الامام الرضا عليه السلام يخبرنا عن الشجرة التي أكل منها آدمُ وحوّاء
البرهان في تفسير القران - ج1
سُورة البقرة - الآية 30
:(عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: قلت للرضا: يابنَ رسول الله، أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدمُ وحوّاء ما كانت؟ فقد اختلفَ الناس فيها فمِنهم مَن يروي أنّها الحنطة، ومنهم مَن يروي أنها العنب، ومنهم من يروي أنّها شجرة الحسد، فقال "عليه السلام"":
كلّ ذلك حقّ، قلتُ: فما معنى هذه الوجوه على اختلافها؟ فقال: يا أبا الصلت، إنّ شجرة الجنّة تَحملُ أنواعاً، وكانتْ شجرةُ الحنطة وفيها عنب، وليستْ كشجر الدنيا وإنّ آدم لمّا أكرمه الله تعالى ذِكْره بإسجاد ملائكتهِ لهُ، وبإدخاله الجنّة قال في نفسه: هل خلق الله بشرا أفضل منّي؟ فعلم الله عز وجل ما وقع في نفسه، فناداه: ارفع رأسك يا آدم فانظرْ إلى ساقِ عَرشي فرفع آدمُ رأسهِ فنظرَ إلى ساقِ العَرْش فوجدَ عليه مكتوباً: لا إله إلا الله، مُحمّدٌ رسول الله عليُّ بن أبي طالب أميرُ المؤمنين وزوجتهُ فاطمة سيّدة نساء العالمين والحسن والحسين سيّدا شباب أهْل الجنة، فقال آدم:
يا ربّ مَن هؤلاء؟ فقال: عزّ وجلّ يا آدم هؤلاءِ مِن ذُرّيتك وهُم خَيرٌ منكَ ومِن جميع خلقي، ولولاهم ما خلقتكَ ولا خلقتُ الجنّة ولا النار ولا السماء ولا الأرض، فإيّاك أن تنظرَ إليهم بعين الحَسَد فأُخرجك عن جواري، فنظرَ إليهم بعين الحسد وتمنّى منزلتهم، فتسلّط الشيطان عليه حتى أكل من الشجرة التي نُهي عنها، وتسلّط على حواء لِنظرها إلى فاطمة بعين الحسد، حتّى أكلتْ مِن الشَجَرة كما أكل آدم، فأخرجهُما اللهُ تعالى مِن جنّته، وأهبطهما مِن جوارهِ إلى الأرض..)