ثُمَّ أَخْرَجَ الـمِثَالَ الجَدِيد عَلَى العَرَبِ شَدِيْد
وصف للمقطع

في الجزء الثاني والخمسين من (بحار الأنوار) للمجلسي/ طبعةُ دارِ إحياء التراث العربي/ صفحة 318/ إنَّهُ الحديثُ الثامن عشر: بِسَندهِ، عَن رُفَيْدٍ مَوْلَى أَبِي هُبَيْرَة، عَن إِمَامِنَا الصَّادق - سآخذُ من الحديثِ موطن حاجتي الَّتي ترتبطُ بموضوعِ هذهِ الحلقة - قَالَ لِي: يَا رُفَيْد كَيْفَ أَنْتَ إِذَا رَأَيْتَ أَصْحَابَ القَائِمِ قَدْ ضَرَبُوْا فَسَاطِيْطَهُم فِيْ مَسْجِدِ الكُوْفَة - الفساطيطُ يعني الخيام، إنَّها الخيامُ الكبيرةُ، وماذا بعد؟ - ثُمَّ أَخْرَجَ - الإمامُ - الـمِثَالَ الجَدِيْد - هذا هوَ البرنامجُ المتكاملُ يُخرجِهُ لِنُخبةِ أصحابهِ كي يشرحهُ لهم وبعدَ ذلكَ هُم ينقلونَهُ تبليغاً وتطبيقاً في الشيعةِ أوَّلاً، وفي الأرضِ ثانياً، وبعدَ ذلكَ حيثما ما امتدَّ مشروعهُ في هذا الكون العظيم.

هذهِ الفساطيطُ تضربُ في مسجدِ الكوفة في داخل المسجد هناكَ فساطيطُ ستضربُ بجانب المسجد، تلكَ الفساطيطُ لأبناء العجمِ: (كَأَنِّي - أميرُ المؤمنين يقول - كَأَنِّي بِأَبْنَاء العَجَمِ - إنَّهم أبناءُ الفُرس - يَضْرِبُونَ فَسَاطِيْطَهُم عَلَى أَبْوَابِ مَسْجِدِكُم هَذَا - على أبواب المسجد، والمسجدُ له عِدَّةُ أبواب - يُعَلِّمُونَ أَوْلَادَكُم القُرْآنَ كَمَا نَزَل)، لأنَّكم يا شيعة العراقِ لا تعرفون القُرآن كما نزل، هكذا عَلَّمتكم حوزة النجف، هكذا علَّموكم، هذه فساطيطٌ عندَ أبوابِ المسجد حول المسجد، فساطيطُ أبناء العجم، فساطيطُ النُّخبةِ مِن أصحابِ القائم سَتُقامُ داخل المسجد، ولذا فإنَّ الإمام سيُخرِجُ لهم المثالَ الجديد.

وما تعليمُ أبناء العجمِ لأبناء العربِ من شيعة العراق القُرآن كما نزل إلَّا جُزءٌ من هذا البرنامج الجديد - ثُمَّ أَخْرَجَ الـمِثَالَ الجَدِيد - الكلمةُ هنا مهمّةٌ - عَلَى العَرَبِ شَدِيد - على العربِ الشيعةِ بالدرجةِ الأولى.

في غَيْبَةِ النُّعماني أيضاً، صفحة (333)، الحديثُ الرابع: بِسَندهِ، عَن عَلِيٍّ بن عُقبَة بنِ خَالِد، عَن إِمَامِنَا الصَّادِق صَلَواتُ اللهِ عَلَيه: كَأَنَّي بِشِيْعَةِ عَلِيٍّ فِي أَيْدِيْهِم الـمَثَانِي يُعَلِّمُونَ النَّاسَ الـمُسْتَأْنَف - المثاني قد يكونُ عُنواناً للقُرآنِ كُلِّه، وقد يكونُ عُنواناً لسورةِ الفاتحة، وقد يكونُ عُنواناً لجزءٍ من القُرآن، الَّذي يبدو مِن النَّصِّ فإنَّ المثاني هنا: عنوانٌ لحقائقِ القُرآن والَّتي ستتجلَّى في هذا البرنامجِ الجديد، في هذا المثالِ الـمُستأنف.

هذا التعبيرُ من الإمام الصَّادقِ: (كَأَنِّي بِشِيْعَةِ عَلِيٍّ) هذا التعبيرُ يُريدُ أن يُلْفِتَ أنظارنا إلى أنَّ الشِّعارَ الرَّئيسَ في البرنامجِ المهدويّ هو هذا: (الدَّعوةُ إلى مُوالَاةِ عَلِيٍّ والبراءةِ مِن عَدوُّهِ)، هذا هو الشِّعارُ الرَّئيسُ، (يَا لَثَارَات الحُسَين) هذا شِعارٌ حركيٌّ.

الشِّعارُ العقائديُّ الستراتيجيُّ الرَّئيسُ للمشروعِ المهدويّ: (مُوالاةُ عَلِيٍّ وَأَوْلِيَائهِ وَالبَرَاءةُ مِن أَعْدَائِهِ)، هذا هو الشِّعارُ الرَّئيس.
وبرنامجُ الحُجَّةِ بن الحسن مبنيٌّ من أوَّلِ حرفٍ فيه إلى آخرِ حرفٍ فيه على هذهِ القاعدة.

مِن هُنا فإنَّ اليمانيَّ الَّذي هو مُقدِّمةٌ للحُجَّةِ بن الحسن، أهمُّ صفةٍ فيه: (يُوَالِي عَلِيَّاً)، تمهيدٌ للقيادةِ القادمةِ لقيادة الكونِ القادمة، فقائدُ الكونِ القادم يُوالي عليَّاً، أساسُ برنامجهِ أساسُ مشروعهِ مُوالاةُ عليٍّ والبراءةُ مِن عدوُّهِ.

صفحة (334)، الحديثُ السادس: عَنْ جَعفر بن يَحيى، عَن أَبِيه، عَن إِمَامِنَا الصَّادِقِ صَلواتُ اللهِ وسَلامهُ عَلَيه: كَيْفَ أَنْتُم لَوْ ضَرَبَ أَصْحَابُ القَائِمِ الفَسَاطِيْطَ فِي مَسْجِدِ كُوْفَان؟ ثُمَّ يُخْرِجُ إِلَيْهِم - الإمام - الْمِثَالَ الْمُسْتَأْنَف - الإمامُ يقول: أَمْرٌ جَدِيْد عَلَى العَرَبِ شَدِيْد - يُطرَحُ على العرب الشيعة.

من هنا عليكم أن تعرفوا قيمةَ برامجِ قناة القمر، لأنَّها تعرِضُ لكم دين العترة، لا كما يقولُ لكم كذَّابو النَّجف من أصحاب العمائمِ الكبيرة؛ مِن أنَّ الَّذي يُعرَضُ في قناةِ القمر هو دِينُ الماسونيَّة، هذا هو دينُ العترة، وهذهِ أحاديثُ العترة، لا تُنْصِتوا لهؤلاء السَّفَلةِ الكذَّابين، مِن أصحابِ العمائمِ الإبليسيَّةِ العباسيَّةِ الكبيرة.

جزءٌ من التمهيدِ لإمامِ زماننا أن نُمَهِّدَ أنفُسنا، كيفَ نُمَهِّدُ أنفُسنا لهُ؟ أن نُمَهِّدَ أنفُسنا بتثقيفها وبتعليمها، أن نُعلِّمها معارفَ أهلِ البيت، وهذا ما تُقدِّمهُ لكم قناةُ القمر، تابِعوا هذهِ البرامج وتعلَّموا ثقافة أهلِ البيت.

المجموع :2701