موسى يسأل آدم : يا أبه، ألم يخلقكَ اللهُ بيدهِ... وأمركَ أن لا تأكل مِن الشجرة فلم عصيته؟
- طول المقطع : 00:07:34
- مقطع من برنامج : قرآنهم 9 - سورة الاعراف ج 6
وصف للمقطع
مقطع من برنامج قرٱنهم ح 9
http://www.almawaddah.be/posts.php?postId=334
■ رواية أُخرى عن الإمام الصادق عن ابن أبي عمير، جاء فيها:
(إنَّ مُوسى سألَ ربَّه أن يجمعَ بينهُ وبين آدم، فجمعَ، فقال له موسى: يا أبه، ألم يخلقكَ اللهُ بيدهِ، ونفخَ فيكَ مِن روحه، وأسجدَ لكَ ملائكته، وأمركَ أن لا تأكل مِن الشجرة فلم عصيته؟ قال: يا موسى، بكم وجدتَ خطيئتي قَبْل خَلقي في التوراة؟ قال: بثلاثين ألف سنة قبل خلق آدم، قال: فهو ذاك أيّ أنّ القضيّة ليستْ مِنّي، وإنّما مسألةٌ تكوينية قال الصادق: فحجَّ آدمُ موسى)
قد يقول قائل: أين التقى مُوسى بأبينا آدم؟ الجواب: التقاهُ في المِعراج، التقاه في الدنيا.. نَحنُ نتحدّث عن أنبياء، والأنبياء أحكامهم وخُصوصيّاتهم تختلفُ عن أحكامنا وخُصوصيّاتنا.. طبقاتُ الوجود مُنبسطةٌ لهم إنْ كانوا في الأرض أو كانوا في السماء.
● قول آدم (بكم وجدتَ خطيئتي قَبْل خَلقي في التوراة؟) يعني ماذا حدّثتكَ التوراة يا موسى؟ هل أنّ خطيئتي كانت مُقدّرةً قبلي؟ أم بعد أن وُجدت؟
● قول الإمام الصادق (فحَجَّ آدمُ موسى) يَعني لم يستطعْ موسى أن يُواجه حُجّة أبينا آدم.. وهذا يأخذنا إلى ما ذكرته في الحلقات السابقة من أنّ قصّة أبينا آدم فيها وجهٌ تكويني، وفيها وجهٌ رمزيٌّ فلسفي.. الوجه التكويني فيها ينشعب إلى شُعبتين:
• الشعبة الأولى: تكوينٌ لِخارطةِ برنامج "مشروع الخلافة".. بعبارة أخرى: الحياةُ الإنسانيةُ على الأرض.
• الشعبة الثانية: تكوين المخلوق الإنساني، وتكوينُ طَبَقات النفس البشرية وطبقات العقل البشري.. ونحنُ إلى الآن ما وصلنا إلى فاعلية هذه النفوس، وفاعلية هذه العقول.. لن تتجلّى هذه الفاعلية إلّا عند ظُهور إمام زماننا حِين يَمسحُ على رؤوس الخلائق فيَجمعُ بذلك عقولهم، وتكملُ بذلك أحلامهم. (جمعُ العقول وتكامل الأحلام.. إشارة إلى تكامل القِوى الإدراكية، وتكامل النزعات النفسيّة عند الإنسان)
● فما تحدّثت عنه "قصّة الخلافة" تحدّثتْ عن بُنيان قوى الإدراك تكويناً عند الإنسان، وكان أبينا آدم الأنموذج والأمثولة التي تجلّت فيها كُلّ هذه التفاصيل.. فكانت قصّة أبينا آدم على شطرين:
• شطرٌ قبل الأرض: وهذه حكايةُ التكوين الإنساني (تكوينٌ لِخارطة برنامج الخلافة.. وتكوينٌ لِمثالٍ وأنموذج سينزل إلى الأرض، وهذا الأنموذج تجلّى في أبينا آدم بعد أن نزل إلى الأرض).
• وشطرٌ بعد الأرض: وهذا الشطرُ يُمثّل حكايةُ نبيّ معصوم، وحكاية إنسان مُستخلفٍ على التُراب وحكايةُ والدٍ نحنُ أولاده.