَلْ تَدْري - الإمامُ الباقرُ يقولُ لجابرٍ - وَهَلْ تَدْري مَنْ الْمُنْتَصِرُ وَمَن السَفَّاحُ يَا جَابِر؟ - ثُمَّ يُجيب إمامنا الباقرُ - الْمُنْتَصِرُ الحُسَينُ بنُ عَليّ، وَالسَفَّاحُ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِب.
أعتقدُ أنَّ الرواية واضحةٌ، وواضحةٌ جِدَّاً وجاءت مذكورةً في كُتبنا الحديثيّةِ المعروفة.
في بحار الأنوار/ الجزءُ الثالثُ والخمسون من طبعةِ دارِ إحياء التراث العربي/ صفحة 100/ رقم الحديث (122)، نقلهُ عن اختصاص المفيد، عن نفس المصدر الَّذي قرأتُ عليكم منه.
والكلامُ هو هو جاء في (عوالم العلوم ومستدركاتها)، في الجزءُ الرابع من عوالم العلومِ ومستدركاتها من عوالم المهدي، جاء الحديثُ منقولاً صفحة (503)، رقم الحديث (2889).
هذا المضمونُ وهذهِ الروايةُ جاءت في كُتبنا الحديثيّةِ الَّتي نأخذُ منها ثقافة العترة الطاهرة.
العنوان | الطول | روابط | البرنامج | المجموعة | الوثاق |
---|