مِنهاج السيّد مُحمّد باقر الصدر في تفسير القرآن
المدرسة القرآنية

مِنهاج السيّد مُحمّد باقر الصدر في تفسير القرآن

وصف للمقطع

مقطع من برنامج ليالي رجب في ليالي القمر ح12
http://www.almawaddah.be/posts.php?postId=437
وقفة عند كتاب [المدرسة القرآنيّة] للسيّد مُحمّد باقر الصدر
• في صفحة 30 السيّد محمّد باقر الصدر يرسم ويضع لنا مِنهاجه في تفسير القرآن.. ويبدأ كلامه من حديثٍ لأمير المؤمنين.
• وهناك مُفارقة.. فالسيّد مُحمّد باقر الصدر يستشهد بكلامٍ لأمير المؤمنين فيما يرتبط بأسلوب التعامل مع الكتاب الكريم.
• الأمير “صلواتُ الله عليه” يُبيّن لنا أنّنا لا نستطيعُ أن نتواصل مع الكتاب الكريم إلّا مِن خلال المعصوم “صلواتُ الله وسلامه عليه”.. والمُفارقة هُنا هي أنّ السيّد محمّد باقر الصدر يجتزأُ قِسماً مِن الكلام ويتركُ الباقي، ويُرتّب على هَذا الجُزء مِن الكلام ما أخذهُ مِن سيّد قُطب وأمثاله، ليُؤسّس لنا منهجاً تَفسيريّاً بعيداً عن آل مُحمّد مع التشكيك في روايات التفسير.
• ● يقول السيّد محمّد باقر الصدر في صفحة 30:
• (قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام وهو يتحدّث عن القرآن الشريف: “ذلك القرآن فاستنطِقوه ولن ينطق، لكن أُخبركم عنه، ألا إنّ فيه علم ما يأتي، والحديث عن الماضي، ودواء دائكم، ونظمَ ما بينكم”..)
• وإنّما وجّهنا سيّد الأوصياء إلى استنطاق القرآن كي نعرف أنّنا عاجزون عن استنطاق القرآن.. فالأمير بنحوٍ صريح يقول: (ولن ينطق) و(لن) تُعطينا معنى النهي التأبيدي. سيّد الأوصياء هو يُخبرنا عن القرآن وحقائقه وفحاويه.. وكما مرّ علينا في الحلقات المُتقدّمة أنّ أهمّ شروط بيعة الغدير أن نأخذ تفسير القرآن مِن عليّ.
• ● ويستمرّ السيّد محمّد باقر الصدر مُعلّقاً على كلام أمير المؤمنين فيقول:
• (التعبير بالاستنطاق الذي جاء في كلام ابن القرآن “عليه السلام” أروعُ تعبيرٍ عن عمليّة التفسير الموضوعي بوصفها حواراً مع القرآن الكريم، وطَرحاً للمشاكل الموضوعيّة عليه، بقصد الحصول على الإجابة القرآنيّة عليها..).
• وهذا التعبير (ابن القرآن) جيئ به مِن الجوّ الإخواني.. فعليٌ هو القرآن الناطق، عليٌ حقيقة القرآن. وهذا الكلام الذي ذكَرَهُ السيّد مُحمّد باقر الصدر ليس موجوداً في كلام أمير المؤمنين “صلواتُ الله عليه”.. لأنّ أمير المؤمنين بنحوٍ واضحٍ يقول: (ولن ينطق).
• فكم مِن النصوص وكم من الكلام وكم مِن المؤلّفات حُشِرت في هذا الاتّجاه المُخالف لِما يُريده سيّد الأوصياء “صلواتُ الله عليه”.
• ● إلى أن يقول في نفس الصفحة 30:
• (وإنّما وظيفةُ التفسير الموضوعي دائماً وفي كلّ مرحلة وفي كلّ عصر: أن يحمل – أي المُفسّر – كلَّ تُراث البشريّة الذي عاشهُ، يحمِل أفكار عصره، يحمِلُ المقولات التي تعلَّمها في تَجربته البشرية، ثمّ يضعُها بين يدي القُرآن، بين يدي الكتاب الذي لا يأتيه الباطل مِن بين يديه ولا مِن خَلفه؛ ليحكُمَ على هذهِ الحَصيلة بما يُمكن لهذا المفسِّر أن يفهمه، أن يستشفّه أن يتبيّنه مِن خلال مجموعةِ آياته الشريفة). ولكن بشكلٍ واضح.. ما قاله أمير المؤمنين لا صِلة له بهذه الاستنتاجات.. فالسيّد مُحمّد باقر الصدر يأتي إلى كلام أمير المؤمنين “ذلك القرآن فاستنطِقوه” ويُفرّع ولا يستمر!
• ● إلى أن يقول في صفحة 33:
• (التفسير الموضوعي كما شرحنا بالأمس يبدأ بالواقع الخارجي بحصيلة التجربة البشريّة، يتزوّد بكلّ ما وصلت إلى يده مِن حصيلة هذه التجربة ومِن أفكارها ومن مضامينها، ثمّ يعود إلى القرآن الكريم ليُحكّم القرآن الكريم، ويستنطقَ القُرآن الكريم على حَدّ تعبير الإمام أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، ويكون دوره – أي دور القُرآن – دوراً مُستنطَق، دور الحوار، يكون دور المُفسّر دوراً إيجابياً أيضاً، دورَ المُحاوِر، دورَ مَن يطرح المشاكل، من يطرحُ الأسئلة، مَن يطرح الاستفهامات على ضوء تلك الحصيلة البشريّة، على ضوء تلك التجربة الثقافية التي استطاع الحصول عليها، ثمّ يتلقّى مِن خلال عمليّة الاستنطاق، مِن خلال عملية الحوار مع أشرف كتاب يتلقّى الأجوبة مِن ثنايا الآيات المُتفرّقة..)!
• السيّد مُحمّد باقر الصدر يقول: نحنُ نأخذ مشاكلنا ونتحاور مع القرآن والقرآن يُعطينا جواباً.. هذا مُخالف لكلام أمير المؤمنين، فإنّ الأمير قال “ذلك القرآن فاستنطِقوه ولن ينطق” ولم يقل أنّ القرآن سيُعطينا جواباً.
• كلام الأمير واضح جدّاً.. السيّد مُحمّد باقر الصدر يأخذ عبارةً مِن كلامه ويُعرِض عن الباقي ويأتينا بالضبط بمنهج سيّد قُطب.. وقد تحدّثتُ عن هذا الموضوع في برنامج [السرطان القُطبي الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة] يُمكنكم أن تُراجعوا حول هذا الموضوع أكثر وأكثر في ذلك البرنامج.
• ● وقفة عند ما يقوله سيّد الأوصياء في الخطبة المرقّمة (58) من [نهج البلاغة] : (ذلك القرآن فاستنطقوه، ولن ينطق، ولكن أُخبركم عنه…)
• ● أيضاً يقول سيّد الأوصياء “صلوات الله عليه” في [نهج البلاغة] في الخطبة المرقّمة (125) وهو يصف القُرآن ويُعرّفه لنا في هذه الكلمات:
• (هذا القرآن إنّما هو خطٌ مستورٌ بين الدفتين، لا ينطق بلسان، ولا بدّ له من تَرجُمان. وإنّما ينطق عنه الرجال – هؤلاء الرجال هُم تراجمةُ الوحي: محمّدٌ وآل محمّد..)
• — قول الأمير (ولا بدّ له من تَرجُمان) هو نفس المعنى الذي يُذكَر في زياراتهم ورواياتهم مِن أنّهم “صلواتُ الله عليهم” تراجمة الوحي.
• ● هُناك موقفٌ مُختل مِن قِبَل علمائنا ومراجعنا بشكلٍ عام تِجاه حديث أهل البيت “عليهم السلام”.. وهذه المُشكلة بدأت مُنذ بدايات الغَيبة الكُبرى.. والسيّد مُحمّد باقر الصدر هو أحدُ علمائنا الذين لهم موقفٌ مُختل تجاه حديث العترة الطاهرة.

المجموع :2701