سُنَّةُ التدافُع في الاية الكريمة ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ﴾
وصف للمقطع

الآيةُ الأربعون بعد البسملةِ من سورة الحج جاء فيها: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ﴾، إنَّها سُنَّةُ التدافُع هذا الَّذي يتحدَّثونَ عنهُ في أيَّامنا ما يُصطلحُ عليهِ "بصِدَام الحضارات"، وقد يُعبَّرُ عنهُ "بصراع الحضارات"، فتارةً يعلو هذا الطرف وأخرى يذهبُ نازلاً هابطاً، فيعلو ذلك الَّذي يجلس في الحاشية ويذهبُ الَّذي كان جالساً في المتن، إنَّها عمليّةُ سَوط القِدر كما وصفتها الرواياتُ والأحاديث حتَّى يعودَ أعلاكُم أسفلَكم وأسفلُكم أعلاكم، 

﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً﴾، الَّذي يظهرُ على خشبة المسرح هو التدافع التصادم، لكنَّ الَّذي في الكواليسِ هو هذا؛ المحافظة على هذه الصوامعِ والبِيَعِ والصَّلواتِ والمساجد حيثُ يُذكَرُ فيها اسمُ الله كثيرا.

دَقِّقوا النظر في تعبير الآية:

- ما قالت الآيةُ يُذكَرُ فيها الله كثيراً.

- قالت: (يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً).

اسم الله مَن؟ إنَّهُ الحُجَّةُ بنُ الحسن صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه.

ألا تتلمَّسون مِن أنَّ كُلَّ المؤسَّساتِ الدِّينيَّة في زماننا هذا بدأت تبحثُ عن مستقبل العالمِ وعن الأيَّامِ القادمةِ الموعودة كما يُسمّونها كُلٌّ بحسبهِ، كُلٌّ على هواه وكُلُّ حزبٍ بما لديهم فَرحون، مثلما نحنُ فَرِحون بما عندنا الآخرون فَرِحون بما عندهم - وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾، النصرُ في آخر الأمرِ سيكونُ لاسم الله.

المجموع :2701

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق