يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ
وصف للمقطع

في الجزء الأوّل من (تفسير العيَّاشي)، جامعٌ من جوامعِ أحاديثنا التفسيريّة/ طبعةُ مؤسَّسةِ الأعلمي/ بيروت/ لبنان/ صفحة 158/ رقم الحديث (461)، بصدد الآيةِ: "وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَات"، عبد الله بنُ أبي يعفور يقول: قُلْتُ أَلَيْسَ اللهُ عَنَى بِهَا الكُفَّار - يعني الكُفَّارَ في العصر الجاهلي ما قبلَ الإسلام، أو حينما جاءَ الإسلامُ وبقوا على كُفرهم يُحارِبُونَ الإسلام - قَالَ - عبد الله بن أبي يعفور مُتسائلاً في مجلسِ الإمام الصَّادق - أَلَيْسَ اللهُ عَنَى بِهَا الكُفَّار حِيْنَ قَالَ: "وَالَّذِينَ كَفَرُواْ"؟ قَالَ - ابنُ أبي يعفور - فقالَ الصَّادِقُ: وَأيُّ نُوْرٍ لِلْكَافِرِ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُخْرِجَ مِنهُ إِلَى الظُّلُمَات؟ - "وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَات"، فعبد الله بن أبي يعفور كان يعتقدُ أنَّ الآية تتحدَّثُ عن الَّذين كفروا في العصر الجاهلي ما قبل الإسلام، أو الَّذين كانوا يحاربونَ الإسلام في بدايتهِ من الَّذين كفروا من الكافرين، الآيةُ تقول: مِن أنَّ هؤلاء الَّذين كفروا أخرجهم أولياؤهم الطواغيتُ أخرجوهم من النُّورِ إلى الظُّلُمات، فلذا إمامنا الصَّادِقُ هكذا يقولُ لابن أبي يعفور: وَأيُّ نُوْرٍ لِلْكَافِرِ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُخْرِجَ مِنهُ إِلَى الظُّلُمَات؟ إِنَّمَا عَنَى اللهُ بِهَذَا أَنَّهُم كَانُوا عَلَى نُوْرِ الإِسْلَام - في مرحلةِ التَّنزيل - فَلَمَّا أَنْ تَوَلَّوا - في مرحلةِ التَّأويل بعد بيعة الغدير - كُلَّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللهِ خَرَجُوا بِوَلَايَتِهِم إِيَّاهُم مِنْ نُوْرِ الإِسْلَامِ إِلَى ظُلُمَاتِ الكُفْر فَأَوْجَبَ - أوجبَ اللهُ - فَأَوْجَبَ لَهُم النَّارَ مَعَ الكُفَّار فَقَالَ: "أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون" - تتمَّةُ الآية.

﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ - برنامجُ صناعةِ الفرد الإنسان، هذهِ ظُلُماتُ الجهل، ظُلُماتُ السَّفاهةِ، ظُلُماتُ السيئات، ظُلُماتُ الضلالةِ، ظُلُماتُ الذنوب، ظُلُماتُ الشرك، الظُّلُماتُ بكُلِّ مراتبها - أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون﴾.