آل محمّد عليهم السلام : قولو فينا ما شئتم و اجعلونا مخلوقين
بحار الأنوار - 25
باب
(نفى الغلو النبى والائمة صلوات الله عليه وعليهم وبيان معانى)
?? ـ كشف : من كتاب الدلائل للحميري عن مالك الجهني قال : كنا بالمدينة حين أجليت الشيعة وصاروا فرقا فتنحينا عن المدينة ناحية ثم خلونا فجعلنا نذكر فضائلهم وما قالت الشيعة إلى أن خطر ببالنا الربوبية ، فما شعرنا بشئ إذا نحن بأبي ـ عبدالله عليهالسلام واقف على حمار فلم ندر من أين جاء.
فقال : يا مالك وياخالد! متى أحدثتما الكلام في الربوبية؟ فقلنا : ما خطر ببالنا إلا الساعة ، فقال : اعلما أن لنا ربا يكلانا بالليل والنهار نعبده ، يامالك و يا خالد قولوا فينا ما شئتم ، واجعلونا مخلوقين ، فكررها علينا مرارا وهو واقف على حماره.
?? ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن الحسين بن بردة عن أبي عبدالله عليهالسلام وعن جعفر بن بشير الخزاز عن إسماعيل بن عبد العزيز قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : يا إسماعيل ضع لي في المتوضأ ماء ، قال فقمت له ، قال : فدخل ، قال : فقلت في نفسي أنا أقول فيه كذا وكذا ويدخل المتوضأ يتوضأ.
قال : فلم يلبث أن خرج فقال : يا إسماعيل لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم ، اجعلونا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم فلن تبلغوا ، فقال إسماعيل : وكنت أقول : إنه وأقول وأقول
?? ـ ير : الخشاب عن إسماعيل بن مهران عن عثمان بن جبلة عن كامل التمار قال : كنت عند أبي عبدالله عليهالسلام ذات يوم فقال لي : يا كامل اجعل لنا ربا نؤب إليه ؟ وقولوا فينا : ما شئتم.
قال : قلت : نجعل لكم ربا تؤبون إليه ونقول فيكم ما شئنا؟ قال : فاستوى جالسا ثم قال : وعسى أن نقول : ما خرج إليكم من علمنا إلا ألفا غير معطوفة. بيان : قوله عليه السلام : غير معطوفة ، أي نصف حرف ، كناية عن نهاية القلة
?? ـ باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهمالسلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك
?? ـ من كتاب اللبات لابن الشريفة الواسطي يرفعه إلى ميثم التمار قال : بينما أنا في السوق إذ أتى أصبغ ابن نباته قال : ويحك يا ميثم لقد سمعت من أمير المؤمنين عليهالسلام حديثا صعبا شديدا ، قلت : وما هو؟ قال : سمعته يقول : إن حديث أهل البيت صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ، فقمت من فورتي فأتيت عليا السلام فقلت : يا أمير المؤمنين حديث أخبرني به أصبغ عنك قد ضقت به ذرعا ، فقال عليهالسلام : ما هو؟ فأخبرته به فتبسم ثم قال : اجلس يا ميثم ، أو كل علم يحتمله عالم؟ إن الله تعالى قال للملائكة : « إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون » فهل رأيت الملائكة احتملوا العلم؟ قال : قلت : وإن هذا أعظم من ذلك ، قال : والاخرى أن موسى بن عمران أنزل الله عليه التوارة فظن أن لا أحد أعلم منه فأخبره أن في خلقه أعلم منه ، وذلك إذ خاف على نبيه العجب قال : فدعا ربه أن يرشده إلى العالم قال : فجمع الله بينه وبين الخضر عليهما السلام فخرق السفينة فلم يحتمل ذلك موسى وقتل الغلام فلم يحتمله وأقام الجدار فلم يحتمله وأما النبيون فإن نبينا صلىاللهعليهوآله أخذ يوم غدير خم بيدي فقال : « اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه » فهل رأيت احتملوا ذلك إلا من عصم الله منهم! فأبشروا ثم أبشروا فإن الله قد خصكم بما لم يخص به الملائكة والنبيين والمرسلين فيما احتملتم ذلك في أمر رسول الله وعلمه ، فحدثوا عن فضلنا ولا حرج وعن عظيم أمرنا ولا أثم ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : امرنا معاشر الانبياء أن نخاطب الناس على قدر عقولهم.