من منابع الظلم، الجهالة
وصف للمقطع

الجهالةُ: الجهالةُ حالةٌ تُهيمنُ على الإنسانِ بسببِ ضَعفٍ في تكوينهِ العقلي السليم، لا أتحدَّثُ هنا عن الجنون، الجنونُ شيءٌ آخر ذلك مرضٌ عضويٌّ، أنا أتحدَّثُ عن الجهالةِ الَّتي هي مرضٌ نفسيٌّ، نقصٌ وعيبٌ شخصيٌّ، الجهالةُ تكونُ في مُواجهة العقل، حيثما اشتدَّ العقلُ السليمُ حيثما ضَعُفت الجهالة، وحيثما اشتدَّت الجهالةُ وقَويت حيثما كانَ العقلُ السليمُ ضعيفاً، بل لا وجود لهُ، سيكونُ عقلاً مريضاً، سيكونُ عقلاً مُصاباً، سيكونُ عقلاً جريحاً، وفي الحقيقةِ العقلُ المريضُ والعقلُ المصاب والعقلُ الجريحُ هو انعدامٌ للعقل، فالعقلُ إِمَّا أن يكون سليماً وإمَّا أن لا يكون، سلامةُ العقلِ بمثابةِ وُجودهِ، فليس هُناكَ مِن عقلٍ مريضٍ، العقلُ إذا صارَ مريضاً فما هو بعقل، لماذا؟ لأنَّ العقل ميزانٌ، والميزانُ إذا صارَ مَعيباً فما هو بميزان هذا شيءٌ آخر، حينئذٍ سَنُخرجهُ من دائرة الاعتماد، لا يُحسَبُ عليه بأيِّ نحوٍ من الأنحاء.

وهُناكَ السَّفاهةُ: الَّتي تُدَمِّرُ البُنية الأخلاقيّة للإنسان، لأنَّ السَّفاهة ستكونُ مُضادَّةً للحكمة، والأخلاقُ الفاضلةُ أساسها الحكمة، الرَّذيلةُ أساسُها السَّفاهة، كُلُّ خُلُقٍ كريم أساسهُ الحكمة، وكُلُّ خُلُقٍ لئيم أساسهُ السَّفاهة، فحينما تكونُ السَّفاهةُ مُسيطرةً على الإنسان هذا يعني أنَّ البناءَ الأخلاقيَّ لذلك الإنسانِ قد تهاوى وانتهى.

الجهلُ: الجهلُ يكونُ في مواجهة العلم، حينما يُهيمنُ الجهلُ إن كانَ جهلاً بسيطاً مِن أنَّ الإنسان جاهِلٌ ويَعلمُ أنَّهُ جاهل أو كانَ جهلاً مُركَّباً وهنا الطامَّةُ الكبرى، حينما يكونُ الإنسان جاهلاً ولا يعلمُ أنَّهُ جاهل، يعتقدُ أنَّهُ عالِـم، الطامَّةُ الكبرى هنا، طامَّةُ أصحاب العمائمِ هنا.

بسببِ الجهالةِ والسَّفاهةِ والجهل الَّتي أسَّسها فينا مراجعُ حوزة الطوسي منذُ أن تأسَّست وإلى هذهِ اللحظة ابتعدنا عن إمامِ زماننا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، لقد ظَلَمْنَا إمام زماننا وظَلَمْنَا مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ كثيراً؛

- على المستوى العقائدي.

- وعلى المستوى التفسيري.

- وعلى المستوى المعرفي.

- وعلى المستوى الثقافي.

- وعلى المستوى الطقوسي.

فضلاً عن الظُّلمِ الكبيرِ الَّذي نُمارسهُ في أنْ نَنسِبَ هؤلاء الجُهَّال إليهم، أتحدَّثُ عن المراجعِ الكبار فإنَّ الشيعةَ تَصِفُهم بأنَّهم نُوَّابٌ لصاحبِ الزَّمان، من أنَّهم نُوَّابٌ لـمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، أيُّ ظُلمٍ هذا بحقِّ إمامِ زماننا أن ننسبَ إليهِ أُناساً جُهَّالاً لا يفقهونَ شيئاً من عقائدهم ولا من دينهم؟! قد يَعلَمُونَ أموراً كثيرةً لكنَّها لا صلةَ لها بدينِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، قد يعلمونَ أموراً كثيرةً بخصوصِ دِينِهِم الَّذي صنعوه، لقد صنعوا ديناً جاءونا بهِ من سقيفةِ بني ساعدة، هذهِ هي الحقيقةُ المقشَّرةُ من الآخر.

المجموع :2701