وقفة عند كتاب [فدك في التأريخ] للسيّد مُحمّد باقر الصدر
- طول المقطع : 00:37:17
وصف للمقطع
مقطع من برنامج ليالي رجب في ليالي القمر ح12
• ● وقفة عند كتاب [فدك في التأريخ]
• ●في صفحة 19 السيّد مُحمّد باقر الصدر يُصوّر لنا تصوّراً نفسيّاً عن الصدّيقة الكُبرى.. قطعاً مُجرّد تخرّصات وخيالات.. ولكن أقرؤُها عليكم لِنعرف مُستوى هذه التخرّصات والخيالات.. فهو يتخيّل مُناجاة لِفاطمة مع أُمّها التي انتقلت إلى العالم الآخر.. يقول في كتابه:
• (يا روح أمي العظيمة إّنكِ ألقيتِ على درساً خالداً في حياة النضال الإسلامي بجهادك الرائع في صفّ سيّد المرسلين، وسوف أجعل مِن نفسي خديجة عليّ في محنتهِ القائمة. لبيك لبيك يا أمّاه إنّي أسمع صوتكِ في أعماق روحي يدفعني إلى مُقاومة الحاكمين)!
•
• ● إلى أن يقول في صفحة 39:
• (صحيح أنّ الإسلام في أيّام الخليفتين – أي الأوّل والثاني – كانَ مُهيمناً، والفتوحات مُتّصلة، والحياةُ مُتدفّقة بمعاني الخير، وجميع نواحيها مُزدهرة بالانبعاث الروحي الشامل، والّلون القرآني المُشع… إلخ كلامه).
• أيّ معانٍ للخير تِلك التي يتحدّث عنها السيّد مُحمّد باقر الصدر، والأمّة انقلبت على أعقابها بعد رسول الله.. والقوم هجموا على دار الصدّيقة الكُبرى “صلوات الله عليها” وأحرقوها؟! أيُّ خير هذا والقوم حاولوا مِراراً قتل أمير المؤمنين؟! أيُّ خير هذا والزهراء تقول: (صُبّت عليّ مصائبٌ لو أنّها** صُبت على الأيّام صِرن لياليا)!! هذا منطق تُرابي أخرق الذي يتحدّث به السيّد مُحمّد باقر الصدر.
• ● وفي صفحة 74 يقول:
• (سِيرة الخليفة وأصحابهِ مع عليٍّ التي بلغت مِن الشدّة أنَّ عُمَر هدّد بحرق بيتهِ وإن كانت فاطمة فيه، ومعنى هذا إعلان أنّ فاطمة وغير فاطمة من آلها ليس لهم حُرمة تمنعهم عن أن يَتّخذ معهم نفس الطريقة التي سار عليها مع سعد بن عبادة حين أمر الناس بقتله…)
• هذا هو الذي وصل إليه السيّد مُحمّد باقر الصدر: أنّ القوم هدّدوا بالإحراق فقط، ولكنّهم لم يفعلوا..! علماً أنّ أكثر مراجع الشيعة هم على هذا القول الأعوج وهو: أنّ القوم فقط هدّدوا بإحراق الدار ولكنّهم لم يفعلوا..!
• ● وفي صفحة 86 يقول وهو يتحدّث بالأسلوب القطبي:
• (إنّ عليّاً الذي ربّاه رسول الله وربّى الإسلام معه، فكانا ولديه العزيزين، كان يشعر بإخوته لهذا الإسلام، وقد دفعه هذا الشعور إلى افتداء أخيه بكلّ شيءٍ حتّى أنه اشترك في حروب الردّة).
• هذا الكلام افتراء على أمير المؤمنين وكذب صريح.. متى اشترك سيّد الأوصياء في حروب الردّة؟!
• والمُشكلة الكُبرى ليست في هذا الافتراء.. المُشكلة هي أنّ كتاب [فدك في التأريخ] كتاب ألّفه السيّد مُحمّد باقر الصدر في بداية شبابه.. ولكن القضيّة هي أنّ آخر بيان في حياة السيّد مُحمّد باقر الصدر يشتمل على نفس هذه المعاني..!
• ● وقفة عند آخر بيان كتبه السيّد مُحمّد باقر الصدر في كتاب [الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيَّام الحصار] للشيخ مُحمَّد رضا النعماني
• يقول السيّد الصدر في آخر بيان: (وأُريد أن أقولها لكم يا أبناء عليٍّ والحُسين وأبناء أبي بكرٍ وعُمر: إنَّ المعركة ليست بين الشيعة والحُكم السُنِّي، إنَّ الحكم السُنِّي الَّذي مَثَّلَهُ الخُلفاءُ الراشدون والَّذي كان يقوم على أساسِ الإسلام والعدل حَمَل عليٌّ السَّيف للدفاع عنه، إذ حارب جندياً في حروب الردَّة تحت لواء الخليفة الأوَّل أبي بكر..)! والله هذا افتراء وكذب على أمير المؤمنين.. قطعاً السيّد الصدر لم يكن مُتعمّداً، ولكنّه مُعبّأ بالفكِر الناصبي!
• ● في صفحة 93 يقول وهو يتحدّث عن فاطمة : (ولمّا اختمرت الفكرة في ذهن فاطمة اندفعت لتُصحّح أوضاع الساعة..)!!
• هذا الكلام ينطلق من المنطق الترابي.. فاطمة لا تختمر الفكرة في ذهنها.. نحنُ الذين نعيشُ في المُستوى المَنطق الترابي ونتعامل مع المنطق التُرابي تختمر الأفكار في أذهاننا.. أمّا فاطمة لا يُقال عنها هكذا.. فهذا المنطق أعوج.
• ● ومن هنا قال في صفحة 48 وهو يتحدّث عن ثورة فاطمة وعن ثورة عائشة:
• (وقد شاء القدر لكلتا الثائرتين أن تفشلا مع فارقٍ بينهما..) عائشة ثارت في وجه الأمير، وفاطمة ثارت دفاعاً عن الغدير في وجه السقيفة التي عبّر عنها القرآن بالشجرة الملعونة. هذه المُساواة وهذا الحشر لموقف عائشة مع موقف الصدّيقة الكُبرى فيه الكثير مِن الهُزال.
• — أنا أسأل سؤال وأوجّهه لكم أنتم الذين تقولون أنّكم شيعة الزهراء: هل هذا الكلام يسرّ فاطمة؟! حينما نُخاطبها في زيارتها الشريفة: (وأنّ مَن سرّكِ فقد سرّ رسول الله “صلّى الله عليه وآله”..). هذه جناية كبيرة في حقّ فاطمة أن تُجمَع فاطمة مع غيرها وفي لفظٍ مُثنّى.
• ● في صفحة 96 يقول: (وقد فشلت الحركة الفاطمية بمعنى ونجحت بمعنىً آخر، فشلت لأنّها لم تُطوّح بحُكومة الخليفة رضي عنه الله في زحفها الأخير الخطير الذي قامت به في اليوم العاشر مِن وفاة النبي صلّى الله عليه وآله، ولا نستطيع أن نَتبيّن الأُمور التي جَعلت الزهراء تخسر المعركة، غير أنّ الأمر الذي لا ريب فيه أنّ شخصية الخليفة رضي الله عنه مِن أهمّ الأسباب التي أدّت إلى فشلها، لأنّه مِن أصحاب المَواهب السياسيّة