كلام عبّاس محمود العقّاد عن نسب حسن البنّا
  • طول المقطع : 00:21:30
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 3 ]
● في الأربعينات أثار الأديبُ المِصري المعروف "عبّاس محمود العقّاد" والذي كان أُستاذاً لسيّد قُطب، في مقالٍ كتبهُ في إحدى الصُحف المعروفة آنذاك، وتحدّث بهذا المضمون في مجالسه وفي أحاديث العاّمة، حينما قال: أنّ حسن البنّا ليس مصرياً.. هو مَغربيٌ أجدادهُ جاؤوا مِن المغرب، وهو يهوديٌ في أصلهِ، وثار جدلٌ في حينها في الأربعينات قبل مقتل حسن البنّا فيما بين العقّاد وأنصار العقّاد على المستوى الفكري، وفيما بين جماعة الإخوان المُسلمين. • ثُمّ ضاع هذا الموضوع، وبعد الأحداث التي جرتْ في مصر عاد الكلامُ مِن جديد في وسائل الإعلام.. لربّما مِن أوائل المجلّات والمطبوعات التي تحدّثتْ عن هذا الموضوع في وقتنا الراهن مجلّة: روز اليوسف. في العدد: 4443 تأريخ الصدور: 2013/8/16
المقال موجود على صفحة (36 37) تحت عنوان: مقالات لمجموعةٍ من أبرز كُتّاب مِصْر القدامى (هؤلاء هم الأخوان) مُصطفى ماهر
من جملة ما جاء في هذا المقال ما جاء منقولاً عن عبّاس محمود العقّاد، يقول:
(عندما نرجعُ إلى الرجل الذي أنشأ تلك الجماعة فنسأل مَن هو جدّهُ، إنّ أحداً في مِصْر لا يعرف مَن هو جدّه على التحديد، وكلّ ما يُقال عنهُ أنّه مِن المغرب، وأنّ والدهُ كان ساعاتي، والمَعروف أنَّ اليهود في المغرب كثيرون، وأنَّ صناعة الساعات مِن صناعاتهم المألوفة، وأنّنا هنا في مِصْر لا نكاد نعرف ساعاتي كان يعمل بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود..)
هذا الكلام أثارته مجلّة روز اليوسف.. ثُمّ ظهر في بعض الكُتب، من هذه الكُتب التي ظهر فيها هذا الكلام كتاب:
[القبضة السرّية احتراقُ التعليم مدخل الأخوان المُسلمين للسيطرة في الخليج] للصحفي خالد العُبيد/ القاهرة
في صفحة 323 تحت عنوان: حسن البنّا يهوديٌ مغربي زرعتهُ الماسونيّة لتأسيس جماعة الإخوان، ثُمّ ينقلُ ما جاء من كلامٍ نقلته مجلّة روز اليوسف عن مقالٍ لعبّاس محمود العقّاد، فيذكر نفس الكلام ويُفرّع عليه بِحسب ما هو يعتقد وبحسب ما يُريد أن يُفرّع.
● هناك كتاب آخر تحت عنوان: أمريكا تصنعُ الثورات الإسلامية للكاتب الصحفي: خالد سُليمان.
جاء فيه في الصفحة 135: الفصل الحادي عشر: حسن البنّا وأُصوله اليهوديّة. ويقول في كتابه أنّ عبّاس العقّاد قال: أنّ حسن البنّا ترجع أُصولهُ إلى قبائل يهوديّة في نجد بالمملكة السعودية، وبعد ذلك يُفرّع على هذا الكلام ما يُريد أن يُفرّع.. والغريب أنّ حسن البنّا لم يرد على العقّاد.
● بالنسبة لرأيي في هذا الكلام، أقول:
لا أعتقد أنّ هذا الكلام كلامٌ دقيق.. يُمكن أن يكون صحيحاً، ولكن كما تُلاحظون ما بين كتابٍ وكتاب اختلف الكلام، وبالنسبة لي مِن خلال البحث والتتبّع لم أجد دليلاً واضحاً يُصدّق هذهِ المسألة.. فالعقّاد يتكلّم مِن دون دليل، وإنّما يعتمد على حدسهِ وعلى ظنونٍ من هنا وهناك.
فنحنُ لا نملك دليلاً على هذهِ المعلومة، وحتّى لو ثبتتْ هذهِ المعلومة مِن أنّ أُصول حسن البنّا تعود إلى المغرب أو إلى قبائل يهوديّة في نجد، فهذه القضيّة ليستْ مُهمّة أبداً. الذين يُريدون أن يُهوّلوا الأمور تهويلاً إعلامياً يُمكن أن ينتفعوا مِن مثل هذا الكلام، أمّا أنا فلستُ في مقام التهويل الإعلامي. نحن نبحث عن الحقيقة، وحين نبحث عن الحقيقة فلأجل أنفسنا ولأجل أبنائنا وبناتنا، وليس لأجل أحدٍ آخر.
• أيّ ضَيرٍ أن يكون البنّا في الأصل يهودياً؟! أو يكون من المغرب أو من نجد؟! كلنّا كذلك، لا نعرف أصولنا القديمة.. وانتقل أباؤُنا مِن بلدٍ إلى بلد.. وحتّى لو عرفنا قبائلنا، أ وليستْ القبائل العربيّة كانت تعبدُ الأصنام، وكان اليهودُ على حقّ في مقطع مِن مقاطع التأريخ؟
بالنتيجة: نحنُ جميعاً مِن صُلبٍ واحد، نحن أخوة في الآدمية.. فأيّ ضيرٍ لرجلٍ كانت أُصوله يهوديّة على فرض صِدق هذا الكلام؟!
هذا لا يُشكّل دليلاً على علاقتهِ بالماسونيّة، وما جاء في هذه الكُتب فقط اتّهامات لا دليل عليها.. نعم يُمكن أن تكون هذه المعلومة صحيحة، ولكنّنا لا نملكُ دليلاً عليها.