قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِيْنَ أَعْمَالاً
- طول المقطع : 17:27
- مقطع من برنامج : الخاتمة_257 - يا امام هل من خبر ج28 - المشروع المهدوي ما بين التعظيم والتقزيم ق3
وصف للمقطع
• بشكلٍ سريعٍ أشيرُ إلى أبرزِ ملامحِ المجتمعِ الحمار وأبرزِ ملامحِ المجتمعِ الإنسان.
من أبرزِ ملامحِ المجتمعِ الحمار:
وأتحدَّثُ هنا عن أفرادِ المجتمع عن الأتباع لا عن المراجعِ، لا عن القيادةِ وإنَّما عن الأتباع؛
الآيةُ الثالثةُ بعدَ المئةِ بعدَ البسملةِ من سورةِ الكهف والَّتي بعدها ترسمُ لنا مَلْمَحَاً مِن أبرزِ ملامحِ المجتمعِ الحمار فيما يرتبطُ بالأتباع: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِيْنَ أَعْمَالاً﴾، الأَخْسَرون، هُناكَ الخاسِر، وهُناكَ أَخسَرُ مِنَ الخاسِر، وهُناكَ الأخْسَر، ولا يوجدُ تعبيرٌ وهيئةٌ لُغويّةٌ تعبيريّةٌ عن شِدَّة الخسارةِ أقوى وأشدّ من هذا التعبير، والخاسِرُ هو الَّذي يكونُ خَاسِراً لعقلهِ وخَاسِراً لدينهِ وخَاسِراً لِمصيرهِ وعاقبتهِ، وهذا هُو الأخسرُ الَّذي تتحدَّثُ آياتُ القُرآنِ عنه، إنَّهم أفرادُ المجتمع الحمار الَّذيْنَ صُنِعوا عِبْرَ برنامجِ صِناعةِ الفردِ الحمار الَّذي نفَّذهُ فيهم رجُل الدِّين الحمار، مرجعُ الدِّين الحمار - قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً - مَن هُم؟ - الَّذِيْنَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِيْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعَاً﴾، أوضحُ مصاديقِ هذهِ الآية مراجعُ النَّجف، تركوا بيعة الغدير، تركوا حديثَ العترة، تركوا تفسيرَ عليٍّ وآلِ عليٍّ، تركوا فقه الصَّادِق، وذهبوا إلى سقيفةِ بني ساعدة، وصنعوا لهم ديناً من قذاراتِ سقيفةِ بني ساعدة وقذاراتِ الأشاعرةِ والمعتزلة، ولا زالوا إلى يومنا هذا يجمعونَ مزابلَ الصوفيَّةِ ومزابلَ القُطبيِّين، وفي الوقتِ نفسهِ يبتعدونَ يوماً بعدَ يوم، يبتعدونَ بشكلٍ واضحٍ وبَيِّنٍ، يبتعدونَ عن إمامِ زمانهم ويرتكسونَ في قذارات النَّواصبِ مِن أعداء الحُجَّةِ بنِ الحسن، هذا واقعُ الأتباع.
أمَّا واقعُ المراجعِ والقيادةِ والعُلماء:
في سورة الأعراف، الآيةِ التاسعةِ والسبعين بعد المئةِ بعد البسملة: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيْرَاً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ - ما هي أوصافُهُم؟ - لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا - هُم يقولونَ نحنُ فقهاء، ولكنَّهم لا يفقهون - وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا - هم يقولونَ نحنُ نُبصِر - وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾، غَافِلونَ عن إمامِ زمانهم.
ولذا فإنَّ الآية الَّتي تأتي بعدَ هذهِ الآية: ﴿وَلِلّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا - إمامنا الصَّادِقُ يُقْسِم: "وَاللهِ نَحنُ الأَسْمَاء الحُسْنَى" - وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ﴾، الَّذينَ يجعلونَ أسماءَ اللهِ بحدودِ الألفاظِ فقط، مثلما يفعلُ نواصبُ سقيفةِ بني ساعدة مراجعُ سقيفةِ بني طوسي كذلك، فهؤلاءِ هُمُ الَّذين يُلْحِدونَ في أسماءِ الله، الأسماءُ الحقيقيَّةُ مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّد، النَّواصبُ يُلحِدونَ فيها يجعلونَ أسماء الله بحدودِ الألفاظِ فقط، وكذلك نواصبُ سقيفةِ بني طوسي يفعلون هذا، قبل هذهِ الآية ماذا حدَّثتنا سُورةُ الأعراف؟
حدَّثتنا عن بلعمَ بن باعوراء، في الآيةِ الخامسةِ والسبعين بعدَ المئةِ بعدَ البسملة: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ - في برنامجِ صناعةِ الفردِ الحمار - فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ۞ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا - ببرنامجِ صناعةِ الفردِ الإنسان - وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ - هو الَّذي ذهبَ باتجاهِ برنامجِ صناعةِ الفرد الحمار، بل باتجاهِ برنامجِ صناعة الفرد الكلب - فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِيْنَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا - وآياتنا مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّد المعنى الأوّل - فَاقْصُصِ الْقَصَصَ - هذا أمر من الله أنْ تحدَّثَ عن هذا الكلب - لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ۞ سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِيْنَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُون ۞ مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون - ومرَّ الكلامُ عن الأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً - وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا - من نفسِ هذهِ المجموعة، مِن مجموعةِ الفرد الكلب، ونحنُ عندنا تجربةٌ في الواقع الشيعي (الواقفةُ) كِبارُ مراجع الشيعةِ زمن إمامنا الكاظم، إمامنا الكاظِمُ كان يقولُ للبطائني قبل استشهادهِ قبل أن يُستَشهدَ إمامنا الكاظِم كان يقولُ للبطائني الَّذي كانَ من كِبارِ مراجع الشيعة آنذاك يقول لهُ: (يَا عَليّ - هو عليُّ البطائني - يَا عليّ أنتَ وَأصحَابُك أشباهُ الحَمِير)، وبعدَ ذلك ذهبوا في برنامجِ صناعةِ الفرد الحمار وصنعوا ما صنعوا في بدعةِ الواقفة، فذهبوا بعيداً مُرتكسين في ضلالهم، هكذا وصفهم إمامنا الرِّضا صلواتُ الله عليه: (بِالكِلابِ الممطورة)، فهم أسوأ من بلعم هذا، الآيةُ وصفتهُ بالكلب، أمَّا كبارُ مراجعِ الشيعة وصفهم إمامنا الرِّضا بالكلابِ الممطورة وهذا مثلٌ أسوأُ من مَثَلِ الكلبِ هنا في سورة الأعراف.
هذهِ شرائطُ المرجعيَّةِ بحسبِ حوزة الطوسي - لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾، هذهِ مواصفاتُ مرجع التقليدِ في حوزةِ الطوسي، القُرآنُ يُحدِّثنا بلسان الحقيقةِ.
وفي سورةِ الفرقان، الآيةِ الرابعةِ والأربعين بعدَ البسملة وصفٌ إجماليٌّ للمجتمعِ الحمار للقادةِ المراجعِ والأتباع: ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيْلاً﴾، هذا هو سبيلُ صناعةِ الفردِ الحمار.