{كلّا إذا بلغتْ التراقي* وقيل مَن راقِ}
وصف للمقطع

مقطع من برنامج دليل المسافر ح3 http://www.alqamar.tv http://www.almawaddah.be • في الآية 26 بعد البسملة وَما بَعدها: {كلّا إذا بلغتْ التراقي* وقيل مَن راقِ* وظنَّ أنَّهُ الفِراق* والتفَّتْ الساقُ بالساق* إلى ربّكَ يومئذٍ المَساق}. • التراقي جمْعٌ لترقوة وهي أعلى صَدْر الإنسان.. بَلغتْ التراقي: يَعني أنَّ الروحَ في الرَمَق الأخير والنَزَع الأخير. • ● قولهِ : {وقيل مَن راقِ} سُؤالٌ يطرحُ نفسهُ هُنا.. هل هُناك مِن طبيبٍ أو مِن قارئٍ يقرأ الرُقى على هذا المريض يستطيعُ أن يدفعَ الموتَ عن هذا المُحتضِر؟ • ● {وظنَّ أنَّهُ الفِراق} هذا هُو فراقُ عالم الدُنيا، لقد انتهتْ مُدّتنا. • ● {والتفَّتْ الساقُ بالساق} تعبيرٌ كنائيٌّ جميلٌ جدّاً، والمُراد مِنهُ : ساقُ الدُنيا وساقُ الآخرة.. أي التصقتْ الدُنيا بالآخرة، وهُو المضمون الذي تحدّثتُ عنهُ في الحلقتين الماضيتين مِن أنّنا قريبون مِن الجنّة، قريبون مِن النار.. قريبون مِن الآخرة. • ● {إلى ربّكَ يومئذٍ المَساق} المَساقُ هو هذا السَفَرُ الطويلُ البعيد بالنسبةِ لنا.. هذا السَفَر يكونُ قصيراً وسريعاً لِمجموعةٍ مُعيّنةٍ يا ليتنا كُنّا مِنهم.. إنّهم أولياءُ عليٍّ وآلُ عليٍّ الحقيقيّون. • ● {كلّا إذا بلغتْ التراقي} أي حينما تُستَلُّ الرُوح مِن الإنسانِ شيئاً فشيئاً حتّى تصِل إلى أعلى صدْره. • الآياتُ تُخبرنا وبعضُ الذين استطاعوا أن يتحدّثوا وهُم في حالةِ الاحتضار.. فلقد أخبرونا “صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم” وأخبرَ هؤلاءِ المُتحدّثون أيضاً مِن أنّهم يشعرونَ أنَّ الرُوح تُستَلُّ مِنهم استلالاً..! • مع أنَّ الأحاديثَ الشريفة تُخبرنا أنَّ الأرواحَ تُحيطُ بالأبدانِ كالكِلل.. والكِللُ هي جَمْعٌ لِكلّة.. والكِلّةُ هُو هذا القماشُ الشفّافُ الخفيفُ الرقيق الذي يُنصَبُ تارةً على الأسرّةِ وتارةً على العُروشِ وتارةً في مَواطن الراحةِ والاستجمام.. هذا الذي يُوضَعُ على الإنسانِ حينما ينامُ دفعاً للحشراتِ ودَفْعاً. • فإنَّ الأرواح تُحيطُ بالأبدانِ كالكِلل، ولكنَّ الإحاطةَ هذهِ تَجعلُ الإحاطةَ مُرتبطةً بالأجسادِ بما يَشبهُ الأشعّةَ التي تَصدرُ مِن مصباحٍ أو مِن مَصدرٍ مِن مصادر الإضاءة بحيث أنّها تتلامسُ مع أجسامنا وأجسادنا

المجموع :2696