نفاق ودجل حسن البنّا : يستعدي الملك على النقراشي وبعد ذلك يذهب باكياً ذليلاً عند النقراشي
- طول المقطع : 00:17:26
- مقطع من برنامج : السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة ح9 - حسن البنا ج8
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 9 ]
http://www.almawaddah.be/posts.php?postId=377
● وقفة عند كتاب [الملّفات السرّية للأخوان] لعبد الرحيم علي.
حسن البنّا أرسل رسالة مُفصّلة إلى الملك فاروق، وقد قرأتُ بَعْضاً منها في الحلقات السابقة حينما تَحدّثتُ عن الطريقة التي يُخاطب بها حسن البنّا الملوك، وكيف يتعامل بين أيديهم ذليلاً، حقيراً، خاسئاً.. مِن هذه العبارات التي مرّت علينا في رسالتهِ، قوله للملك فارق:
(يا صاحب الجلالة، إنّ الأخوان المسلمين بإسم شعب وادي النيل كُلّه، يلوذون بعرشكم وهو خير ملاذ، ويعوذون بعطفكم هو أفضلُ معاذ)
هذه الرسالة التي أرسلها حسن البنّا إلى الملك فاروق في اليوم السادس مِن ديسمبر 1948.
• مضمون هذه الرسالة: يعرضُ حسن البنّا بين يدي الملك فاروق مِن أنّ فشل القوّات المِصرية في حربها مع اليهود في عام 1948 بسبب النقراشي، لأنّ النقراشي قد تعامل مع اليهود. (القصّة المعروفة دائماً: قِصّة العمالة) معَ أنّه يُصرّح يقول أنّ النُقراشي صاحبُ يد نزيهة.. بحيث يقول: (والنزاهة وطهارة اليد لا تكفي وحدها لمواجهة هذه الغمرات المُتلاحقة مِن أحداث الزمن ومُضلّات الفِتن)
هو يُشير بهذه التعابير إلى النقراشي.. يُشير إلى أنّ الرجل نزيه وأنّه نظيف اليد.. ولا أعتقد أنّ حسن البنّا يُريد أن يمدح النقراشي هنا، ولكنّه أسلوبٌ شيطاني، يُريد أن يقول للملك بأنّه مُنصِف، بأنّه عادل في حُكمهِ على النُقراشي.. فمِثلما تحدّث عن نزاهة الرجل فهو يتحدّث عن عيوبه.
• هذه الرسالة كتبها حسن البنّا لأنّه وصل إلى مسامعهِ مِن أنّ النُقراشي سيُصدِرُ أمراً بحلّ جماعة الأخوان المُسلمين، لذلك أوّل خُطوة بادر فيها أن أرسل رسالة إلى الملك فاروق يستعطِفُهُ ويتوسّل إليه كي يُوقف هذهِ القضيّة مِن خلال طَعنهِ بالنُقراشي، وأنّ المُشكلة في مِصر، المُشكلة في مواجهة اليهود هي: النُقراشي.
أمّا قضيّة العَمالة والتعامل مع الأعداء، والاتّهامات، والافتراءت، والادّعاءات، والأباطيل، والدعايات مع كُلّ مَن لا ينسجم معهم، فهي قضيّة موجودة على طُول الخط عند الحكومات، في المُؤسّسات الدينيّة وفي الأحزاب الدينيّة (السُنيّة والشيعيّة) على حدّ سواء!
● بعد يومين.. أي في اليوم الثامن مِن ديسمبر ذهب حسن البنّا إلى مكتب عبد الرحمن عمّار الذي كان وكيلاً لوزارة الداخليّة.. عبد الرحمن عمّار كتبَ مُذكّرة بزيارة حسن البنّا إليه.. لا أجد وقتاً لِقراءتها، ولكن الذي قاله حسن البّنا لعبد الرحمن عمّار بالمُجمل، هو:
• أولاً: امتدح حسن البنّا النقراشي.
• ثانياً: أظهر ولاءَه للحكومة.. للنقراشي ولِحكومته.
• ثالثاً: أبدى استعدادهُ للتعاون الكامِل.. وختم حسن البنّا حديثه بقوله:
(إنّه على استعداد للعودة بجماعة الأخوان المُسلمين إلى قواعدها، بعيداً عن السياسة والأحزاب، مُتوفّراً على خِدمة الدين ونشر تعاليمه، بل إنّه يتمنّى لو استطاع أن يعتكفَ في بيته ويقرأ ويُؤلّف مُؤثراً حياة العُزلة.. ثُمّ جعلَ يبكي بُكاءً شديداً، ويقول: إنّه سيعود إلى مَقرّهِ مقرّ جماعة الأخوان في انتظار تعليمات دولة رئيس الوزراء (أي النُقراشي) داعياً لهُ بالخَير والتوفيق .. التوقيع/ وكيل الداخليّة 8 ديسمبر 1948).
علماً أنّ حسن البنّا قال ذلك: لأنّهم توغّلوا كثيراً في عمليات التفجير، وفي عَمليات التفخيخ، قتلوا العديد مِن المسؤولين، فجّروا العديد مِن المَحال، فجّروا الأسواق، قاموا بِجرائم كثيرة مثل هذهِ الجرائم التي نُشاهدها اليوم.. فجرائم اليوم هي مِن تلك الجرائم. لاحظوا حالة النِفاق.. وفي نفس الوقت لاحظوا حالة الاهتزاز، ولاحظوا حالة الفشل.. فما كان يُخطط له مِن جرائم الاغتيالات والتفجير، أدّى بالحُكومة إلى أن تُفكّر في حلّ الجماعة.
قرار حلّ الجماعة لم يصدر بعد، ولكن حين وصل إلى مسامعهِ هذا الأمر كتبَ إلى البِلاط بالطريقة التي يتصوّر أن ينتفع منها.. وجاء يتحدّث مع وكيل وزير الداخليّة بطريقة مُعاكسة، بطريقة مُضادّة لِتلك الطريقة.
• هذا هو النفاق، هذا هو الدجل.. هذهِ الحالة (حالة التنقّل من مِوقف إلى موقف) تكشف عن أنّ الرجل لا يملكُ مبدءاً واضحاً.. المبدأ عندهُ هو شخصهُ، هو نفسهُ.. المبدأ عنده هو أهدافه الشخصيّة، لِذلك هو مُستعدٌ لأن يفعل كُلّ شيء في سبيل تحقيق أهدافهِ الشخصيّ