بيان منطق المُقصّرة في حديث العترة
عوالم العلوم - في أحوال الإمام الحجة - ج5 - الشيخ عبدالله البحراني - ص60
قال المفضل قلت للصادق (عليه السلام) يا مولاي من المقصرة والمرتفعة قال: يا مفضل المقصرة هم الذين هداهم الله إلى فضل علمنا وأفضى إليهم سرنا فشكوا فينا وأنكروا فضلنا وقالوا: لم يكن الله ليعطيهم سلطانه ومعرفته. واما المرتفعة: هم الذين يرتفعون بمحبتنا وولايتنا أهل البيت وأظهروه يغير حقيقة وليس هم منا ولا نحن منهم ولا أئمتهم أولئك يعذبون بعذاب الأمم الطاغية حتى لا يبقى نوع من العذاب الا وعذبوا به.
...
والمقصّرة ندعوهم إلى الإلحاق بنا والإقرار بما فضّلنا الله به فلا يثبت، ولا يستجيب ولا يرجع، ولا يلحق بنا ؛ لأنّهم لمّا رأونا نفعل أفعال النبيّين قبلنا ممّن ذكرهم الله في كتابه، وقصّ قصصهم، وما فرض إليهم مِن قدرته وسلطانه، حتّى خلقوا وأحيوا ورزقوا وأبرؤوا الأكمه والأبرص ونبّؤوا النّاس بما يأكلون ويشربون ويدّخرون في بيوتهم، ويعلمون ما كان وما يكون إلى يوم القيامة بإذن الله، سلّموا إلى النّبيّين أفعالهم وما وصفهم الله وأقرّ لهم بذلك،
وجحدونا بغياً علينا وحسداً لنا على ما جعله الله لنا وفينا وما أعطاه الله لسائر النّبيين والمرسلين والصّالحين وازدادنا مِن فضله ما لم يعطهم إيّاه، وقالوا : ما أعطيَ النّبيون مِن هذه القدرة الّتي أظهروها إنّما صدقناها وأقررنا بها لهم؛ لأنّ الله أنزلها في كتابه، ولو علموا ويحهم أنّ الله ما أعطانا مِن فضله شيئاً إلّا أنزله في سائر كتبه ووصفنا به…