عليٌّ عليه السلام: وَلَعَمْرِي لَيُضَاعَفَنَّ عَلَيْكُم التَّيْه مِنْ بَعْدِي أَضْعَافَ مَا تَاهَت بَنُو إِسْرَائِيل
الكافي

عليٌّ عليه السلام: وَلَعَمْرِي لَيُضَاعَفَنَّ عَلَيْكُم التَّيْه مِنْ بَعْدِي أَضْعَافَ مَا تَاهَت بَنُو إِسْرَائِيل

وصف للمقطع

في الجزء الثامن من الكافي الشريف/ طبعةُ دار التعارف/ بيروت - لبنان/ الصفحةِ الثانيةِ بعدَ المئتين/ الحديثُ السادسُ والخمسون بعدَ الثلاثمائة: بِسَندهِ - بِسند الكليني المتوفّى سنة (328) للهجرة، قبل انتهاءِ الغَيْبةِ الأولى - بسندهِ - بسندِ الكُليني - عَن الحَارِث بنِ المغِيرَة، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلْكِ بن أَعْيَن - هذا أخٌ لِزُرارة - يَسَألُ أَبَا عَبد اللّه - يسألُ الصَّادق صلواتُ اللّهِ عليه - فَلَمْ يَزَلْ يُسَائِلُهُ حَتَّى قَالَ: فَهَلَكَ النَّاسُ إِذَاً - عبدُ الـمَلك كانَ يسألُ الإمامَ الصَّادِقَ عَمَّا جرى بعدَ قَتلِ رَسول اللّه بعدَ أنْ قَتلُوهُ مَسمُوماً نِساءٌ مِن بَيتهِ معَ رِجالٍ من الصحابةِ تعاونوا على قَتلِه قَتلوهُ مَسموماً، الإمامُ هكذا قال: إِيْ وَاللّهِ يَا ابْنَ أَعْيَن فَهَلَكَ النَّاسُ أَجْمَعُون، قُلتُ - مِنَ السياقِ يبدو أنَّ القائل هو الحارِثُ بنُ المغيرة لأنَّهُ سَمِعَ الكلامَ فَتَدَخَّلَ قائلاً - قُلتُ: مَن فِي الْمَشْرِقِ وَمَنْ فِي الْمَغْرِب؟! - الإمامُ هكذا قال: إِنَّهَا فُتِحَت بِضَلال، إِي وَاللّهِ لَهَلَكُوا - هَلَكوا جَميعاً مَن في المشرقِ ومَن في المغرب.

قد يقولُ قائلٌ: ما قامت عليهِم الحُجَّةُ الَّذين في مَشرق الأرضِ وفي مَغرِبها، صحيحٌ هذا لا يُعاقبون على هذا، ولكنَّهم هَلَكُوا لأنَّ الدِّينَ لن يَصل إليهم، وإذا وصلَ إليهم سيصلُ دِينَ ضلال، لأنَّ برنامج الغديرِ لم يُطبَّق، الأُمَّةُ الخائنةُ الملعونةُ غدرت ببرنامج الغدير، مِن هُنا جاءَ الهلاكُ لِمَن في المشرقِ ومَن في المغرب.

- إِي وَاللّهِ لَهَلَكُوا إِلَّا ثَلَاثَة - الثلاثةُ الأوائلُ النَّاجون: الْمُحَمَّدِيُّ سَلْمان، وَالْمِقْدَادُ الصَّبُور، وَلِسَانُ الصِّدْقِ أبو ذَرّ، هؤلاءِ هُمُ النَّاجون، الثلاثةُ العُظماءُ الأوائل مِن صَحابَةِ رسول اللّه..

"فُتِحَت بِضَلال"؛ الضلالُ مَفتوحٌ على طول الخط، نحنُ بحاجةٍ يا أيُّها الشيعةُ إلى أن نَعرِفَ العلاماتِ الصحيحةَ في هذا الطريق، حدِيثُنا عن الأجواءِ المهدويّةِ، عن العبّاسيّينَ القُدماء، وعن العبّاسيّينَ الجُدُد وعن سائر الموضوعات الأخرى لأجلِ أن نتلمَّسَ علاماتِ المسير الصحيحة، إنَّها فُتِحت بضلال ولا زالت مفتوحةً لَنْ تُغلَقَ إلَّا عِندَ ظُهورِ إمام زماننا..

في المصدرِ نفسهِ، الجزء الثامنِ مِن (الكافي الشريف)، الصفحةِ التاسعةِ والخمسين مِن خُطبةٍ مِن خُطَبِ أميرِ المؤمنين صلواتُ اللّهِ عليه، الخطبةُ طويلةٌ بدايتُها في الصفحةِ السابعةِ والخمسين بالرَّقم الثاني والعشرين من أرقام الحديثِ والروايات، الإمامُ يقول: وَلَعَمْرِي - وهو يُخاطِبُنا، يُخَاطِبُ الشيعة الَّذينَ يقولونَ نحنُ شِيعةٌ - وَلَعَمْرِي لَيُضَاعَفَنَّ عَلَيْكُم التَّيْه - الأَئِمَّةُ يُقْسِمُون ويستعملونَ حُروفَ التوكيد؛ (إِي وَاللّهِ لَهَلَكُوا)، قَسَمٌ معَ لام التوكيد، يُؤكِّدونَ لنا هذهِ المضامين، هذهِ المضامينُ ستقع - مِنْ بَعْدِي أَضْعَافَ مَا تَاهَت بَنُو إِسْرَائِيل - بَنُو إسرائيل تاهوا أربعينَ سنة، تاهوا ومَا شَخَّصوا طريقَهُم، أمَّا نَحنُ فإنَّ تَيْهَنا بدأ مُنذُ سنة (448) للهجرة، حينما تأسَّسَ المذهبُ الطوسيُّ بشكلٍ رسميٍّ في النَّجف ولا زالَ يَنْهَشُنا، فنحنُ يا أيُّها الشيعةُ بحاجةٍ أن نَعرِفَ علامات المسير.

أمير المؤمنين أيضاً يقولُ لنا في (نهج البلاغة الشريف)، طبعةُ دار التعارف، بيروت، لبنان، الصفحةِ السادسةِ والأربعين بعدَ المئة من الخطبةِ السابعةِ والأربعين بعد المئة: وَاعْلَمُوا أَنَّكُم لَنْ تَعرِفُوا الرُّشْدَ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي تَرَكَه - لابُدَّ أن تَعرِفوا العبّاسيّينَ القُدَمَاء، ولابُدَّ أن تعرفوا العبّاسيّينَ الجُدُد حتَّى تستطيعوا أن تتحرّكوا في طريقِ خِدمَتِكم لإمامِ زمانكم، حتَّى تتمكَّنوا مِن النَّجاةِ مِن هذا التَّيه المضاعف، (لَنْ) إنَّهُ نفيٌ تأبيدي - وَلَنْ تَأخُذُوا بِمِيثَاقِ الكِتَابِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي نَقَضَه - لابُدَّ مِن مَعرفة الأشخاص وبالتفصيل، ولابُدَّ مِن مَعرفةِ ما فعلوا وإلَّا لَنْ نَهتديَ الطريقَ السليم - وَلَنْ تَمَسَّكُوا بِهِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي نَبَذَه، فَالْتَمِسُوا ذَلِكَ مِن عِنْدِ أَهْلِه - إنَّهُم مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّد، اعرفوا الموازين، وتَعلَّموا أحاديثَهُم حتَّى تَتمَكَّنوا من معرفةِ العلامات الصَّحيحةِ في سَيرِكم في طريق الحَقّ، هذا هو الَّذي أُحاوِلُ أن أقومَ بهِ عِبرَ قناة القَمَرِ الفضائيّة وعِبرَ أنشطةِ مُؤسَّسة القَمَرِ للثقافةِ والإعلام.

المجموع :2701

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق