هل فعلا نقل الناصبي سيّد قُطب الفكر الشيعي في كتابه العدالة الإجتماعيّة ؟
  • طول المقطع : 00:19:21
وصف للمقطع

مقطع من برنامج السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة ح 16
✤ وقفة عند كتاب [العدالة الإجتماعيّة في القرآن] لسيّد قُطب.. سأقرأ عليكم سطور مُختارة ممّا جاء في كتابه والتي على أساسها أُثيرت ملابسات حول هذا الكتاب، وحكموا على سيّد قُطب بأنّه نقل الفكر الشيعي في كتابه هذا..!
● في صفحة 126 فصل عنوانه: من الواقع التأريخي في الإسلام.. يقول:
(كان معاوية بعد أخذ البيعة ليزيد في الشام قد كلّف سعيد بن العاص أن يحتالَ لإقناع أهل الحجاز فعجز، فسار معاويةُ إلى مكّة ومعهُ الجُند والمال، ودعا وجهاء المُسلمين فقال لهم:
قد علمتم سيرتي فيكم وصلتي لأرحامكم، ويزيد أخوكم وابن عمّكم، وأردتُ أن تُقدّموا يزيد بإسم الخلافة، وتكونوا أنتم تعزلون وتأمرون وتجبون المال وتقسّمونه، فأجاب عبد الله بن الزُبير مُخيّراً بين أن يصنعَ كما صنع رسول الله إذْ لم يستخلف أحداً، أو كما صنعَ أبو بكر إذ عهِد إلى رجلٍ ليس من بني أبيه، أو كما صنع عُمر إذْ جعل الأمر شُورى في ستّة نفر، ليس فيهم أحدٌ مِن ولده ولا من بني أبيه، فاستشاط مُعاوية غَضَباً وهو يقول: هل عندك غير هذا؟ قال: لا. والتفت معاوية إلى الآخرين يسألهم: فأنتم؟ قالوا: على ما قال ابنُ الزبير. فقال يتوعّدهم: 
أعذر من أنذر.. إنّي كُنت أخطب فيكم، فيقوم إليّ القائمُ منكم فيكذّبني على رُؤوس الناس، فأحمل ذلك وأصفح. وإنّي قائمٌ بمقالةٍ فأقسمُ بالله لئن ردّ عليّ أحدكم كلمة في مقامي هذا لا ترجعُ إليه كلمةٌ غيرها حتّى يسبقها السيف إلى رأسه، فلا يٌبقين رجل إلّا على نفسه.
فأمّا الذي كان بعد ذلك فهو أن أقام صاحب حرس معاوية رجلين، على رأس كلّ وجيه مِن وجهاء الحجاز المعارضين، وقد قال له معاوية: إنْ ذهب رجل منهم يرد على كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباهُ بسيفهما حتّى لو قال بكلمةٍ موافقة !
ثم رقي المنبر فقال: هؤلاء الرهط سادةُ المسلمين وخيارهم، لا يُبرم أمرٌ دونهم ولا يُقضى إلّا على مشورتهم. وإنّهم قد رضوا وبايعوا يزيد، فبايعوه على اسم الله. فبايع الناس..)
● ويستمر سيّد قُطب مُعلّقاً، فيقول:
(على هذا الأساس الذي لا يعترفُ به الإسلام البتّة قام ملْكُ يزيد. فمن هو يزيد؟ هو الذي يقول فيه عبد الله بن حنظلة: "والله ما خرجنا على يزيد حتّى خِفنا أن نُرمى بالحِجارة من السماء. إنّ رجلاً ينكحُ الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر، ويدع الصلاة. والله لو لم يكن معي أحدٌ مِن الناس لأبليتُ الله فيه بلاء حسناً".
فإذا كانت هذهِ مقالة خصم ليزيد، فإنّ تصرّفات يزيد العمليّة الواقعيّة فيما بعد مِن قتلٍ للحسين رضي الله عنه على ذلك النحو الشنيع، إلى حصار البيت ورميه… إلخ.. تشهد بأنّ خصوم يزيد لم يبالغوا كثيراً فيما قالوه !
وأياً ما كان الأمر فإنّ أحداً لا يجرؤ على الزعم بأنّ يزيد كان أصلح المسلمين للخلافة وفيهم الصحابة والتابعون. إنّما كانت مسألة وراثة الملك في البيت الأموي. وكان هذا الاتّجاه طعنةً نافذة في قلب الإسلام، ونظام الإسلام، واتّجاه الإسلام..)
• هذا التعليق الذي علّق به سيّد قطب، هذا كلام منطقي.. أي شخص يقرأ هذه التفاصيل عن معاوية وماذا فعل بوجهاء الحجاز، وكيف تمّت البيعة ليزيد، وماذا فعل يزيد.. فإنّ أيّ إنسانٍ مِن أيّ دين ومِن أيّ مجموعة إذا ما تناول هذهِ المُعطيات بالعَقل الطبيعي بعيداً عن قواعد الصنميّة فإنّه سيحكم بضلال يزيد.. وهذا شيء طبيعي. ولكن السُنّة بسبب هذا الكلام لسيّد قُطب قالوا عن سيّد قُطب أنّه تشيّع..!! مع أنّ سيّد قُطب حينما يتديّن سيتّضح مِن أنّه يُعادي العترة الطاهرة تمام العداء.
• بالنسبة لي، أقول:
أنّ أكثر كُتب التفسير نَصْباً وعَداءً لعليّ وآل علي هو تفسير ابن كثير، ولذلك هذهِ المجموعات الوهابيّة والإرهابيّة كثيراً ما تتمسّك به.. ولكن تفسير "في ظلال القرآن" أكثرُ نصْباً وعَداءً مِن تفسير ابن كثير ترليون مرّة.. والسبب: لأنّ سيّد قُطب صار فيه مُتديّناً..!
أمّا في كتابه هذا [العدالة الإجتماعيّة في القرآن] فهو يتحدّث بلسان غير المُتدّين.. يتحدّث بلسان المُثقّف بالثقافة العامّة وهو يُحاكم المُعطيات التي وردتْ في كُتب السُنّة، في كُتب التأريخ والسِير والحديث وأمثال ذلك.. كما قال هو في كتابه [مشاهد القيامة في القرآن]: إنّني لستُ برجل دين، أنا رجل فِكْر.. فهو بنفس هذا المنطق يُحاكم هنا هذه الوقائع. فلأنّه لم يكن مُتديّناً بدين السُنّة (بإسلام السقيفة) لم يكن هنا إرهابياً.. أمّا حين تديّن بدين السُنّة، بإسلام السقيفة صار إرهابيّاً.. وهذا ما سيأتي بيانه من حلقات هذا البرنامج.
فبسبب كلامه هذا قال عنه الأزهريون الذين كتبوا ضِدّه أنّه صار شيعيّاً..!
● وفي صفحة 156 يقول سيّد قطب:
(وكان عمر بن الخطّاب في خلافة أبي بكر يتعهّد امرأةً عمياء بالمدينة ويقوم بأمرها، فكان إذا جاءها ألفاها قد قُضيتْ حاجتها، فترصّد عُمر يوماً، فإذا أبو بكر هو الذي يكفيها مؤونتها، لا تشغلهُ عن ذلك الخلافة وتبعاتها. عندئذ صاح عُمر حين رآه: "أنت هو لعمري!"..)
لو صار سيّد قُطب شيعيّاً كما يزعمون فإنّه لا ينقل مثل هذهِ المعاني، لأنّ الشيعة لا يعتقدون بمثل هذه الوقائع.

المجموع :2701