وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْر
وصف للمقطع

(تفسيرُ القُمِّي) وهو جامعٌ من جوامعِ أحاديثنا التفسيريّة، ماذا يقولُ إمامنا الصَّادِقُ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه؟ طبعةُ مؤسَّسة الأعلمي، بيروت، لبنان، الروايةُ تبدأ في صفحة (549): بِسَنَدهِ - وهو يروي عن أبيه علي بن إبراهيم يروي عن أبيه إبراهيمُ بن هاشم - عَن ابنِ أَبِي عُمَيْر، عَن هِشَام، عَن إِمَامِنَا الصَّادِق صَلَواتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيه، "وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْر" - هكذا أوَّلَها لنا، التَّأويلُ هو عينُ التَّفسير - كَانَت الرِّيْحُ تَحمِلُ كُرسِيَّ سُلَيْمَان - هذا الَّذي ذكرتهُ لَكُم قبل قليل، إنَّها الوسيلةُ النقليّةُ الطائرةُ العجيبة - فَتَسِيْرُ بِهِ فِي الغَدَاةِ مَسِيْرَةَ شَهْر وَبِالْعَشِيِّ مَسِيْرَةَ شَهْر - غريبٌ هذا!

تعالوا نحسبُ هذهِ السرعة وهذهِ المسافات، ولكن قبل أن نحسب هذهِ السرعة وهذهِ المسافات، القُرآنُ أخبرنا عن أنَّ طائرة سُليمان هذهِ تطيرُ تارةً بِسرعةٍ مُعيَّنة، وتارةً أخرى بِسُرعةٍ هائلة القُرآنُ أخبرنا لستُ أنا.

في سورةِ ص، الآيةِ السادسةِ والثلاثين بعد البسملة: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيْحَ - لِسُليمانَ، الحديثُ في قصّةِ سُليمان، دولةُ سُليمان تحدَّث عنها القُرآنُ كثيراً لماذا؟ هل يريدُ القُرآنُ أن يُحدِّثنا حديث المؤرِّخين؟ إنَّهُ يُريدُ أن يقول لنا هذهِ وسيلةُ إيضاح لدولةِ مَهديِّكُم، فاعرفوا عظمةَ دولةِ مَهدِيِّكُم.

في الآيةِ السادسةِ والثلاثين بعدَ البسملةِ من سورةِ ص - فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ - لِسُليمانَ - تَجْرِي بِأَمْرِهِ﴾، الكونترول موجودٌ في البرنامج السُّليماني، ليسَ بالضرورةِ أن تجري بأمرهِ من شخصهِ بشكلٍ مُباشر - رُخَاءً حَيْثُ أَصَاب﴾، حَيثُ أَصَاب إلى الجهةِ الَّتي يريدُ أن يصل إليها، أصابَ صَوَّبَ نَظَرهُ إليها، صَوَّبَ إرادتهُ باتجاهها، ألا يُقالُ من أنَّ السَّهمَ أصابَ الهدف، فقد حَدَّدَ هَدفَهُ.

أمَّا إذا كانَت هناكَ مُهمَّةٌ هُناك أمرٌ بالِغُ الخطورة فإنَّ السرعةَ ستكونُ بنحوٍ آخر، في الآيةِ الحاديةِ والثمانين من سورة الأنبياء: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيْحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا - إنَّهُ يريدُ الرجوع إلى العاصمة، هُناك أمرٌ مهم - وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِيْن﴾، الأرضُ الَّتي باركنا فيها بالنسبةِ لهُ الحديثُ عن عاصمتهِ، لكنَّنا إذا أردنا أن نذهب إلى المعنى الأصل فإنَّ الأرض الَّتي باركنا فيها هي أرضُ النجف وكربلاء هذهِ الأرض