موت العَالِم ومَجيئ الجُفاة الَّذين يُضِلُّون النَّاس
وصف للمقطع

في (الكافي الشريف) للكليني، المتوفّىٰ سنة (328) للهجرة، الجزء الأوَّل، طبعةِ دار الأسوة/ طهران - إيران/ الصفحةِ السادسةِ والخمسين، الحديثُ الخامس من الباب الَّذي عنوانهُ: "باب فقد العُلماء": بِسندهِ - بسند الكليني - عَن دَاوود بنِ فَرقد قالَ: قالَ أبو عَبْد اللّه - الصَّادقُ صلواتُ اللَّهِ وسلامهُ عليه - إِنَّ أَبِي - يُشيرُ إلى إمامِنا الباقر - إنَّ أَبِي كَانَ يَقُول: إنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ لا يقبِضُ العِلْم بَعْدَمَا يُهْبِطُهُ ولَكِن يَمُوتُ العَالِمُ فَيَذْهَبُ بِمَا يَعْلَم فَتَلِيهُم الجُفَاة فَيَضِلُّونَ ويُضِلُّون وَلَا خَيْرَ فِي شَيءٍ لَيسَ لَهُ أَصْل - هذا المنطقُ في هذا الحديث الشريف..

أصلُ العِلمِ نأخذهُ من أصل الدﱢين واصلُ الدﱢينِ هو الإمامُ المعصوم، أصلُ الدﱢين مثلما قالَ رَسُولُ اللّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وآله لعليٍّ: (يَا عَلِيّ أَنْتَ أَصْلُ الدﱢين - وبعدَ ذلكَ قالَ لَهُ: وَأَنا أَشْهَدُ لَكَ بِذَلِك)، مَن هُم هؤلاء الجُفاة الَّذينَ يُضِلُّونَ النَّاس؟!

بالضَّبط ما قالَهُ إمامُ زماننا في الرِّسالةِ الأولى الَّتي وصلت إلى المفيد سنة (410) للهجرة: (وَمَعْرِفَتُنَا بِالْزَّلَل الَّذِي أَصَابَكُم - يُخاطِبُ مراجعَ الشيعة عِبرَ المفيد - مُذْ جَنَحَ كَثِيْرٌ مِنْكُم - جَنَحوا مالوا - إلَىٰ مَا كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ عَنْهُ شَاسِعَاً - عمليَّةُ مُجافاةٍ مع منهجِ السَّلف الصَّالِح - وَنَبَذُوا الْعَهْدَ الْمَأْخُوذَ مِنْهُم وَرَاءَ ظُهُورِهِم كَأنَّهُم لا يَعْلَمُون)، مُجافاةٌ مع عهد الوَلايةِ والإمامة..

هذا تطبيقٌ حقيقيٌّ وواقعيٌّ على الأرض يقومُ بهِ مراجعُ النَّجفِ وكربلاء بنحوٍ عمليﱟ قوليﱟ فِعليﱟ عقائديﱟ فتوائيﱟ يوميَّاً معَ كُلﱢ نَفَسٍ مِن أنفاسِهِم، معَ كُلﱢ فِعلٍ من أفعالِهم، معَ كُلﱢ فتوىً من فتاواهُم..

المجموع :2701