هَلْ أسْلَمَا أبا بَكر وعُمَر طَوْعاً أو كَرْهاً ؟ّ!
- طول المقطع : 12:45
- مقطع من برنامج : اسئلة وشيء من اجوبة ح25 - لمذا أخذ النبيُّ أبا بكر إلى الغار ج2 ؟
وصف للمقطع
روايةٌ مُهِمَّةٌ جدَّاً إنَّها روايةُ سعدٍ الأشعري القُمّي، روايةٌ طويلةٌ هذهِ الَّتي يُضعـﱢـفُها مراجعُ النَّجفِ وكربلاء يسخرونَ منها، الَّتي جاء فيها؛ (من أنَّ إمامَ زماننا فَسَّر "كهيعص"؛ كَاف كَربَلاء، هَاء هَلاكُ العِتْرة، ويَاء يَزِيد ظَالِمُ الحُسين، وعَيْن عَطَشُ الحُسَين وصَاد صَبْرُ الحُسَين)، هذهِ الَّتي يسخرُ منها الوائلي في مجالسهِ ويقول من أنَّها نِتاجُ عقلِ عجوزٍ مُخرﱢفة، روايةٌ صحيحةٌ، معالِمُ الصحَّةِ تظهرُ في كُلِّ حرفٍ من حروفِها، لكنَّ هؤلاء قد سُلِبوا التوفيق..
في الصفحةِ الثانيةِ والثمانين بعدَ الأربعمئة، سعدٌ بنُ عبد اللّه الأشعري القُمّي، وهُو من مشايخ القميـﱢـين ومن عُيون الشيعةِ في أرضِ قُم في زمانهِ رضوانُ اللَّهِ تعالىٰ عليه يقول: بُلِيتُ بِأشَدﱢ النَّوَاصِبِ مُنَازَعَةً وأَطْوَلِهِم مُخَاصَمَةً وأَكْثَرِهِم جَدَلاً وأَشْنَعِهِم سُؤالاً وأَثْبَتِهِم عَلَىٰ البَاطِلَ قَدَمَا، فَقَالَ ذَاتَ يَوْم وأَنَا أُنَاظِرهُ: تَبَّاً لَكَ ولأَصْحَابِكَ يَا سَعْد إنَّكُم مَعَاشِرُ الرَّافِضَة تَقْصُدُونَ عَلَىٰ الْمُهَاجِرِيْنَ والأَنْصَار بالطَّعْنِ عَلَيْهِمَا وتَجحَدُونَ مِن رَسُولِ اللَّهِ وِلايَتَهُما وإِمَامَتَهُما، هذا الصدﱢيقُ الَّذِي فَاقَ جَمِيعَ الصَّحَابَةِ بِشَرَفِ سَابِقتهِ، أمَا علمتُم أنَّ رَسُولَ اللَّهِ مَا أخرَجَهُ مَع نَفسهِ إلىٰ الغَار إلَّا عِلْمَاً منهُ أنَّ الخِلافَة لَهُ مِن بعدهِ، وأنَّهُ هُوَ المقلَّدُ لأمرِ التَّأوِيل والـمُلقَىٰ إلَيهِ أَزِمَّةُ الأُمَّة - إلى آخر الكلام، إلى أن يقول: يَا سَعد وَدُونَكَها أُخرَىٰ بمثلِها تُخطَمُ أُنُوفُ الرَّوافِض؛ ألَستُم تَزعَمُونَ أنَّ الصدﱢيقَ - أبا بكر - الْمُبَرَّأ مِن دَنَسِ الشُّكُوك وَالفَارُوقَ - يعني عُمر - المحَامِي عَن بَيضَة الإِسْلام كَانَا يُسِرَّان النـﱢـفَاق - أنتُم تقولونَ يا أيُّها الشيعة من أنَّ أبا بكرٍ وعُمر منافقان - واستَدلَلْتُم بِلَيلَة العَقَبَة - حينما حاولوا قَتْلَ النَّبي - أخْبِرنِي عَن الصدﱢيقِ والفَارُوق أَسْلَمَا طَوْعَاً أَو كَرْهَاً؟ - سؤالٌ ذكيٌّ جدَّاً خُصوصاً بعدَ المقدّماتِ الَّتي ذكرَها، فَيَا معاشر الشيعة إذا كُنتُم تقولونَ من أنَّ أبا بكرٍ وعُمرَ مُنافقان النَّبيُّ حينما كانَ في مكَّة لا يملكُ قُوَّةً حتَّى يُنافِق المنافقونَ معهُ بسببِ قُوَّته، فلِماذا يُنافقُ المنافقونَ معه كي يكونوا من أتباعهِ؟! إذا قالَ سعد من أنَّهُما أسلما طوعاً فلا معنى للنـﱢـفاقِ حينئذٍ، وإذا قالَ من أنَّهُما أسلما كَرْهَاً النَّبيُّ لا يملكُ قُوَّةً والنَّبيُّ لم يُكرِه أحداً على الدﱢين، إنَّما أسلما طَوْعاً لا يستطيعُ أحدٌ أن يُنكِرَ من أنَّ أبا بكرٍ قد أسلَم طَوْعَاً، أسلَم بإرادتهِ، وكذلكَ عُمر أسلَم بإرادتهِ لم يجبرهُ أحد، ولم يدفعُ أحدٌ المالَ لأبي بكرٍ كي يُسلِم، هذهِ حقائق لا يستطيعُ الإنسانُ المنصِفُ أن يُنكِرَ هذهِ الحقائق، الرَّجُلانِ دخلا في الإسلامِ طوعاً، هذهِ حقيقةٌ، لكن ماذا وراءَ ذلك؟ مَن الَّذي يستطيعُ أن يكشفَ لنا الأسرار؟ إنَّهُ الحُجَّةُ بنُ الحسن، فإنَّ سعداً الأشعري ذهبَ إلى سامرّاء أيَّامَ الإمام العسكريّ وكانَ قد وُلِد صاحبُ الزَّمان كانَ صغيراً، وسعدٌ الأشعري قالَ لإمامِنا العسكريّ عِندي أسئلةٌ، الإمامُ قالَ لَهُ: سَلْ ولدي، سَلْ الحُجَّة مِن بعدِي، سعدٌ سألَ وسأل، من جُملةِ ما سأل؛ سألَ عن ﴿كهيعص﴾، ففسَّرَها إمامُ زماننا، هذا التفسيرُ الَّذي يستهزئُ بهِ الوائلي وأشباهُ الوائلي..
فمن جُملةِ ما قالَهُ إمامُ زماننا، الروايةُ طويلةٌ في الصفحةِ التسعين بعدَ الأربعمئة: ولَمَّا قَالَ - الإمامُ الحُجَّةُ يقولُ لسعد - ولَمَّا قالَ - مَن؟ ذلكَ النَّاصبيُّ الَّذي كانَ يُناقِشهُ من نواصبِ سقيفةِ بني ساعدة - أَخبِرنِي عَن الصدﱢيقِ والفَارُوق أَسْلَمَا طَوْعَاً أو كَرْهَاً لِمَ لَم تَقُلْ لَهُ بَل أَسْلَمَا طَمَعَاً - طمعاً في أيﱢ شيء؟! النَّبيُّ ما كانَ يُعطي مالاً، طمعاً في أيﱢ شيء؟! أبو بكرٍ وعُمَر أسلما طوْعَاً ولكن هُناكَ نِيَّةٌ مُبَيَّتةٌ؛ أَسْلَمَا طَمَعاً، ومِن أينَ يدري سعدٌ الأشعريُّ بهذا وإن كانَ من كِبارِ عُلماء الشيعة في زمانه مِن أينَ يدري؟! أنتَ يا بقيَّة الله أنتَ تدري، أنتُم تعرفونَ ما كانَ وما يكون وما هُو كائن - وَذَلِكَ بأنَّهُما كَانَا يُجالِسان اليَهُود ويَسْتَخْبِرانَهُم عَمَّا كَانُوا يَجِدُونَ في التَّورَاة وفِي سَائرِ الكُتُبِ الـمُتَقَدﱢمَةِ النَّاطِقَةِ بالـمَلاحِمِ مِن حَالٍ إلىٰ حَال مِن قُصَّةِ مُحَمَّدٍ ومِن عَواقِبِ أمرِه، فَكَانَت اليَهُودُ تَذْكُرُ أنَّ مُحَمَّداً يُسلَّطُ عَلَىٰ العَرَب كَمَا كَانَ بُخْت نُصَّر سُلـﱢـطَ علىٰ بَني إسْرَائِيل ولابُدَّ لَهُ مِن الظَّفَرِ بالعَرب كما ظَفَر بُخْت نُصَّر بِبَني إسرَائِيل غَيرَ أنَّهُ - غيرَ أنَّ مُحَمَّداً - كَاذِبٌ فِي دَعْواهُ أنَّهُ نَبِي، فَأتَيَا مُحَمَّداً فَسَاعَدَاهُ عَلَىٰ شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللّه - وكانَ النَّبيُّ يعرِفُ هذا، لكنَّ النَّبيَّ فتحَ الأبوابَ للجميع حتَّى للَّذينَ يُنافِقُون، حتَّى لِلَّذينَ جاؤوا على طَمَعٍ للجميع، إنَّها رِسالةٌ للجميع، وهذهِ قوانينُ اللّه - وبَايَعَاهُ طَمَعَاً في أنْ يَنَالُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِن جِهَتِهِ وِلايَة بَلَدٍ إذا استَقَامَت أُمُورُهُ واستَتَبَّت أحْوَالُهُ فَلَمَّا آيَسَا مِن ذَلِك - ليسَ هُناكَ من وِلايةٍ في زمان النَّبي - تَلثَّمَا وَصَعَدا العَقَبَة مَعَ عِدَّةٍ مِن أَمْثَالِهِما مِنَ الْمُنافِقِين عَلىٰ أَنْ يَقْتُلُوه فَدَفَعَ اللَّهُ تَعَالَىٰ كَيْدَهُم وردَّهُم بِغَيْظِهِم لَم يَنَالُوا خَيْراً كَمَا أتَىٰ طَلْحَةُ والزُّبَيْرُ عَلِيَّاً فَبَايَعَاه وطَمِعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنهُما أن يَنالَ مِن جِهتهِ وِلايَة بَلِدٍ، فَلَمَّا آيَسَا نَكَثَا بَيْعَتَهُ وخَرَجَا عَلَيْه - وجاءوا بعائشة معهُم - فَصَرَعَ اللَّهُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَصْرَعَ أَشْبَاهِهِمَا مِنَ النَّاكِثِين.