وصيَّةُ رسول الله صلّى الله عليه وآله لأبي ذَر
- طول المقطع : 0:24:09
- مقطع من برنامج : الخاتمة_107 - اعرف امامك ج6 - من هنا نبدأ حركتنا في معرفة امام زماننا ق3
وصف للمقطع
وصيَّةُ رسول الله لأبي ذَر:
هذهِ الوصيةُ إذا ما درسنا حياةَ أبي ذر إلى أن توفي رضوان الله تعالى عليه في الرَّبذة، إذا درسنا حياةَ أبي ذر ذاكَ الَّذي هو أصدق ذي لهجةٍ كما يقول رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وآله، أبو ذَر على الأقل هذا المقطع الَّذي سأقرؤهُ عليكم من وصيةِ رسول الله لأبي ذر كانَ واضحاً في كُلِّ مواقفهِ، في كُلِّ أفعالهِ وأقواله، وفي أفعالهِ قبلَ أقواله.
إنَّني أقرأ عليكم من مكارم الأخلاق:
مكارمُ الأخلاق للمُحدِّث الطبرسي رحمةُ الله عليه، صفحة 465 / وصيةُ رسول الله لأبي ذر وصيةٌ طويلة، لكنَّني سأقفُ عند هذهِ الكلمات، ماذا قال رسول الله لأبي ذر؟
يَا أَبَا ذَرّ لَا يَفْقَهُ الرَّجُلُ كُلَّ الفِقه - والفقهُ هو العقيدةُ السليمة، الفقهُ ما هو الفتاوى، الفتاوى في حاشية الفقه، الفقهُ هو العقيدةُ السليمة، الفقهُ معارفُ القُرآن الحقيقية بحسبِ تفسيرِ عليٍّ وآلِ عليّ، هذا هو الفقه.
يَا أَبَا ذَرّ لَا يَفْقَهُ الرَّجُلُ كُلَّ الفِقه حَتَّى يَرَى النَّاسَ فِي جَنْبِ اللهِ أَمْثَالَ الأَبَاعِر - هاي البعارين اللي احنا ماشيين وراها وين راح يودونا؟! - ثُمَّ يَرجِعَ إِلَى نَفْسِهِ فيَكُونَ هُوَ أَحْقَرَ حَاقِرٍ لَهَا - ويرى نفسهُ دونَ ذلك، هذهِ هي النقطةُ الَّتي لابُدَّ أن نصل إليها، فالبعيدونَ عن إمامِ زماننا هم أباعر، أمثالُ الأباعر، الأباعرُ الأباعر لا عيب فيها، الأباعرُ الأباعرُ الَّتي تُركبُ إنَّها من آياتِ خلق الله.
الأباعرُ بما هي أباعرُ، الإبلُ بما هي إبلُ جميلةٌ في حدِّ ذاتها، وكم انتفعَ النَّاسُ من الأباعرِ والنِّياقِ والجمال، لكنَّ الحديثَ هنا عن صُورةٍ تُنتزعُ من شأنِ الأباعرِ ما يُشيرُ إلى انعدام البصيرةِ، وانعدام العقلِ إلى جهةٍ سلبيةٍ في هذهِ الكائنات، وكُلُّ كائنٍ من الكائناتِ فيهِ محاسنهُ وفيهِ مساوئهُ، محاسنهُ من جهةِ انتسابهِ إلى حكمةِ الله، ومساوئهُ من جهةِ ضعفهِ ونقصهِ بحسبِ أحوالهِ الَّتي ترتبطُ بهِ من حيثُ هو بالقياسِ إلى ما هو الأعلى وما هو الأشرف، لا أريدُ أن أفلسفَ الأمرَ إلى ذلك البُعد الفلسفي العميق وحينئذٍ سأخرجُ من طوايا حديثي الَّذي أنا بصدده.
- يَا أَبَا ذَرّ لَا يَفْقَهُ الرَّجُلُ كُلَّ الفِقه حَتَّى يَرَى النَّاسَ فِي جَنْبِ اللهِ أَمْثَالَ الأَبَاعِر - هؤلاءِ تأتون بهم وتجعلونهم في جنبِ صاحبِ الزمان؟! أيُّ عُقولٍ عندكم ماذا أنتم صانعون بأنفسكم؟! ماذا صنعنا نحنُ جميعاً بأنفسنا؟! وماذا صنع بنا أجدادنا وآباؤنا؟! أباعر ونَصِفهم بهذهِ الأوصاف؛ آيةُ الله العظمى الإمامُ البِعراني دام روثهُ وبعرهُ على رؤوسنا ورؤوس العباد.
في نهج البلاغةِ الشريف:
في نهج البلاغة الشريف، في الخطبةِ السابعةِ والثمانين من خُطَبِ أمير المؤمنين، سَيِّدُ الأوصياء يقول: فَأيْنَ تَذْهَبُون وَأَنَّى تُؤْفَكُون وَالأَعْلَامُ قَائِمَة وَالآيَاتُ وَاضِحَة وَالْمَنَارُ مَنْصُوبَة فَأيْنَ يُتَاهُ بِكُم وَكَيْفَ تَعْمَهُون - فَأيْنَ يُتَاهُ بِكُم وَكَيْفَ تَعْمَهُون وَبَيْنَكُم عِتْرَةُ نَبِيِّكُم وَهُم أَزِمَّةُ الحَقّ وَأَعْلَامُ الدِّين وَأَلْسِنَةُ الصِّدْق فَأَنْزِلُوهُم بِأَحْسَنِ مَنَازِلِ القُرْآن وَرِدُوهُم وُرُودَ الْهِيْمِ العِطَاش - الهيم هي الإبل - وَرِدُوهُم وُرُودَ الْهِيْمِ العِطَاش - الإمامُ يأخذُ صورةً هنا من حالِ الإبلِ العطشى حينما تهجمُ على الماء، فيأخذُ صُورةً من جمالِ شوقها إلى الماء يريدُ منَّا أن نكون هكذا مع إمامِ زماننا - وَرِدُوهُم وُرُودَ الْهِيْمِ العِطَاش - الهيمُ العِطاش إنَّها الإبلُ العطشى.
وفي نهج البلاغةِ الشريفِ أيضاً، في الخطبةِ السابعةِ والتسعين، والإمامُ يُخاطبُ أهل العراق، يُخاطبُ أهل الكوفة: أَيُّهَا القَوْمُ الشَّاهِدَةُ أَبْدَانُهُم الغَائِبَةُ عَنْهُم عُقُولُهم - إلى يومنا هذا يا أمير نحنُ هكذا، ما تغيَّرنا يا أمير، إليكَ أنباؤنا ما تغيَّرنا يا أمير، ها نحنُ كما كان أجدادنا، وكما مضى عليهِ آباؤنا.
هذهِ الوصيةُ إذا ما درسنا حياةَ أبي ذر إلى أن توفي رضوان الله تعالى عليه في الرَّبذة، إذا درسنا حياةَ أبي ذر ذاكَ الَّذي هو أصدق ذي لهجةٍ كما يقول رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وآله، أبو ذَر على الأقل هذا المقطع الَّذي سأقرؤهُ عليكم من وصيةِ رسول الله لأبي ذر كانَ واضحاً في كُلِّ مواقفهِ، في كُلِّ أفعالهِ وأقواله، وفي أفعالهِ قبلَ أقواله.
إنَّني أقرأ عليكم من مكارم الأخلاق:
مكارمُ الأخلاق للمُحدِّث الطبرسي رحمةُ الله عليه، صفحة 465 / وصيةُ رسول الله لأبي ذر وصيةٌ طويلة، لكنَّني سأقفُ عند هذهِ الكلمات، ماذا قال رسول الله لأبي ذر؟
يَا أَبَا ذَرّ لَا يَفْقَهُ الرَّجُلُ كُلَّ الفِقه - والفقهُ هو العقيدةُ السليمة، الفقهُ ما هو الفتاوى، الفتاوى في حاشية الفقه، الفقهُ هو العقيدةُ السليمة، الفقهُ معارفُ القُرآن الحقيقية بحسبِ تفسيرِ عليٍّ وآلِ عليّ، هذا هو الفقه.
يَا أَبَا ذَرّ لَا يَفْقَهُ الرَّجُلُ كُلَّ الفِقه حَتَّى يَرَى النَّاسَ فِي جَنْبِ اللهِ أَمْثَالَ الأَبَاعِر - هاي البعارين اللي احنا ماشيين وراها وين راح يودونا؟! - ثُمَّ يَرجِعَ إِلَى نَفْسِهِ فيَكُونَ هُوَ أَحْقَرَ حَاقِرٍ لَهَا - ويرى نفسهُ دونَ ذلك، هذهِ هي النقطةُ الَّتي لابُدَّ أن نصل إليها، فالبعيدونَ عن إمامِ زماننا هم أباعر، أمثالُ الأباعر، الأباعرُ الأباعر لا عيب فيها، الأباعرُ الأباعرُ الَّتي تُركبُ إنَّها من آياتِ خلق الله.
الأباعرُ بما هي أباعرُ، الإبلُ بما هي إبلُ جميلةٌ في حدِّ ذاتها، وكم انتفعَ النَّاسُ من الأباعرِ والنِّياقِ والجمال، لكنَّ الحديثَ هنا عن صُورةٍ تُنتزعُ من شأنِ الأباعرِ ما يُشيرُ إلى انعدام البصيرةِ، وانعدام العقلِ إلى جهةٍ سلبيةٍ في هذهِ الكائنات، وكُلُّ كائنٍ من الكائناتِ فيهِ محاسنهُ وفيهِ مساوئهُ، محاسنهُ من جهةِ انتسابهِ إلى حكمةِ الله، ومساوئهُ من جهةِ ضعفهِ ونقصهِ بحسبِ أحوالهِ الَّتي ترتبطُ بهِ من حيثُ هو بالقياسِ إلى ما هو الأعلى وما هو الأشرف، لا أريدُ أن أفلسفَ الأمرَ إلى ذلك البُعد الفلسفي العميق وحينئذٍ سأخرجُ من طوايا حديثي الَّذي أنا بصدده.
- يَا أَبَا ذَرّ لَا يَفْقَهُ الرَّجُلُ كُلَّ الفِقه حَتَّى يَرَى النَّاسَ فِي جَنْبِ اللهِ أَمْثَالَ الأَبَاعِر - هؤلاءِ تأتون بهم وتجعلونهم في جنبِ صاحبِ الزمان؟! أيُّ عُقولٍ عندكم ماذا أنتم صانعون بأنفسكم؟! ماذا صنعنا نحنُ جميعاً بأنفسنا؟! وماذا صنع بنا أجدادنا وآباؤنا؟! أباعر ونَصِفهم بهذهِ الأوصاف؛ آيةُ الله العظمى الإمامُ البِعراني دام روثهُ وبعرهُ على رؤوسنا ورؤوس العباد.
في نهج البلاغةِ الشريف:
في نهج البلاغة الشريف، في الخطبةِ السابعةِ والثمانين من خُطَبِ أمير المؤمنين، سَيِّدُ الأوصياء يقول: فَأيْنَ تَذْهَبُون وَأَنَّى تُؤْفَكُون وَالأَعْلَامُ قَائِمَة وَالآيَاتُ وَاضِحَة وَالْمَنَارُ مَنْصُوبَة فَأيْنَ يُتَاهُ بِكُم وَكَيْفَ تَعْمَهُون - فَأيْنَ يُتَاهُ بِكُم وَكَيْفَ تَعْمَهُون وَبَيْنَكُم عِتْرَةُ نَبِيِّكُم وَهُم أَزِمَّةُ الحَقّ وَأَعْلَامُ الدِّين وَأَلْسِنَةُ الصِّدْق فَأَنْزِلُوهُم بِأَحْسَنِ مَنَازِلِ القُرْآن وَرِدُوهُم وُرُودَ الْهِيْمِ العِطَاش - الهيم هي الإبل - وَرِدُوهُم وُرُودَ الْهِيْمِ العِطَاش - الإمامُ يأخذُ صورةً هنا من حالِ الإبلِ العطشى حينما تهجمُ على الماء، فيأخذُ صُورةً من جمالِ شوقها إلى الماء يريدُ منَّا أن نكون هكذا مع إمامِ زماننا - وَرِدُوهُم وُرُودَ الْهِيْمِ العِطَاش - الهيمُ العِطاش إنَّها الإبلُ العطشى.
وفي نهج البلاغةِ الشريفِ أيضاً، في الخطبةِ السابعةِ والتسعين، والإمامُ يُخاطبُ أهل العراق، يُخاطبُ أهل الكوفة: أَيُّهَا القَوْمُ الشَّاهِدَةُ أَبْدَانُهُم الغَائِبَةُ عَنْهُم عُقُولُهم - إلى يومنا هذا يا أمير نحنُ هكذا، ما تغيَّرنا يا أمير، إليكَ أنباؤنا ما تغيَّرنا يا أمير، ها نحنُ كما كان أجدادنا، وكما مضى عليهِ آباؤنا.