عليٌّ عليه السلام: وَآخَرُ قَدْ تَسَمَّى عَالِمَاً وَلَيْسَ بِه
- طول المقطع : 23:52
- مقطع من برنامج : الخاتمة_257 - يا امام هل من خبر ج28 - المشروع المهدوي ما بين التعظيم والتقزيم ق3
وصف للمقطع
في نهج البلاغةِ الشريف، طبعةُ دار التعارُف للمطبوعات/ بيروت - لبنان/ من الخُطبةِ السابعةِ والثمانين من خُطَبِ سَيِّدِ الأوصياء وهُو يُحدِّثنا عن رَجُلِ الدِّينِ الحمار فماذا يقول؟: وَآخَرُ قَدْ تَسَمَّى عَالِمَاً وَلَيْسَ بِه - هو سَمَّى نفسهُ وأتباعهُ سَمّوه، وما هو بعالِـم إنَّهُ حمار - فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِنْ جُهَّال - أخذَ من الحمير الَّذينَ قبلهُ من آياتِ اللهِ العظمى.
صَدِّقوني سأنقلُ لكم كلاماً نُقِل لي هذهِ الأيَّام:
حينما كُنتُ أُحدِّثكم عن الولاية التَّكوينيَّة وعن الولايةِ الكونيَّة لـمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ في مجموعة الحلقات الَّتي تحدَّثتُ فيها عن إسحاقَ الفيَّاض، جميعُهم يُتابِعُون البرنامج ومن جُملتهم بشير النَّجفي، كانَ يُتابعُ الحلقاتِ يوماً بعدَ يوم، وهو يُتابِعُ الحلقة الآن، كما أنَّ الجميعَ يُتابِعونَ هذهِ الحلقات، بعدَ أن اكتملت الحلقة وكانَ في مكتبهِ جمعٌ من خواصَّهِ، ودارَ الحديثُ حولَ ما تحدَّثتُ به، كلامٌ فيهِ تفصيل، هُو قال لهم بعد أن أبدى إعجابهُ بما تحدَّثتُ بهِ في إثباتِ وبيانِ وشرحِ الولايةِ التَّكوينيَّةِ والولايةِ الكونيَّة للإمامِ المعصوم، وتساءل الَّذين كانوا في مجلسهِ: من أين آتي بهذهِ المعارف؟ ولماذا المراجعُ والعُلماءُ في حوزةِ النجفِ لا يملكونَ هذهِ المعارفَ وهذهِ المعلومات؟ ماذا قال لهم بشير النجفي؟
أنا أقولُ هذا الكلام بملء فمي لأنَّني مُتأكدٌ مِمَّا أقول، قال لهم: الدروس والكُتب والمنهج الَّذي نعرفهُ في حوزتنا هذا الرجلُ يعرفه أيضاً، ولكنَّ المعارف الَّتي عنده نحنُ لا نمتلكها، لماذا؟ هذا الرجلُ سَلَّمَ نفسهُ لحديثِ أهلِ البيت، ونحنُ سلَّمنا أنفُسنا لأساتذتنا، للعُلماء الَّذين سبقونا، هذا هو السَّبب، فهذا الرجلُ - يُشير إليَّ - سَلَّمَ نفسهُ لحديثِ أهل البيت ولم يُسلِّم نفسهُ لأيِّ شخصٍ كانَ في الوسط الشيعي، سَلَّم نفسهُ لحديثِ أهل البيت، أمَّا نحنُ فقد سَلَّمنا أنفُسنا لأساتذتنا ولعلماء الشيعةِ الَّذين سبقونا، والرجلُ صادقٌ بدرجةِ مئةٍ بالمئة.
أعودُ إلى كلامِ أمير المؤمنين - فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِنْ جُهَّال - سَبَقوه، مِن جُهَّالٍ سبقوه - وَأَضَالِيْلَ مِنْ ضُلَّال - مِن ضُلَّالٍ سَبَقوه وتركَ حديثَ العترة - وَنَصَبَ لِلنَّاسِ أَشْرَاكَاً - رِسالةً عمليَّةً وكتاباً في العقائد - مِنْ حَبَائِلِ غُرُور وَقَولِ زُوْر، قَدْ حَمَلَ الكِتَابَ عَلَى آرَائِهِ - لأنَّهُ نَقَضَ بيعةَ الغدير وما التزم بمواثيقها؛ أن يأخذ التفسير من عليٍّ وآلِ عليّ، هذا حالُ جميع مراجع الشيعة منذُ الطوسي وإلى السيستاني وإلى الَّذين سيأتون من بعده - وَعَطَفَ الحَقَّ - العقائدَ - وعَطَفَ الحَقَّ عَلَى أَهْوَائِهِ يُؤْمِنُ النَّاسَ مِّنَ العَظَائِم - إنَّهُ يقولُ لهم مِن أنَّ أعداءَ أهلِ البيت أنْفُسُنا إخواننا يُهَوِّنُ العظائم - وَيُهَوِّنُ كَبِيْرَ الجَرَائِم، يَقُولُ أَقِفُ عِنْدَ الشُّبُهَات - الأخ مُتوقِّف مُحتاط من جوّه - وَفِيْهَا وَقَع، وَيَقُولُ أَعْتَزِلُ البِدَعَ وَبَيْنَهَا اِضْطَجَع - هذهِ هي البِدَع، أصلُ الحق في الدِّينِ أن يكونَ لهُ أصلٌ واحد هُو الإمام، أمَّا أن يكون للدِّينِ أُصولٌ خمسة فهذهِ هي البِدَع - فَالصُّوْرَةُ صُوْرَةُ إِنْسَان وَالقَلْبُ قَلْبُ حَيْوَان - هذا هو البشرُ الحمار، هذا هو مرجعُ الدِّينِ الحمار الَّذي يصنعُ أفراد المجتمع الحمار عِبر برنامجِ صناعة الفردِ الحمار.—لَا يَعْرِفُ بَابَ الْهُدَى فَيَتَّبِعَه وَلَا بَابَ العَمَى فَيَصُدّ عَنْه - لأنَّهُ حِمار - وَذَلِكَ مَيِّتُ الأَحْيَاء.
وقد مرَّ علينا في الآيةِ الثانيةِ والعشرين بعد المئةِ بعد البسملةِ من سورةِ الأنعام: ﴿ أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتَاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ - برنامجُ صناعة الفردِ الإنسان - كَمَن مَّثَلُهُ فِيْ الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا﴾، برنامجُ صناعةِ الفردِ الحمار، تُلاحظونَ؛ أنَّ قُرآنهم، أنَّ أحاديثهم، أنَّ خُطبهم، أنَّ كلماتهم، تجري في مجرىً واحد، ألا لعنةٌ على منهجِ الحمير، ألا لعنةٌ على منهجِ البهائم، منهجِ الأسانيد والرجال، منهج الطوسي، منهجِ مراجعِ النجف.
يستمرُّ أميرُ المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه فيقول: فَأَيْنَ تَذْهَبُون فَأَيْنَ تَذْهَبُون - يا أيُّها الَّذين تقولون إنَّنا شيعةٌ - فَأَيْنَ تَذْهَبُون وَأَنَّى تُؤْفَكُون وَالأَعْلَامُ قَائِمَة - آلُ مُحَمَّدٍ وضعوا لكم الأعلام، وضعوا لكم الأدلَّةَ والبراهين، لماذا تذهبون إلى الأشاعرةِ والمعتزلة؟ لماذا تذهبونَ إلى الصوفيَّةِ والقُطبية؟ - وَالآيَاتُ وَاضِحَة وَالْمَنَارُ مَنْصُوبَة - "يَا عَلِيّ يَا عَلِيّ أَنْتَ أَصْلُ الدِّين وَمَنَارُ الإِيْمَان وَغَايَةُ الهُدَى" - فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُم وَكَيْفَ تَعْمَهُون وَبَيْنَكُم عِتْرَةُ نَبِيِّكُم وَهُم أَزِمَّةُ الحَق وَأَعْلَامُ الدِّيْن وَأَلْسِنَةُ الصِّدْق - ألسنةُ الصِّدق إنَّهُ الحديث (كَلامُكُم نُوْر) - فَأَنْزِلُوهُم بِأَحْسَنِ مَنَازِلِ القُرَآن - كيف نُنزلهم بأحسنِ منازلِ القُرآن ونحنُ لا نأخذُ تفسيرَ القُرآنِ منهم؟ علينا أوَّلاً أن نلتزم ببيعةِ الغدير، وأن نكون أوفياءَ لِمواثيقها وبمواثيقها، ومن أهمِّ مواثيقها أن نأخذ التفسير من عليٍّ وآلِ عليّ.
-وَرِدُوهُم وُرُودَ الهِيْمِ العِطَاش - الهِيْمُ العِطاش؛ الإبلُ العطشى، الإبلُ العطشى تصبرُ على العطش ولكنَّها إذا اقتربت من الماء اقتتلت بجنونٍ على الماء، أميرُ المؤمنين هكذا يطلبُ منَّا: أن نقتتلَ على أفنيتهم، أن نتسابقَ إلى أفنيتهم، مثلما تفعلُ الهِيمُ العِطاش حينما ترى الماء بعد عطشٍ طويل.
هذا هو برنامجُ قناةِ القمر ولهذا السَّبب فإنَّ حوزة النَّجف أصحابَ العمائمِ العبَّاسيَّةِ الإبليسيَّة يُحارِبونَ هذا المنهج، هذا منهجٌ التَّعظيم هنا في قناةِ القمر، وهُناكَ منهجُ التَّقزيم عند مراجع النجف، وأنتم بالخَيَارِ يا أيُّها الَّذين تقولونَ إنَّنا شيعةٌ للحُجَّةِ بنِ الحسن، أنتم بالخيارِ بَينَ منهجِ التَّعظيمِ في قناةِ القمر وبين منهج التَّقزيمِ في حوزة النجف.
- أَيُّهَا النَّاس، خُذُوهَا عَنْ خَاتَمِ النَبِيِّين صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وَسَلَّم - أميرُ المؤمنين يُحدِّثُنا عن رسول الله - إِنَّهُ يَمُوْتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا وَلَيْسَ بِمَيِّت - الْمَيِّتُ مَيِّتُ الأحياء؛ ذلك الَّذي صُورتُهُ صُورةُ إِنْسَان وَقَلْبُهُ قَلْبُ حَيْوَان وذَلِكَ مَيِّتُ الأحياء - وَيَبْلَى مَنْ بَلِي مِنَّا وَلَيْسَ بِبَالٍ فَلَا تَقُولُوا بِمَا لَا تَعْرِفُون فَإِنَّ أَكْثَرَ الحَقِّ فِيْمَا تُنْكِرُون.