يَوْمَ لَا يَنْفَعُ نَفْسَاً إِيْمَانُهَا لَمْ تَكُن آمَنَت
وصف للمقطع

(يَوْمَ لَا يَنْفَعُ نَفْسَاً إِيْمَانُهَا لَمْ تَكُن آمَنَت) هكذا هو المضمونُ الإجماليُّ لقانون الغَيْبَةِ والظهور، متى؟ في يوم الظهور حينما يؤمنُ الَّذينَ أُقيمت عليهم الحُججُ زمانَ الغَيْبَة وليس الَّذينَ لم تُقَم عليهم الحُجَج، الَّذينَ لم تُقَم عليهم الحُجج بإمكانهم أن يؤمنوا في يوم الظهورِ وأن ينتفعوا من إيمانهم، الَّذينَ لن ينتفعوا من إيمانهم في يوم الظهورِ أولئكَ الَّذين أُقيمت عليهم الحُجج، الكلامُ عن الشيعةِ وليس عن غيرهم، إلَّا إذا أُقيمت حُججٌ على غير الشيعةِ من نواصب السقيفةِ أو من غيرهم، الواقعُ الَّذي نراهُ فإنَّ الحُجج لم تقم لا على أتباع السقيفة ولا على أتباعِ الدِّياناتِ الأخرى، لأنَّنا نتحدَّثُ عن حُججٍ لابُدَّ أن تأتي في سياقٍ يكونُ مقبولاً، يكونُ مُقْتَنَعاً بهِ عندَ الأطراف الَّتي تُقامُ عليها الحُجج.

على سبيل المثال الَّذين يُتابعونَ برامج قناة القَمرِ من الشيعةِ المتديّنين: فإنَّ برامجَ هذهِ القناة وبامتيازٍ تُقيمُ الحُججَ على الشيعةِ بالحقائقِ والدقائق وبالأدلَّةِ والوثائق الَّتي لا يستطيعونَ أن يُقاوموها، لو كانَ بإمكان الشيعةِ أن يقاوموها لردُّوا عليها، لا يستطيعون أن يردُّوا عليها لأنَّها حقائق. نعم يُشوّهون سُمعتي، يُشوّهون سمعة قناة القمر، يمنعون النَّاسَ من التواصلِ معَ هذهِ القناة، هذا أمرٌ يفعلونهُ على طول الخط، لكنَّ هذا لا علاقة لهُ بقوَّة الحُجَّةِ ووضوحها وبإقامةِ الحُجَّةِ عليهم، هذا شأنٌ آخر، تلكَ مشكلتهم وذلكَ هوَ موقفهم من هذهِ الحُججِ القاطعةِ الواضحة، إنَّما أتحدَّث عن حُججٍ قاطعةٍ واضحة لا لأنَّني أطرحها، لأنَّها ثقافةُ الكتابِ والعترة، هذه حُججٌ تُقامُ من عُمقِ معارفِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين.

﴿فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ - آمنت حينما أقيمت عليها الحُججُ في السياقِ الصحيح، لكنَّها رفضت، وبعدَ ذلكَ في الوقت الضائعِ عادت فآمنت فإنَّ إيمانها لن ينفعها لأنَّ الَّذي قُدِّرَ لها في مستقبلِ أيَّامها هوَ الَّذي سيقعُ عليها - فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ - هؤلاءِ أُقيمت عليهم الحُجج وما استجابوا لها ودخلوا في الوقت الضائع، ولكنَّهم استطاعوا بعلمٍ من عالـِمٍ عندهم أن يُغيّروا ما قُدِّرَ لهم في مُستقبل أيَّامهم - لَمَّا آمَنُواْ - في الوقت الضائع، في الوقت الذي ما كانَ يقدرُ لإيمانهم أن يكونَ نافعاً لهم لأنَّ الحججَ أُقيمت عليهم ورفضوها وانتهت المهلةُ.

المجموع :2701