من الذي سيُصدِّق بالصيحة قبل ضهور الإمام عليه السلام؟
وصف للمقطع

في الكافي الشريف/ الجزء الثامن/ طبعةُ دارِ التعارُف/ بيروت - لبنان/ صفحة 172/ رقم الحديث (252): بسندهِ - بسند الكليني - عَن عَبدِ الرَّحْمَن بنِ مَسْلَمَة الجَرِيري، قَالَ، قُلتُ لِأَبِي عَبْدِ الله - لإمامنا الصَّادقِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه - يُوَبِّخُونَا وَيُكَذِّبُونَا - مَن هم؟ المخالفون لأهل البيت النَّواصبُ - أَنَّا نَقُول إِنَّ صَيْحَتَيْنِ تَكُوْنَان - صيحةُ الفجرِ وصيحةُ الغُروب - إِنَّ صَيْحَتَيْنِ تَكُوْنَان - والصَّيحةُ الثَّانيةُ تُناقضُ الصَّيحةُ الأولى، هذا هو الموجودُ في ثقافةِ العترة الطاهرة، فهؤلاء المخالفون يُوبِّخونَ الشيعة ويُكَذِّبُونهم مثلما يقول عبدُ الرَّحمن بنُ مَسْلَمَة الجريري - يَقُولُون: مِنْ أَيْنَ تُعْرَفُ الْمُحِقَّةُ مِنَ الْمُبْطِلَة إِذَا كَانَتَا؟ - فهذا تضليلٌ للنَّاس وإنَّ اللهَ لا يُضِلُّ النَّاس، هكذا هم يعترضون، الإمامُ يسألُ عبد الرَّحمنِ هذا - فَمَاذَا تَردُّونَ عَلَيْهِم؟ قُلْتُ: مَا نَردُّ عَلَيْهم شَيْئَاً، قَالَ: قُوْلُوا: يُصَدِّقُ بِهَا - يُصَدِّقُ بصيحةِ الحق وهي الأولى عند الفجر - يُصَدِّقُ بِهَا إِذَا كَانَت - إذا تحقَّقت - مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِهَا مِنْ قَبْل - كيف يؤمنُ بها؟ لابُدَّ أنَّهُ أن يكونَ من رواةِ الحديث أو مِمَّن تعلَّمَ من رواة الحديث، قطعاً لا كهذا الأثول الَّذي لا يعرفُ متى تكونُ الصَّيحة، لا كهذا الأثول كهذا المرجع الأعلم الَّذي عيَّنهُ السيستاني من بعدهِ - إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُول: "أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَع أَمَّنَ لَا يَهْدِّيَ إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُم كَيْفَ تَحْكُمُون" - أفمن يهدي إلى الضلال هذا، هؤلاء المراجع يهدونَ إلى الضلال، يأخذون الشيعةَ إلى الضلالِ بسببِ ضلالهم هُم، هُم ضالّون، لماذا ضَلّوا؟ لأنَّهم لا يفقهونَ حديث العترة، يُحاربونَ حديث العترة، هذهِ نتائجُ علم الرجال، هذهِ نتائجُ علم الأصول، هذهِ نتائجُ علم الكلام.

في غَيْبَة النُعماني رضوانُ الله تعالى عليه:

من أجملِ ما صُنِّفَ في هذا الباب، بنحوٍ مُوجزٍ ومُختصرٍ ودقيقٍ جِدَّاً، طبعةُ دارِ أنوارِ الهُدى/ الطبعةُ الأولى/ قم المقدَّسة/ صفحة 274/ الحديث الحادي والثلاثون: بِسندهِ - بسندِ النُّعماني - عَن هِشَامِ بنِ سَالِم - شخصيَّةٌ شيعيَّةٌ مرموقةٌ، هشامُ بنُ سالم يقول: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله - إمامنا الصَّادقَ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه - يَقُول: هُمَا صَيْحَتَان، صَيْحَةٌ فِي أَوَّلِ اللَّيْل، وَصَيْحَةٌ فِي آخِرِ اللَّيْلةِ الثَّانِية - الَّذي نعرفهُ في الأحاديثِ الشريفةِ فإنَّ الصَّيحةَ الأولى عندَ فجرِ اليومِ الثَّالثِ والعشرين من شهرِ رمضان، والصَّيحةُ الثَّانية في اليومِ نفسهِ، في اليوم الثالث والعشرين من شهر رمضان عندَ الغروب، لكنَّ الرواية هنا إمَّا أنَّها تُعطي احتمالاً لحدوثِ البداءِ في تفاصيلِ الصَّيحةِ، وإمَّا أنَّ اشتباهاً من قِبَلِ الرَّاوي، مِن قِبَلِ النُسَّاخِ في نقل هذه الرواية، لا نملكُ دليلاً على اشتباهِ الرَّاوي واشتباهِ النُسَّاخِ في نقل الرواية هذهِ، فهذهِ الروايةُ قد تُعطينا صُورةً مُحتملةً من تطبيقاتِ البداء، بالنتيجةِ هُناكَ صيحتان؛ صيحةُ حقٍّ، وصيحةُ باطل - قَالَ - هِشَام بنُ سَالِم - فَقُلتُ: كَيْفَ ذَلِك؟ قَالَ، فَقَالَ: وَاحِدَةٌ مِنَ السَّمَاء - هي صيحةُ جبرائيل - وَوَاحِدَةٌ مِنْ إِبْلِيس، فَقُلْتُ: وَكَيفَ تُعْرَفُ هَذِهِ مِن هَذِهِ؟ فَقَالَ: يَعْرِفُهَا مَنْ كَانَ سَمِعَ بِهَا قَبْلَ أَنْ تَكُون.

"يَعْرِفُهَا مَنْ كَانَ سَمِعَ بِهَا قَبْلَ أَنْ تَكُون"؛ إمَّا أنْ يَكونَ من رواة الحديث وسَمِعَ بها من خلالِ ما نقلهُ رواة الحديث عن الأئِمَّةِ، أو الَّذين سمعوا الأحاديثَ من رواة الحديثِ في عصرهم في زمانهم، كراوية حديثٍ مثلي ومن أمثالي مِمَّن ينقلون حديثَ العترة الطاهرة، هكذا أزعُمُ أنَّني راويةُ حديثهم أروي حديثهم وأعتقدُ أنَّ تاريخي وأنَّ واقعي في يومي هذا وأنَّ برامجي وأنَّ نشاطاتي تُخبِرُ عن هذهِ الحقيقة.

صفحة (272) الحديث الثامِن والعشرون: بِسندهِ - بسندِ النُّعماني - عَن زُرَارَة بنِ أَعيَن، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله - زُرارة يقول سمعتُ الصَّادقَ صلواتُ الله هكذا يقول - يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاء إِنَّ فُلَاناً هُوَ الأَمِير، وَيُنَادِي مُنَادٍ إِنَّ عَلِيَّاً وَشِيْعَتَهُ هُمُ الفَائِزُون - إنَّ فُلاناً هُوَ الأمير؛ إنَّ الحُجَّةَ بنَ الحَسنِ هُوَ الأمير، هُوَ أميركم، هُوَ إمامكم - وَيُنَادِي مُنَادٍ - بنداءٍ آخر - إِنَّ عَلِيَّاً وَشِيْعَتَهُ هُمُ الفَائِزُون - هذهِ صيحةُ السَّماء صيحةُ الحق - قُلْتُ: فَمَن يُقَاتِلُ الْمَهَدِيَّ بَعْدَ هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يُنَادِي - بعد ذلك النِّداء - فَقَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يُنَادِي؛ إِنَّ فُلَانَاً وَشِيْعَتَهُ هُمُ الفَائِزُون لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي أُمِيَّة - مثلما جاء في رواياتٍ أُخرى: (من أنَّ الحقَّ مع عُثمانَ وشيعتهِ) - قُلتُ: فَمَن يَعْرِفُ الصَّادِقَ مِنَ الكَاذِب؟ قَالَ: يَعْرِفُهُ الَّذِيْنَ كَانُوا يَرْوُونَ حَدِيْثَنَا - رواةُ الحديث - وَيَقُولُونَ إِنَّهُ يَكُون قَبْلَ أَنْ يَكُون - يعتقدونَ بما جاء في رواياتهم وأحاديثهم - وَيَعْلَمُونَ أَنَّهُم هُمُ الْمُحِقُّونَ الصَّادِقُون - يعلمونَ أنَّهم على عقيدةِ الحق، وهذا لا يتحقَّقُ إلَّا أن يكونوا على العقيدةِ السليمة، إلَّا أن يكونوا على معرفةٍ واضحةٍ بإمامِ زمانهم.

المجموع :2701