هل صحيح أنّ القرآن كتاب لصناعة الموت كما قال حسن البنّا ؟
  • طول المقطع : 00:05:55
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 11 ]
✤ الجهادُ في فقه القُرآن وفي فقهِ الإسلام (وأعني بالإسلام هنا إسلام محمّد وآل محمّد وليس إسلامُ السقيفة وليس إسلامُ حسن البنّا، فذاك إسلامُ الإجرام والإرهاب).. في إسلام محمّدٍ وآل محمّد الجهادُ حالةٌ استثنائيّة تَضطرُّ إليها الأُمّة ويضطرُ إليها المُسلمون في ظرفٍ مُعيّن.. وإلّا فليس المُسلمون يشهرون سُيوفهم ليل نهار طِيلة أيّام السنة.
والشهادة ليستْ هي المطلب الأوّل.. المطلب الأوّل الانتصار، ولكن إذا لم يتحقّق الإنتصار ولابُدّ مِن الشهادة حينئذٍ؛ لأنّها ستكون نتيجة طبيعيّة في طريق الدفاع عن النفس، عن البلاد، عن العباد، عن الدين والمُقدّسات.. حينئذٍ ستكون أمراً إضطراريّاً.
لكن حسن البّنا مهووسٌ بطريقة السياسة والحُكم ويرى أنّ طريقهُ للوصول إلى مآربهِ هُو هذهِ الشعارات.
وثانياً: هو فَهِمَ القرآن بحسب ما هُو يريد، ولذا اشترطَ على أتباعهِ الإرهابيين في التنظيم السرّي أن يفهموا الإسلام كما فهمَهُ هو، فصاروا عبيداً لِفهمه.
● القرآن كتابُ حياة، وليسَ كتاب موت.. والجهادُ حالةٌ استثنائية، والشهادةُ تكون مطلوبةً إذا لم يستطعْ الإنسان أن يُحقّق الانتصار ولابُدّ أن يُقاتل في ظُروفٍ مُعيّنة، في حالاتٍ خاصّة.. حِينئذٍ يطلبُ الشهادة.
✤ إذا عدنا إلى القرآن الكريم (قرآن مُحمّد وآل محمّد) وسألناهُ: أيُّها القرآن، هل أنتَ تُعلّمنا صِناعةَ الموت؟!
القرآن يُجيب.. في سُورة الأنفال، يقول: {يا أيُّها الذين آمنوا استجيبوا للهِ وللرسول إذا دعاكم لِمَا يُحييكم}
دعوةُ القُرآن للحياة .. وفي ثقافة أهل البيت: الحياةُ هي في ولاءِ عليّ وآل عليّ.. الحياة في الكون مع عليّ وآل علي؛ لأنّ الكون مع عليّ وآل عليّ هو الكونُ مع النور.. وهذا ما سيتجلّى مِن الآيات.
والحياةُ قرينةُ النُور وليستْ قرينةَ الظلام الذي جعلهُ البنّا وأمثال البنّا طَقْساً لبيعتهِ الدينية!
بيعةُ عليّ وآل عليّ تجري في النُور، والحياةُ تَجري في النُور، والحياةُ والنور توأمان.. فالحياةُ الحقيقيّة لن تكونَ في الظلام.
● وفي سُورة الأنعام الآية 122: {أَ ومَن كانَ مَيتاً فاحييناهُ وجعلنا لهُ نُوراً يمشي بهِ في الناس كمَن مثلهُ في الظُلمات ليسَ بخارجٍ منها كذلك زُيّن للكافرين ما كانوا يعملون}. في ثقافة أهل البيت، هذا النُور هُو الإمام الذي يَنصِبُهُ رسولُ الله.. إنّها المعرفةُ الحقّة، الثقافةُ السليمة، المنطق الواضح، العقل الذي بُعِث الأنبياء لأجل إثارة دفائنه.. كما يقول سيّد الأوصياء "صلواتُ الله عليه" لا لأجل تجميدها..!
● الآية: {كمَن مثلهُ في الظُلمات ليسَ بخارجٍ} الظلماتُ قرينةُ الموت، والنور والضياء قرينُ الحياة.. هذا الكتاب الكريم يدعونا للحياة، يدعونا إلى النور.. والحياةُ الحقيقيّةُ تُمازجُ النور، أمّا الموتُ بكلّ معانيه يُمازجُ الظلام.
● سورة البقرة الآية 257 {اللهُ ولي الذين آمنوا يُخرجُهم مِن الظُلمات إلى النُور والذين كفروا أولياؤُهم الطاغوتُ يُخرجُونهم مِن النُور إلى الظُلمات أُولئكَ أصحابُ النار هُم فيها خالدون}..

المجموع :2687

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق