وَيُنَادِي مُنَادٍ إِنَّ عَلِيَّاً وَشِيعَتَهُ هُمُ الفَائِزُون
- طول المقطع : 22:39
- مقطع من برنامج : الخاتمة_258 - يا امام هل من خبر ج29 - المشروع المهدوي ما بين التعظيم والتقزيم ق4
وصف للمقطع
في غَيْبَةِ النُّعماني/ طبعةُ أنوارِ الهدى/ الطبعةُ الأولى/ 1422 هجري قمري/ قم المقدَّسة/ الغَيْبَةُ لشيخنا النُّعماني رضوان اللهِ تعالى عليه، المتوفّى سنة 360 للهجرة، صفحة (272)، رقم الحديث (28): بسندهِ، عَن زُرَارَة - إنَّهُ زُرَارَةُ بنُ أعيَن، زُرَارَةُ يُحدِّثنا عن إِمَامِنَا الصَّادِقِ صَلَواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيه - يُنَادِي مُنَادٍ مِّنَ السَّمَاء - إنَّها الصَّيحةُ في شهرِ رمضان، مِنَ العلاماتِ المحتومةِ والواضحة من علاماتِ ظُهورِ إمامِ زماننا صلواتُ اللهِ عليه - إِنَّ فُلَاناً هُوَ الأَمِير - إِنَّ فُلاناً؛ إنَّ الحُجَّة بنَ الحسن - وَيُنَادِي مُنَادٍ إِنَّ عَلِيَّاً وَشِيعَتَهُ هُمُ الفَائِزُون، قُلتُ - زُرَارَةُ يقول إذا كانَ النِّداءُ هكذا من السَّماء والجميعُ سيسمعون على الأقل الشيعةُ يسمعون، مِن أنَّ الحقَّ مع عليٍّ وشيعتهِ، ومن أنَّ الإمامَ مِنَ اللهِ هو الحُجَّةُ بنُ الحسن - قُلتُ - زُرَارَةُ يقول - فَمَن يُقَاتِلُ الْمَهْدِيَّ بَعْدَ هَذَا؟ فَقَالَ - فقال الصَّادِقُ صلواتُ اللهِ عليه - إِنَّ الشَّيْطَانَ يُنَادِي إِنَّ فُلَاناً وَشِيْعَتَهُ هُمُ الفَائِزُون لِرَجُلٍ مِن بَنِي أُمَيَّة - في أحاديثَ أخرى: (إِنَّ عُثْمَانَ وَشِيعَتُهُ هُمُ الفَائِزون)، هل المراد عثمان بن عفّان أم أنَّ المرادَ عثمانُ بنُ عنبسة، المعنى واحد، لا أريدُ أن أدخل في هذهِ التفاصيل - قُلتُ: فَمَن يَعْرِفُ الصَّادِقَ مِّنَ الكَاذِب؟ قَالَ: يَعْرِفُهُ الَّذِيْنَ كَانُوْا يَرْوُونَ حَدِيثَنَا - رواةُ الحديث، الَّذين حدَّثَنا عنهم إمامنا الهادي قبل قليل.. - وَيَقُولُونَ إِنَّهُ يَكُونُ قَبْلَ أَنْ يَكُون - ولا يروون الحديث فقط - وَيَعْلَمُونَ أَنَّهُم هُم الْمُحِقُّونَ الصَّادِقُون - إنَّهُم أصحابُ العقيدةِ الواضحة، هؤلاءِ هم أصحابُ مَسارِ التَّعظيم، أصحابُ مَسارِ التَّقزيم الَّذيْنَ ينطقُ الشَّيطانُ على ألسنتهم، ستأخُذُهم شُكُوكهم، ويأخُذُهم ضَلالُهم، وتأخُذُهم جهَالَتُهُم، ويستحكمُ عليهم جَهلُهُم باتِّجاهِ الشَّيطان.
في الجزء الأوّل من الكافي الشريف/ طبعةُ دار الأسوة/ طهران/ إيران/ صفحة 217/ البابُ الَّذي عنوانهُ: (أنَّ الأئِمَّة عليهم السَّلام نُورُ اللهِ عزَّ وجل) الحديثُ الأوَّل، حديثٌ طويلٌ أقرأ منهُ بعض كلماتهِ: بسندهِ - بسندِ الكُليني رضوان الله تعالى عليه - عَن أَبِي خَالِدٍ الكَابُلي - هذا مِنَ الَّذينَ استثنتهُم الأحاديث، استثنتهم إرادةُ الإمام السجَّاد من ارتدادِ الأُمَّة بعد عاشوراء، أبو خالدٍ الكابلي يقول: سَألَتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَن قَولِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: "فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّوْرِ الَّذِي أَنْزَلْنَا" - هكذا قال إمامنا الباقرُ - يَا أَبَا خَالِدٍ، النُّورُ وَاللهِ الأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّد - هذا هو النُّور، الحديثُ فيهِ تفصيلٌ أذهبُ إلى موطنِ الحاجةِ حيثُ يقولُ إمامنا الباقرُ لأبي خالدٍ الكابلي وهو يُقْسِمُ بالله - وَاللهِ وَاللهِ يَا أَبَا خَالِد لَنُورُ الإِمَامِ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمنِينَ أَنْوَرُ مِّنَ الشَّمْس الْمُضِيئَةِ بِالنَّهَار - وهذا النُّورُ ليسَ المؤمنُ هوَ الَّذي يجتذبهُ، وإنَّما الإمامُ في برنامجِ صِناعةِ الفردِ الإنسان - وَهُم وَاللهِ - الأَئِمَّة - وَهُم وَاللهِ يُنُوِّرُونَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِين - هم الَّذينَ يُنوِّرونَ قُلُوب المؤمنين، هذا برنامجُ صناعةِ رجُل الدِّينِ الإنسان الَّذي يكونُ مُشرِفاً على برنامجِ صناعةِ الفردِ الإنسان لتكوينِ المجتمعِ الإنسان - وَيَحجِبُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نُوْرَهُم عَمَّن يَشَاء - إنَّهم أتباعُ رجل الدِّينِ الحمار، إنَّهم أتباعُ المرجئة، أتباعُ مسارِ التَّقزيم - فَتُظْلَمُ قُلُوبُهُم - يُسيطرُ عليها الظلام ومن هنا يُقَزِّمُون مقاماتِ الإمام، يُقزِّمون عقيدة الإمامة، يُقَزِّمونَ شؤون الحُجَّة بن الحسن، يُقَزِّمُونَ المشروعَ المهدويَّ الأعظم.
الله سبحانهُ وتعالى جعلَ اسمهُ الاسم الأعظم جعلهُ موصوفاً بهذا الوصف، مثلما نقرأُ في الأدعيةِ الشريفة: (وَبِاسْمِكَ الأَعظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَم الأَعَزِّ الأَجَلِّ الأَكْرَم)، مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّدٍ هم التجلّي الأعظم لهذا الاسم بينَ أظهرنا، هُم وجهُ اللهِ المتجلِّي واسمهُ الأعظمُ بينَ أظهُرنا، مسارُنا باتجاههم مسارُ التَّعظيم، مسارُ التَّقزيم هذا مسارُ المرجئة، (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِن عَظَمَتِكَ بِأَعْظَمِهَا)، أعظمُ العظمة مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّد، وإلَّا فإنَّ عظمة الذَّاتِ الإلهيَّة ليسَ فيها مراتب، فليسَ هُناكَ في عظمة الذَّاتِ ما هوَ أعظمُ العظمة وما هوَ دون ذلك، إنَّما هذهِ المراتبُ في الخلقيّات، مِمَّا تجلَّى في الحقيقةِ الـمُحَمَّديَّةِ العُظمى وما تجلَّى عنها وما صدرَ منها - وَكُلُّ عَظَمَتِكَ عَظِيْمَة، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظَمِتَكَ كُلِّهَا)، هذهِ مراتب في العظمة، المراتبُ لا تكونُ في الذَّاتِ الإلهيَّة، لأنَّنا إذا اعتقدنا بوجود المراتبِ في الذَّاتِ الإلهيَّة صارَ مركَّباً وهذا نقضٌ للتوحيد، هذا كُفرٌ بالتوحيد، فهذهِ المراتبُ فيما خلق الله في الحقيقةِ الـمُحَمَّديَّة وما تَجلَّى منها، فَهُم أعظمُ العظمةِ، شُؤونهم كذلك ستكونُ شُؤوناً تتجلَّى فيها أعظمُ العظمةِ بحسبها بحسبِ تلكَ الشؤون.