{قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم}
  • طول المقطع : 00:05:29
وصف للمقطع

مقطع من برنامج قرٱنهم ح 6
■ قوله تعالى: {قال أنظرني إلى يوم يبعثون} انظرني: أي أعطني النَظِرة يعني تَمهَّل عليّ الروايات تُحدّثنا مِن أن إبليس قال لله تعالى بعْد أن طَرَدهُ مِن ذلك العالم، قال: يا إلهي، إنّك تُجازي الخَير خيراً، وقد عملتُ خيراً فيما سلف من الزمان، فما جزائي؟ فقال له تعالى: ما تُريد أن أُجازيك؟ قال إبليس: {قال أنظرني إلى يوم يبعثون} فجاء الجواب: {قال إنّك من المنظرين} أي أُعطيك مُهلة. ولكن بحسب ما جاء في كتاب الله تعالى هذه المُهلة ليستْ إلى يوم القيامة، وإنَّما إلى يوم الوقت المعلوم، والروايات تقول أنّ الوقت المعلوم عصْرُ خروج القائم "صلواتُ الله عليه".. إبليس سيُقتل في العصر المهدوي.
■ قولهِ تعالى: {قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم} هذا فَهْمٌ خاطىء أيضاً.. فإنَّ الله تعالى لم يكنْ هو الذي قد أغوى إبليس .. إبليس هو الذي أوقع نفسه في الغيّ، والغيّ هو الضلال.. الغيّ عنوانٌ يشتملُ على السفاهة، والحَماقةِ، والجهالةِ والضلالة.. الغيّ عنوانٌ مُضادٌ للرشد.. فمَن يقعُ في الغيّ يكون قد وقع في الغواية. إبليس نَسَب الغِواية إلى الله.. وهذا أيضاً مِن فَهْم الظاهر.
فحينما أمَرهُ الله أن يسجد لآدم عَدَّ هذا الأمْر غِواية.. فقال: {قال فبما أغويتني} وهُو يُشير إلى هذهِ القَضيّة: لأنّ الله يَعلم أنّ إبليس إذا ما أُمِر بالسجود لآدم فإنّه سيرفض.. فإبليس عدّ هذا غواية..كأنّه يقول: يا ربّ إنّك تعلم أنّك إذا أمرتني بالسجود لآدم إنّني سأرفض، فلماذا أمرتني؟ لماذا لم ترحمني؟ فإبليس يقول لله تعالى: {فبما أغويتني} أي لأنّك فعلتَ معي هكذا.. {لأقعدن لهم صراطكَ المُستقيم} أي سأكون ثابتاً في هذهِ النقطة.. يعني يجدونني حاضراً دائماً أحول فيما بينهم وبين الصراط المُستقيم.
■ مِن بديهيات حَديث العِترة المُفسّر للقرآن الكريم هو أنّ "الصراط المُستقيم" هو عنوانٌ لعليّ "صلواتُ الله عليه".. ومُشكلة إبليس هي مع صِراط عليّ.. ولِذا أحاديثُ أهل البيت تقول أنّ إبليس لا شأنَ لهُ بِدين الذي ترك صِراط عليّ.. إبليس بنحوٍ عام يُبغض أبناء آدم، ولكنّ هُناك أولويات عند إبليس.. الأولوية الأولى عند إبليس "صراط عليّ" ولهذا يقول: {قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم* ثم لآتينهم من بين أيديهم ومِن خَلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين}
وقفة عند حديث الإمام الباقر "عليه السلام" في [تفسير البرهان: ج3]: (عن زُرارة قال: قلتُ لهُ: قولهُ عزّ وجلَّ: {لأقعدنَّ لهم صِراطكَ المستقيم* ثُمَّ لآتينهم مِن بين أيديهم ومِن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين" قال: فقال أبو جعفر "عليه السلام": يا زُرارة إنّه إنّما صَمَد لكَ ولأصحابك، فأمَّا الآخرون فقد فرغَ منهم). حين سلبهم ولاء عليّ وتركهم كالبهائم فقد فرغ منهم..! الصراع هنا.
● قول إبليس (ثُمَّ لآتينهم مِن بين أيديهم ومِن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم) هذه عمليّة إعماء.. إنّه يُعمينا، يُصمّنا.. إنّها الصنميّةُ القاتلةُ، إنّه يُغلق عليكم منافذ التفكير، ويُوجّه عقولكم إلى جهة واحدة، إلى شخص واحد (إيّاك أن تنصِبُ رجُلاً دُون الحُجّة فتُصدّقه في كلّ ما قال وتدعو الناس إلى قوله)!
● رواية أخرى أيضاً في [تفسير البرهان: ج3]:(عن أبي بصير عن صادق العترة قال الصراط الذي قال إبليس لأقعدنّ لهم صراطك المُستقيم : قال: هو عليّ)