في رسالة كتبها عمر إلى معاوية : فضربتُ كفّي فاطمة بالسوط فآلمها، فسمعتُ لها زفيراً وبكاءً..
بحار الأنوار - ج30
20 باب -
كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم
وفضل التبري منهم ولعنهم
فقلت : يا فاطمة!. فقالت فاطمة : ما تشاء يا عمر؟!. فقلت : ما بال ابن عمك قد أوردك للجواب وجلس من وراء الحجاب؟. فقالت لي :طغيانك ـ يا شقي ـ أخرجني وألزمك الحجة ، وكل ضال غوي. فقلت : دعي عنك الأباطيل وأساطير النساء وقولي لعلي يخرج. فقالت : لا حب ولا كرامة أبحزب الشيطان تخوفني يا عمر؟! وكان حزب الشيطان ضعيفا.
فقلت : إن لم يخرج جئت بالحطب الجزل وأضرمتها نارا على أهل هذا البيت وأحرق من فيه ، أو يقاد علي إلى البيعة ، وأخذت سوط قنفذ فضربت وقلت لخالد بن الوليد : أنت ورجالنا هلموا في جمع الحطب ، فقلت : إني مضرمها.
فقالت : يا عدو الله وعدو رسوله وعدو أمير المؤمنين ، فضربت فاطمة يديها من الباب تمنعني من فتحه فرمته فتصعب علي فضربت كفيها بالسوط فألمها ، فسمعت لها زفيرا وبكاء ،
فكدت أن ألين وأنقلب عن الباب فذكرت أحقاد
علي وولوعه في دماء صناديد العرب ، وكيد محمد وسحره ، فركلت الباب وقد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه ، وسمعتها وقد صرخت صرخة حسبتها قد جعلت أعلى المدينة أسفلها ، وقالت : يا أبتاه! يا رسول الله! هكذا كان يفعل بحبيبتك وابنتك ، آه يا فضة! إليك فخذيني فقد والله قتل ما في أحشائي من حمل ، وسمعتها تمخض وهي مستندة إلى الجدار ، فدفعت الباب ودخلت فأقبلت إلي بوجه أغشى بصري ، فصفقت صفقة على خديها من ظاهر الخمار فانقطع قرطها وتناثرت إلى الأرض ، وخرج علي ، فلما أحسست به أسرعت إلى خارج الدار وقلت لخالد وقنفذ ومن معهما : نجوت من أمر عظيم.
"