من كلام ابي بكر مع الزهراء عليها السلام بعد خطبتها في المسجد
الإحتجاج - ج1 - الطبرسي
خطبة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين عليها السلام
دلائل الإمامة - الطبري
حديث فدك
فقال أبو بكر : صدقت يا بنت رسول الله ، لقد كان أبوك بالمؤمنين رءوفا رحيما ، و على الكافرين عذابا أليما ، و كان و الله إذا نسبناه وجدناه أباك دون النساء ، و أخا ابن عمك دون الرجال ، آثره على كل حميم ، و ساعده على الأمر العظيم ، و أنتم عترة نبي الله الطيبون ، و خيرته المنتجبون ، على طريق الجنة أدلتنا ، و أبواب الخير لسالكينا .
فأما ما سألت : فلك ما جعله أبوك ، و أنا مصدق قولك ، لا أظلم حقك .
و أما ما ذكرت من الميراث : فإن رسول الله قال : نحن معاشر الأنبياء لا نورث .
فقالت فاطمة : يا سبحان الله ، ما كان رسول الله قال مخالفا ، و لا عن حكمه صادفا ، فلقد كان يلتقط أثره ، و يقتفي سيره ، أ فتجمعون إلى الظلامة الشنعاء ، و الغلبة الدهياء ، اعتلالا بالكذب على رسول الله ، و إضافة الحيف إليه .
و لا عجب : إن كان ذلك منكم ، و في حياته ما بغيتم له الغوائل ، و ترقبتم به الدوائر .
هذا كتاب الله : حكم عدل ، و قائل فصل عن بعض أنبياءه إذ قال : { يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا }[5]، و فصل في بريته الميراث مما فرض من حظ الذكور و الإناث .
فلم سولت : لكم أنفسكم أمرا ؟
فصبر جميل ، و الله المستعان على ما تصفون .
قد زعمت : أن النبوة لا تورث ، و إنما يورث ما دونها ، فما لي أمنع إرث أبي ، أ أنزل الله في كتابه إلا فاطمة بنت محمد فدلني عليه أقنع به ؟
فقال أبو بكر لها : يا بنت رسول الله أنت عين الحجة ، و منطق الحكمة لا أدل بجوابك ، و لا أدفعك عن صوابك ، لكن المسلمون بيني و بينك ، فهم قلدوني ما تقلدت ، و أتوني ما أخذت ، و ما تركت