{ولا تَقْربا هذهِ الشَجَرة} شجرةُ العِلْم وإنّها لمُحمَّدٍ وآلهِ خاصّةً دُون غيرهم
تفسير الامام العسكري عليه السلام
103 ـ قال الامام (عليه السلام) : إن الله عزوجل لما لعن إبليس بابائه ، وأكرم الملائكة بسجودها لآدم، وطاعتهم لله عزوجل أمر بآدم وحواء إلى الجنة وقال : (يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلامنها) من الجنة (رغدا) واسعا (حيث شئتما) بلا تعب .
ـ الشجرة التى نهى الله عنها ، وأنها شجرة علم محمد (صلى الله عليه وآله) : ـ (ولا تقربا هذه الشجرة) ـ شجرة العلم ـ شجرة علم محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) الذين آثرهم الله عزوجل بها دون سائر خلقه .
فقال الله تعالى : (ولا تقربا هذه الشجرة) شجرة العلم فانها لمحمد وآله خاصة دون غيرهم ، ولا يتناول منها بأمر الله إلا هم ، ومنها ماكان يتناوله النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين بعد إطعامهم المسكين واليتيم والاسير حتى لم يحسوا بعد بجوع ولا عطش ولا تعب ولا نصب .
وهى شجرة تميزت من بين أشجار الجنة .
إن سائر أشجار الجنة ـ كان ـ كل نوع منه يحمل نوعا من الثمار والمأكول وكانت هذه الشجرة وجنسها تحمل البر والعنب والتين والعناب وسائر أنواع الثمار والفواكه والاطعمة .
فلذلك اختلف الحاكون التلك الشجرة ، فقال بعضهم : هي برة .
وقال آخرون : هي عنبة ، وقال آخرون : هي تينة ، وقال آخرون : هي عنابة ،
قال الله تعالى : (ولا تقربا هذه الشجرة) تلتمسان بذلك درجة محمد ـ وآل محمد ـ في فضلهم ، فان الله تعالى خصهم بهذه الدرجة دون غيرهم ، وهي الشجرة التي من تناول منها باذن الله عزوجل ألهم علم الاولين والآخرين من غير تعلم ، ومن تناول ـ منها ـ بغير إذن الله خاب من مراده وعصى ربه (فتكونا من الظالمين) بمعصيتكما والتماسكما درجة قد أوثر بها غير كما إذا أردتماها (3) بغير حكم الله.
وسوسة الشيطان ، وارتكاب المعصية