منطق آل محمّد في الحديث عن عليٍّ عليه السلام
بحار الأنوار - 45
باب 39 : الوقائع المتأخرة عن قتله صلوات الله عليه إلى رجوع أهل البيت عليهم السلام إلى المدينة وماظهرمن اعجازه صلوات الله عليه في تلك الاحوال
قال صاحب المناقب وغيره : روي أن يزيد لعنه الله أمر بمنبر وخطيب ليخبر الناس بمساوي الحسين وعلي عليهما السلام ومافعلا ، فصعد الخطيب المنبر فحمدالله وأثنى عليه ثم أكثر الوقيعة في علي والحسين ، وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد لعنهما الله فذكر هما بكل جميل ، قال : فصاح به علي بن الحسين : ويلك أيها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق ، فتبوأمقعدك من النار ثم قال علي بن الحسين عليه السلام : يايزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الاعواد فأتكلم بكلمات لله فيهن رضا ، ولهؤلاء الجلساء فيهن أجر وثواب ، قال : فأبى يزيد عليه ذلك فقال الناس : ياأمير المؤمنين ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع منه شيئا فقال : إنه إن صعد لم ينزل إلا بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان فقيل له : ياأمير المؤمنين وماقدر مايحسن هذا ؟ فقال : إنه من أهل بيت قدزقوا العلم زقا قال : فلم يزالوا به حتى أذن له فصعد المنبر فحمدالله وأثنى عليه ثم خطب خطبة أبكى منها العيون ، وأوجل منها القلوب ، ثم قال : أيها الناس اعطينا ستا وفضلنا بسبع : اعطيناالعلم ، والحلم ، والسماحة ، والفصاحة ، والشجاعة ، والمحبة في قلوب المؤمنين ، وفضلنا بأن منا النبي المختارمحمدا ، ومنا الصديق ، ومنا الطيار ، ومنا أسدالله وأسدرسوله ، ومنا سبطا هذه الامة ، من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي أيها الناس أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفا ، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا ، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى ، أنا ابن خير من انتعل واحتفى ، أنا ابن خير من طاف وسعى ، أنا ابن خير من حج ولبى ، أنا ابن من حمل على البراقفي الهوا ، أنا ابن من اسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى ، أنا ابن من بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى ، أنا ابن من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أوأدنى ، أنا ابن من صلى بملائكة السماء ، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ماأوحى ، أنا ابن محمد المصطفى ، أنا ابن علي المرتضى ، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا : لاإله إلا الله أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله بسيفين ، وطعن برمحين ، وهاجر الهجرتين ، وبايع البيعتين ، وقاتل ببدر وحنين ، ولم يكفر بالله طرفة عين ، أنا ابن صالح المؤمنين ، ووراث النبيين ، وقامع الملحدين ، ويعسوب المسلمين ، ونور المجاهدين وزين العابدين ، وتاج البكائين ، وأصبر الصابرين ، وأفضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين ، أنا ابن المؤيد بجبرئيل ، المنصور بميكائيل ، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين ، وقاتل المارقين والناكثين والقاسطين ، والمجاهد أعداءه الناصبين وأفخر من مشى من قريش أجمعين ، وأول من أجاب واستجاب لله ولرسوله من المؤمنين ، وأول السابقين ، وقاصم المعتدين ، ومبيدالمشركين ، وسهم من مرامي الله على المنافقين ، ولسان حكمة العابدين ، وناصردين الله ، وولي أمرالله ، وبستان حكمة الله ، وعيبة علمه سمح ، سخي ، بهي ، بهلول ، زكي ، أبطحي ، رضي ، مقدام ، همام صابر ، صوام ، مهذب ، قوام ، قاطع الاصلاب ، ومفرق الاحزاب ، أربطهم عنانا ، وأثبتهم جنانا ، وأمضاهم عزيمة ، وأشدهم شكيمة ، أسد باسل ، يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الاسنة ، وقربت الاعنة ، طحن الرحا ويذروهم فيها ذرو الريح الهشيم ، ليث الحجاز ، وكبش العراق ، مكي مدني خيفي يعقبي بدري احدي شجري مهاجري ، من العرب سيدها ، ومن ا لوغى ليثها ، وارث المشعرين وأبوالسبطين الحسن والحسين ، ذاك جدي علي بن أبي طالب