حديث وحشي قاتل حمزة بن عبد المطّلب عليهما السلام مع هند

تفسير القمي - ج1

الصفحة 172


وكانت هند بنت عتبة في وسط العسكر، فكلما انهزم رجل من قريش رفعت إليه ميلا ومكحلة وقالت إنما أنت امرأة فاكتحل بهذا، وكان حمزة بن عبد المطلب يحمل على القوم فإذا رأوه انهزموا ولم يثبت له واحد وكانت هند بنت عتبة قد أعطت وحشيا عهدا لان قتلت محمدا أو عليا أو حمزة لأعطيتك رضاك وكان وحشي عبدا لجبير بن مطعم حبشيا، فقال وحشي اما محمد فلا أقدر عليه واما علي فرأيته رجلا حذرا كثير الالتفات فلم أطمع فيه قال فكمنت لحمزة فرأيته يهد الناس هدا فمر بي فوطى على جرف نهر فسقط، فأخذت حربتي فهززتها ورميته فوقعت في خاصرته وخرجت من مثانته مغمسة بالدم فسقط فاتيته فشققت بطنه واخذت كبده واتيت بها إلى هند فقلت لها هذه كبد حمزة، فاخذتها في فيها فلاكتها فجعلها الله في فيها مثل الداغصة فلفظتها ورمت بها فبعث الله ملكا فحملها وردها إلى موضعها، فقال أبو عبد الله عليه السلام يأبى الله ان يدخل شيئا من بدن حمزة النار، فجاءت إليه هند فقطعت مذاكيره وقطعت اذنيه وجعلتهما خرصين وشدتهما في عنقها، وقطعت يديه ورجليه



الصفحة 181


ثم قال رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله : من له علم بعمي حمزة؟ فقال له الحارث بن الصمة أنا أعرف موضعه ، فجاء حتى وقف على حمزة فكره أن يرجع إلى رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله) فيخبره ، فقال رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله) لامير المؤمنين عليه‌السلام : يا علي اطلب عمك ، فجاء علي عليه‌ السلام فوقف على حمزة فكره أن يرجع إلى رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله) فجاء رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله) حتى وقف عليه ، فلما رأى ما فعل به بكى ، ثم قال : والله ما وقفت موقفا قط أغيظ علي من هذا المكان ، لئن أمكنني الله من قريش لامثلن بسبعين رجلا منهم ، فنزل عليه جبرئيل عليه‌ السلام فقال : « وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر » فقال رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله) : بل أصبر

292