الصحابة يُسيئون الأدب بعضهم مع البعض الآخر.. فكيف يكونون قُدوةً لغيرهم؟! لقطة من ٱجتماع السقيفة
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 11 ] 
✤ وقفة عند [تأريخ الطبري: ج2] والحديث عن أجواء سقيفة بني ساعدة. في صفحة 516 أنقل لكم هذه الّلقطة: 
(فأقبل الناس مِن كلّ جانب يُبايعون أبا بكر، وكادوا يطئونَ سَعْد بن عبادة لأنّ سعداً رفض أن يُبايع أبا بكر فقال ناسٌ مِن أصحاب سعد: اتّقوا سَعْداً لا تطئُوه، فقال عمر: اقتلوهُ قتلهُ الله! ثُمّ قام عُمر على رأسه، فقال: لقد هَممتُ أن أطأكَ حتّى تَنذُرَ عضُدك. فأخذ سعد بليحة عمر، فقال: والله لو حصصتُ منه شعرة أي أزلتَ منه شعرة ما رجعتَ وفي فيك واضحة أي الأسنان التي تقع في مُقدّمة الفك فقال أبو بكر: مهلًا يا عمر ! الرفق ها هنا أبلغ. فأعرض عنه عمر..)!
هذا أسلوب التفاهم بين كبار الصحابة مِن المهاجرين والأنصار.. فسعدُ بن عُبادة مِن كبار الأنصار، وعُمر بن الخطّاب مِن كبار المُهاجرين!
فهل هذا هو الأسلوب الحَضاري الذي يُريد الصحابة أن ينقلوهُ إلينا كي نتأسّى بهم؟ هذه أسئلة تطرحُ نفسها بنفسها.
● هؤلاء كبار الصحابة الذين أساءُوا الأدب مع رسول الله، ومنعوه مِن كتابة كتاب الهداية مِن الضلال لِهذه الأمّة، هؤلاء في أعناقهم كُلّ الضلال الذي أصاب الأمّة.. ومِن هنا ورد عندنا في روايات أهل البيت (ما أُهريقتْ مَحجمةٌ مِن دم، ولا قُرعتْ عصا بعصا، ولا غُصِبَ فرجٌ حرام، ولا أُخذ مالٌ مِن غير حلّه، إلّا وِزْر ذلك في أعناقهما) لأنّهم هُم الذين منعوا النبيّ مِن أن يكتبَ الكتاب العاصم للأُمّة (مَن سنّ سُنّةً سيّئة فعليهِ وِزرها ووِزر مَن عمِل بها إلى يوم القيامة). وهؤلاء سنّوا سُنّة سيّئة حين منعوا رسول الله أن يكتب الكتاب العاصم!
● حتّى لو أردنا أن نُعطي للصحابة عُذراً مِن أنّهم كانوا مُرتبكين بسبب أنّ رسول الله سيُفارق الحياة.. هُم عقدوا السقيفة قبل أن يُدفَن رسول الله "صلّى الله عليه وآله".. فلو حاولنا أن نبحث لهم عن عُذر، وقُلنا أنّهم مُهتمّون لأمر الإسلام والمُسلمين، وهذا التخاصم كان ارتباكاً بسبب ضغط الظروف.. فإنّنا نجد أنّه بعد أن صار أبو بكر خليفة، وبعده عُمر.. حين تمّ اغتيال عُمر بن الخطّاب، ونصب الشُورى العُمريّة.. فكيف كانت هذه الشُورى؟