فرار الصحابة يوم أحد

الارشاد - الشيخ المفيد

غزوة احد وما ظهر فيها من عظيم فضله وشجاعته عليه‌ السلام - الصفحة 83


قال الراوي للحديث ـ وهو زيد بن وَهْب ـ قلت لابن مسعود : انهزم الناس عن رسول الله حتّى لم يبقَ معه إلاّ علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأبو دُجانَة وسهل بن حًنَيْف؟!
قال : انهزم الناس إلاّ علي بن أبي طالب وحده وثاب الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌ وآله نفر ، وكان أولهم عاصِم بن ثابت وأبو
دُجانة وسَهْل ابن حُنَيف ولحقهم طَلحة بن عُبَيداللّه.
فقلت له : فأين كان أبو بكر وعمر؟!

قال : كانا ممّن تنحّى.

قال ، قلت : فأين كان عثمان؟!

قال : جاء بعد ثلاثة من الوَقْعة ، فقال له رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌ وآله : « لَقدْ ذَهَبْتَ فيها عَرِيضة » .

قال ، فقلت له : فأين كنتَ أنت؟.

قال : كنتُ فيمن تنحّى.

قال فقلت له : فمن حدَّثك بهذا؟.

قال : عاصم وسهل بن حنيف.

قال ، قلت له : إنّ ثبوتَ علي عليه‌السلام في ذلك المقام لعَجَبٌ.

فقال : إن تعجّبت من ذلك ، لقد تعجّبتْ منه الملائكة ، أما علمتَ أنّ جبرئيل قال في ذلك اليوم ـ وهويَعْرج إلى السماء ـ :
لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي.
فقلت له : فمن أين عُلِم ذلك من جبرئيل؟.

فقال : سَمِعَ الناس صائحاً يَصيح في السماء بذلك ، فسألوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عنه فقال : « ذاك جبرئيل »


290